موقع الناس http://al-nnas.com/
المليشيات وفرض الممنوعات
حمزة الشمخي
الأثنين 10 /7/ 2006
أصبحت ظاهرة إنتشار المليشيات المسلحة في العراق بعد إنهيار
الدكتاتورية في التاسع من نيسان عام 2003 ، کأنها بديلا عن الأجهزة الحكومية
والأمنية ومؤسسات الشرطة والجيش ، بحيث أن هذه المليشيات تصول وتجول في كل
محافظات ومدن العراق من دون حسيب ولا رقيب ، وکأن هذا الذي كان ينتظره الشعب
العراقي بعد ليل الدكتاتورية المظلم .
حيث عرفت هذه المليشيات ، بأسماء الجيوش والفيالق والهيئات والمنظمات ، وأصبحت
تفرض وجودها وقوانينها بقوة السلاح والتهديد وكل الأساليب الإرهابية من أجل
تطبيق ممنوعاتها على بنات وأبناء العراق .
وأن قائمة الممنوعات هذه تزداد يوما بعد آخر ، وكان آخرها ممنوع شرب الماء
المثلج ، حيث تم قتل بائع ثلج في بغداد بدعوى ( أن المسلمين في عهد الرسول (ص )
لم يستخدموا الثلج ) ، أية مهزلة هذه ؟ ، وفي أي زمان يعيشون هؤلاء بحيث حتى
الماء المثلج أصبح من المحرمات ؟
ومن الممنوعات أيضا عدم تناول الآيس كريم ، وسماع الأغاني والموسيقى وحرق
المحلات التي تبيع الأشرطة وقتل أصحابها لأنهم لم يلتزموا بتنفيذ تعليمات
المليشيات المسلحة .
وكذلك يتم فرض إرتداء الحجاب على النساء بالقوة ، وعم إرتداء بنطلون الجينز
والسروال القصير من قبل الرجال ، وعدم حلق الذقون أو حلاقة الشعر بالطريقة
المتعارف عليها من قبل الحلاقين وهي تحديد الشعر وتصفيفه وغير ذلك ، وإلا
سيتعرض الحلاق للقتل في مكان عمله لأنه قد تجاوز قائمة الممنوعات الصادرة من
قبل مليشيات الموت والتخلف .
بعد كل هذا وغيره من الممنوعات والمحرمات المفروضة من قبل زمر مسلحة خارجة عن
القانون ، الى متى تبقى الحكومة العراقية مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث لشعب
العراق ، من مصائب وويلات ومصادرة حرياتهم الشخصية وحرمانهم من أبسط حقوقهم
المشروعة ؟
هل يكتفي شعب العراق بالتصريحات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية للمسؤولين
العراقيين الذين يخرجون علينا كل يوم بتصريحاتهم المنددة بالمليشيات هذه
وأفعالها الإجرامية ؟ ، ولكنهم لم يحاربوها بكل الطرق والأساليب الممكنة التي
تقضي عليها نهائيا .
لأنه لا يمكن الحديث عن عراق ديمقراطي ، وسيادة دولة القانون والعدالة
والمساواة في ظل حكم المليشيات المسلحة في العراق .