| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 24/4/ 2007

 

 

جدار أمني أم جدار طائفي ؟

حمزة الشمخي

لا يختلف إثنان من العراقيين وأصدقاء العراق ، حول أهمية إحلال الأمان والإستقرار في العاصمة العراقية بغداد ومدن العراق الإخرى ، ولكن لم نر هذا بالرغم من الخطط الأمنية والعسكرية العديدة ، وآخرها خطة فرض القانون في بغداد والتي لم تحقق ما رسم لها لحد الآن .
لأن معالجة الأوضاع الأمنية المتردية والمأساوية في العراق تتطلب قبل كل شئ ، الولاء للوطن والإبتعاد عن التخندق الطائفي والمناطقي ، الذي ساهم في تعميق داء الطائفية وعزل مناطق عن مناطق إخرى في بغداد ، وتهجير الناس من بيوتهم بالتهديد وقوة السلاح ، من أجل تقسيم مدينة بغداد مذهبيا ، بعد أن كانت عاصمة العراق الجميلة لكل العراقيين دون تمييز .
واليوم وبعد تشييد جدار إسمنتي هنا وجدار إسمنتي هناك ، لعزل هذه المنطقة عن تلك المنطقة ، وجعل بغداد عبارة عن مناطق مغلقة بحجة حماية الناس من الهجمات الإرهابية والسيارات المفخخة كما يقال ، ولكن هذه الجدران العازلة ستعمق التمييز الطائفي والمناطقي ما بين أبناء الوطن الواحد منذ الآف السنين .
ومن يريد تحقيق الأمن والهدوء في العراق ، عليه أن يحل المشكلة من أساسها والتي تتلخص ، بجدولة إنسحاب القوات الأجنبية من العراق ، والإبتعاد عن المحاصصة بكل أشكالها ، وتوفير كل الخدمات الضرورية للمواطنين ، ومحاربة العصابات والزمر الإرهابية وتفكيك الميليشيات ، والبدء بالبناء والعمران وتوفير فرص العمل للعاطلين ، ومساعدة المحتاجين والعاجزين وكل من لا يستطيع العمل .
وكل هذه الخطوات وغيرها ، ليست صعبة التحقيق في بلد مثل إمكانيات العراق الإقتصادية وطاقاته البشرية ، إذا تظافرت الجهود الوطنية المخلصة ، لأننا لا نريد جدرانا يشيد ظاهرها بإسم سيادة الأمن والأمان والإستقرار ، وباطنها طائفيا وعنصريا لا يخلص العراق من محنته الحالية أبدا .
ومن الغريب بالأمر ، حتى أن رئيس الوزراء العراقي ، رفض بناء مثل هذه الجدران في العاصمة بغداد ، فهل أن قوات الإحتلال وحدها هي التي قررت وخططت ونفذت ذلك دون علم الحكومة العراقية ؟.
وإذا كان ذلك صحيحا ، فأين إستقلالية وشرعية الحكومة العراقية إذن ، من كل ما يحدث في العراق ؟ .