موقع الناس     http://al-nnas.com/

الى من يقرع طبول الحرب الأهلية في العراق

 

حمزة الشمخي

الأثنين 20 /3/ 2006

نرى اليوم أن هناك من يريد أن يهيئنا نفسيا ، وبعد ذلك يفرض علينا ويزجنا في دوامة الصراعات والإنقسامات والمعارك العدوانية ، وصولا الى كارثة إشعال الحرب الأهلية في عراق التعدد والتنوع والتسامح والتآخي القومي والديني والمذهبي والسياسي منذ آلاف السنين  .

نسمع هذه الأيام ، من بعض أصحاب القرار السياسي والحزبي والحكومي في العراق ، أن العراق مقبل على الحرب الأهلية ، وكأن هذا هو قدر شعب العراق ، حيث يخرج من دكتاتورية دموية ظالمة ويدخل إجبارا في نفق الحرب الأهلية ، كما يريدها ويتمناها البعض من السياسيين العراقيين والعرب والأجانب
فهل أن العراق اليوم قد أصبح فعلا لعبة بيد مثل هؤلاء قارعي طبول الحرب والإرهاب والجريمة ؟ ، لا يمكن أن يتحقق ذلك أبدا ، لأن شعب العراق وقواه السياسية والإجتماعية الوطنية لا تسمح لمثل هؤلاء ، أن يحرقوا ويعبثوا بعراقهم الرائع الجميل والزاهي بألوانه المختلفة  .

صحيح أن هناك من يدفع بإتجاه نشوب حرب أهلية في العراق ، من خلال تسعير نار الطائفية الكريهة والسكوت عن القتل الجماعي المخيف اليومي على الهوية في أغلب شوارع العراق وساحاته  ، وأن هناك من يلجأ الى إنتهاك أماكن العبادة ، وحرقها وتدميرها ، وتبادل الإتهامات العدوانية بين بعض المذاهب المختلفة ، وإنتشار المليشيات المسلحة التابعة لهذا الطرف أو ذاك ، كل هذه وغيرها من الأساليب تصب في طاحونة هؤلاء دعاة الحرب والعدوان ، ولكن علينا أن نقول لهم ، أن كل أساليبكم العدوانية هذه سترتد عليكم حتما ، لأن وحدة العراقيين الوطنية ولحمتهم الأخوية ستقف بوجهكم مهما حاولتم للنيل منها ، أو دخلتم من هذه الثغرة الرخوة اليوم ستسد في وجهكم غدا ، لأن الشعوب هي التي ستقرر طريقة حياتها وشكل نظامها السياسي الإجتماعي التي تريد  .

فإلى من يريد أن يقرع طبول الحرب الأهلية في العراق ، فعليه أن يفهم بأن شعب العراق بكل مكوناته المتنوعة والمتداخلة ، والتي تجسدها الكثير من البيوت العراقية ، حيث نجد في البيت العراقي الواحد ، أكثر من قومية ودين ومذهب وعشيرة ، وهذا هو التجسيد الحقيقي للوحدة الوطنية العراقية  .

وأخيرا نقول لمن يريد أن يقرع طبول الحرب والدمار ، فأن أصوات طبولكم ستختفي ، أما أصوات طبول السلام والمحبة والتآخي ستسمع في كل أنحاء العراق  .