| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 23 /10/ 2006

 

 

البعثيون يشترطون على العراقيين التوبة !

 

حمزة الشمخي

بثت قناة الجزيرة الفضائية في الحادي والعشرين من تشرين الأول الجاري ، ومن خلال برنامجها الحوار المفتوح لقاءا مع شخص يدعى الدكتور أبو محمد بإعتباره ممثلا عن ( البعث ومقاومته الوطنية ) وقد أظهرت قناة الجزيرة صورة هذا الشخص مظللة ، لكي لا تظهر ملامحه بشكل واضح على شاشة التلفاز .
علما أن هذا الشخص المكنى بأبي محمد هو ( خضير وحيد المرشدي ) عضو القيادة القطرية لحزب البعث العراقي ومقيم حاليا في العاصمة السورية دمشق مع مجموعة من أعوان البعث السابقين ، الذين فروا بعد الإنهيار المخزي لنظامهم الدموي في التاسع من نيسان عام 2003 .
تحدث هذا البعثي من خلال البرنامج بنفس لغتهم الرعناء السابقة ، حيث قال وشدد لأكثر من مرة ، على أن حزبه حزب البعث ، يريد الحوار والمفاوضات مع كل العراقيين أحزابا وأشخاصا ومؤسسات ، ولكن بشرط أن يعلنوا لنا التوبة أمام الجميع ، وبعد ذلك نقول لهم عفى الله عمى سلف ! .
فعلا غريب أمر هؤلاء من البعثيين ، الذين حكموا العراق بالبطش والقتل والحروب والتهجير والمقابر الجماعية .. يريدون اليوم من العراقيين أن يعلنوا التوبة لهم ، بدلا من مراجعة مسيرتهم الدموية السوداء ، والإعتذار للشعب العراقي والجيران على ما إقترفوه من جرائم كبرى بحق الإنسانية والوطن ، والتي تجاوزت حتى حدود العراق من خلال شن الحرب على إيران وغزوهم لدولة عربية شقيقة هي دولة الكويت .
لا يمكن لهؤلاء أن يتغيروا حتى إذا كانوا خارج السلطة ، لأنهم لا يؤمنون إلا بفكرة الإنقلاب والتآمر والقوة وإلغاء الآخر وإستخدام كل الوسائل من أجل البقاء في الحكم ، حتى لو قتلوا الملايين من العراقيين ودمروا الوطن وهذا ما حدث في زمن حكمهم للعراق.
وأخيرا نقول للبعثيين من يتوب عن من ؟ ، وهل أن هذه هي ( مقاومتكم الوطنية ) التي تقتل الناس بالجملة في الشوارع والساحات العامة وحتى في بيوتهم ، وتفجر المدارس وأفران الخبز وأماكن العبادة والأسواق الشعبية وتستهدفون المحطات الكهربائية وأنابيب النفط وكل ما يخدم الإنسان العراقي ؟ .
وهل تريدون من العراقيين أن ينسوا أفعالكم وجرائمكم التي لا زالت آثارها في كل بيت عراقي ؟ ، وأن المقابر الجماعية المنتشرة في كل أنحاء العراق ستظل شاهدا على فترة حكمكم الإستبدادي .