| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حيدر سعيد

 

 

 

                                                                                    السبت 8/10/ 2011



لا تنفخوا بالعشيرة اكثر فنتاج النفخ بالطائفة السياسية
ماثل امامكم

حيدر سعيد

العشيرة مكون اجتماعي مهمته محدودة وهو حل الاشكالات الفردية التي تحدث ضمن نطاق العشيرة بشكل اخوي وبرضى الطرفين ، هنا يقف حدود عملها، وما عدى ذلك فقوانين الدولة وانظمتها تقوم بدورها في تنظيم حياة المواطنين على اساس مبدأ المواطنة دون النظر الى الجنس او العرق او القبيلة او العشيرة او الطائفة ، هذا اذا تمسكت الدولة فعلآ بالديمقراطية وبثوابتها الاساسية ــ( العدالة ، المساوات ، والحرية ) ، وتجسدت قوانينها واقعيآ وفق هذه المبادىء .

لقد رأينا كيف تعاملت الدكتاتورية مع القوانين وكيف قادها خوفها من الجماهير الى بناء اجهزة قمعية تسلطية تحمي نظامها بتسليطها الارهاب الجسدي والفكري على رقاب المواطنين ، معممة هذا السلوك الفاشي على كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية ، متخذة من الجيش محطتها الاولى في هذا التوجه ، محولة هذه المؤسسة المعروفة بمواقفها الوطنية بجانب ابناء الشعب العراقي وانصع مثال على ذلك التحامها مع قوى الشعب الوطنية والتقدمية في (ثورة 14 تموز) ، حولتها الى مؤسسة تابعة لحزب البعث بتنصيبها قيادات هزيلة ضحلة لاتمتلك الكفاءة والخبرة والاخلاص لتربة الوطن والشعب ، وهذا مااوصل الجيش العراقي الى المستويات المتدنية من حيث الكفاءة والسمعة ،

وكذلك فعلت مع اتحاد نقابات العمال هذا الصرح النضالي للعمال العراقيين والذي يمتلك تاريخ رائع في ساحات المواجهة مع القهر والتجاوز على حقوق العمال . حيث قامت بحله خوفآ من هذا التأريخ البطولي ، محولة العمال الى موظفين معتقدة انها بهذا العمل ستقضي على هذا الاتحاد الشامخ ، لكن مان تهاوى النظام حتى عانقت ساحات العراق تظاهرات العمال العراقيين في عيدهم الاول من آيار، فرحآ برحيل الفاشية .

كذلك لعبت الدكتاتورية نفس الدور مع العشائر العراقية لتسييسها وفق مايتلائم ونهجها ومصلحتها ، وذلك من خلال فرض بعض الوجوه على العشائر والتي لاتحضى بالاحترام والمعروفة بضحالتها وهزال شخصياتها ، موضفة عقد النقص في هؤلاء لمصلحة نفوذها داخل العشائر وجعلهم مصدات لمعارضي النظام واساليبه القمعية والتغطية على موبقاته . ، لكن ما ان سقط النظام البائد حتى سارعوا( وما اخفهم في ذلك) الى تبديل الوانهم ووجوههم معلنين ( التوبة الكاذبة ) والتراجع التكتيكي الذي تعلموه في مدرسة النظام الانتهازية .

واليوم تكرر هذه التجربة نفسها ، فبعد النفخ بالطائفة السياسية، و لحساب الكسب الوقتي للسياسين المتناطحين على حساب القانون والمساوات امامه ، والذي ادى الى ازمة سياسية كادت تهدد التجربة الوليدة للديمقراطية وتطيح بها ، قاد هذا التهديد فرسان الطائفة السياسية، بأستخدامهم السلاح ضد الدولة ، مما دفع( الدولة النافخة ) الى ان تقود حملات عسكرية عرفت حينها( بالصولات) متتصدية لهذا الخطروايقاف زحفه المخيف .

تجربة النفخ تظهر ملامحها واضحة اليوم، من خلال التوجه الى قيادات بعض العشائر والنفخ بهم ، بدل التوجه الى ابناء الشعب العراقي عامة وحل مشاكلهم والاستماع الى مطاليبهم العادلة التي تطرح من خلال تظاهراتهم السلمية الدستورية ، وهم الحصن المجرب للدفاع عن التغيير الديمقراطي ، هذا النفخ ببعض القيادات العشائرية جعلهم يتطاولون على القانون مستهزئين بقوانين الدولة ، وجريمة النخيب شاهد حي على هذا التطاول .

لذلك نقول ان بوصلة مسيرة الدولة كلما اقتربت من الشعب وقواه المخلصة كلما سدت منافذ العبور ( الرخوة ) التي يتغلغل من خلالها الارهابيون وازلام النظام الساقط والمتجاوزون على القانون ، وتوجهت بقوة القانون الى الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي الحقيقي .فقوة الدولة يكمن بالالتزام بالقانون وتطبيقه بما يخدم جميع المواطنين دون تمييز ، وضعفها بأضعاف القانون .

 

السويد



 

free web counter