| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 20 /9/ 2006

 




قال القاضي لصدام .. لاتحرجني !

 

حمزة الشمخي

حقا أن محاكمة الدكتاتور صدام وأعوانه أصبحت مهزلة المهازل ، وكأنها فيلما مملا وطويلا ولا نهاية له ، حيث أطل علينا القاضي عبد الله العامري من خلال محاكمة الدكتاتور وأزلامه في قضية حملات الأنفال ضد الشعب الكوردي في كردستان العراق ، والتي تعتبر من المجازر الكبرى بحق الإنسانية .

حيث تحول هذا القاضي والذي من المفترض والواجب أن يكون عادلا ، تحول الى محام عن صدام ، والأكثر من هذا جعل من الطاغية وطنيا وديمقراطيا ، وكأنه كان جزءا من تلك المنظمة البعثية التي دمرت العراق وأهله .

ولكن أن القاضي عبد الله العامري قد تجاوز حدود مهنته ومهمته ، عندما قال لصدام إثناء جلسة 18 أيلول 2006 ، أرجوك أن لا تحرجني ! ، لأن صدام أراد أن يتكلم بالسياسة خارج إطار القضية المطروحة ، وإعتبر الشعب الكوردي شعبه ولم يقصر بحقه يوما ما ...الخ .

فماذا يعني هذا القاضي بكلمة لا تحرجني ؟ ، وهل إنه يعتقد بأن كلمات صدام الإستهلاكية الفارغة إتجاه الشعب العراقي إثناء محاكمته ، هي فعلا لا تعبر عن حقيقته الدموية المعروفة للجميع من العراقيين والجيران وغيرهم ؟ .

وهل يجوز لقاضي أن يتعامل مع متهمين بجرائم لا مثيل لها في عصرنا الحديث بهذه الطريقة ، التي تجعل من المجرمين أبرياء ومن الضحايا متهمين ؟ ، وهل إن سلوك وكلمات القاضي كانت فعلا زلة لسان كما يقال ؟ ، أما إنها تجاوزت التبريرات ، لأن زلة اللسان لا تتكرر أكثر من مرة في الجلسة الواحدة من محاكمة أركان النظام المنهار .

فيا أيها القاضي ، إذا كان صدام يحرجك أمام الشعب العراقي من خلال كلماته المملة هذه ، فعليك أن تتنحى عن مهمتك لأنك ليس أهلا لها ، وإترك مكانك لمن يحاكم أزلام الدكتاتورية بإسم الشعب العراقي الذي ضاق الويل والظلم والعنف من هؤلاء الذين يجلسون أمامك في قفص الإتهام .

لأن المحاكمة العادلة لا تعني مجاملة المتهم والإحراج منه ، بل هي يجب أن تعطي لأصحاب الحق حقهم ، وأن تقتص من المجرمين مهما كانت مناصبهم ورتبهم في الماضي وفي الحاضر ، وأنت تعرف بأن صدام وأعوانه متهمين الآن بجرائم موثقة كأدلة ثابتة عليهم .

عليك أن لا تنحرج من الدكتاتور ، بل عليك أن تؤدي مهمتك بأمانة وإخلاص أمام شعبك الذي ينتظر قرار الحكم العادل بحق هؤلاء  .