|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  8  / 12 / 2015                                 حيدر سعيد                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أحذروا
هجوم
مصدات التغيير والأصلاح !!

حيدر سعيد
(موقع الناس)

أي نهج يحتاج الى رؤية ذات ابعاد وآليات ومقدمات تخدم هذا الطريق وتهيأ الشروط لنجاحه وتسير به الى الأمام حيث الهدف النهائي المنشود ، مع الأخذ بنظر الأعتبار كل العراقيل والعوارض التي ستقف بوجه هذا التوجه ، خاصة اذا كان يصدم بمصالح كتل متنفذة ، نهجها يتضاد ويتقاطع مع النهج الجديد ، ومن هنا فأن نهج التغيير والأصلاح الذي تحدد بمقدمات حزم الاصلاح ، لم يأت من فراغ بل هو نتاج تراكمي لأزمات سياسية وأقتصادية وأجتماعية ومنظومة أخلاقية ،مما دفع الجماهير بحراكها الشعبي المدني السلمي للخروج للشارع لتضغط مطالبة بالأصلاح والتغيير ، قابلها الوقوف المؤيد والمساند للمرجعية الرشيدة ،هذا سرًع من اتخاذ تلك الأجراءات الاصلاحية ضد الفساد وحيتانه الكبيرة في الدولة ،التي تقاسمت سرقة ميزانية الدولة ،ونشرت الفساد في كل مؤسسات الدولة من خلال ايصال السيئين ادارياً النفعين الذين لاتهمهم مصلحة ابناء شعبهم بقدر مصالحهم الذاتية ، وبذلك شكلوا مقدمة لنظام من الفاسدين والسراق ، توسع تأثيره بمرور الوقت مدعوماً من نظام المحاصصة الطائفي القومي ، حتى اصبح اخطبوطاً تمتد اذرعه الى زوايا الدولة ومؤسساتها .

وعلى ضوء الخراب والدمار الذي لحق بالبلد من جراء نهج المحاصصة المدافع عن هذا الأخطبوط ، بدأ الصراع يحتدم ويتصاعد بين مؤيدي التغيير والاصلاح ومعارضيه ، وتحول لاحقاً الى معركة اطرافها نهج المعارضين بما يملكون من قوة وفرًها لهم نظام المحاصصة بسيآته وازماته ، ونهج المتصدين للتغيير والأصلاح والذي تكمن قوته اساساً بالمخلصين لهذا التوجه والنهج ، متمثلين بالجماهير التي خرجت بتظاهرتها الواسعة السلمية وبحراكها الشعبي المدني ، ودعم المرجعية الرشيدة في النجف التي وقفت منذ البداية مع التغيير والأصلاح بقوة مناشدة اتخاذ الحزم ضد الرؤوس الكبيرة للفساد كونهم اذرع الارهاب في داخل الوطن .

ان معركة مركبة بهذا الوزن والحجم ، تتطلب من المتصدين توحيد جهودهم من خلال تشكيل جبهة واسعة من جميع المخلصين للتغيير والأصلاح لمواجهة جبهة المعارضين الفاسدين ، بأختيار أليات للتنفيذ تنسجم وثقل المهمة وصعوبتها ،تقف خلف تنفيذها أيادي نزيهة مخلصة شجاعة ذات ارادة صلبة مؤمنة بنهج التغيير والأصلاح ،لاتاخذها في اقتحام مملكة الفساد لومة لائم ، ولا تتهاون في تطبيق القوانين بحقهم مهما كانت مراكزهم ، يسندهم قضاء مستقل مهنياً لايخضع للضغوط السياسية مهما كانت ثقيلة ، يؤدي رسالته الوطنية في خدمة العدالة والقانون .

لكن ومع الأسف الشديد لم نرى العمل الجاد والمثابر في بناء جبهة التصدي والصمود والتحدي ، جبهة التغيير والأصلاح وتعزبز دورها ، لمجابهة جبهة الفساد والتردي ، التي بدأت برفع رؤوسها من جديد بعد ان انحنت امام الهبة الجماهيرية السلمية حتى اقتربت من اقدامهم ، فأقدمت باستخدام القوة المفرطة لمواجهة المتظاهرين السلميين المتوجهين الى المنطقة الخضراء معقل رؤوس الفساد المقصودة وتسليم مطاليبهم المشروعة المعلنة وفي مقدمتها مغادرة نظام المحاصصة ، ومحاسبة الفاسدين وسراق المال العام ، وتوفير الخدمات الضرورية للشعب ،كالكهرباء والماء الصالح للشرب ومعالجة البطالة المتفشية ، هذه اسلحتهم التي رفعوها بوجه معارضي الأصلاح والتغيير ، والتي هزت مضاجعهم وافقدتهم الرشد ،مما جعلهم يوعزون الى اذرعهم وبطاناتهم لقمع المتظاهرين واعتقال النشطاء المدنيين منهم ،والتعدي عليهم بالضرب وقذفهم ببذيء الكلام السوقي الذي تربوا عليه في مدرسة البذاءة نظام البعث الفاشي ، وها هم يستمرون في هجومهم بعد جس نبض المتصدين في الحكومة في هذه المنازلة . فيقومون بفبركة دعاوى كيدية ضد انصار التغيير والاصلاح الثابتين على مواقفهم المؤمنين بالتغيير والاصلاح ، كما جرى مؤخراً للأستاذ عقيل الربيعي الأمين العام لمجلس محافطة بابل بتهمة ملفقة مفادها استغلال المنصب لأغراض شخصية !! متجاوزاً صلاحياته !! والحقيقة ان تهمته هو موقفه المخلص لوطنه ونهج الأصلاح وتنفيذ مطاليب ابناء محافظته العادلة ،وأخيراً وليس آخراً توجههم لأستقطاع مبالغ من رواتب كادحي بلادنا من المتقاعدين الذين افنوا شبابهم في خدمة بلدهم ، ووقفوا مع شعبهم متحملين المآسي والويلات دفاعاً عن وطنهم وعزته ،وناصروا اليوم التغيير والاصلاح وتضامنوا مع الحراك الشعبي المدني ، هذا مادفع بعض اذرع الفساد المتنفذين في هيئة التقاعد الوطنية الى اقتطاع هذه المبالغ من افواه عوائلهم عقاباً لهم لموقفهم الرافض للفساد والفاسدين ، وعلى الطرف الأخر تجري محاولات من قبل بعض الرؤوس المشمولة بالقرارات بالتوجه الى المحكمة الاتحادية والاعتراض على تلك القرارات كونها غير دستورية ، ( الدستور يفصل حسب مقاساتهم ) عندما يوجه ضدهم غير دستوري اما اذا كان لصالح سرقتهم وتجاوزاتهم فهو دستوري ( وعلى هل رنه وطحينج ناعم ) ، والخطوة القادمة التي يحاولون الولوج منها هو تنحية مصدر قلقهم حالياً وهو رئيس الوزراء الذي تبنى التغيير والأصلاح مستمعاً الى مطاليب الجماهير المشروعة !! وبعدها سيأتي دور المرجعية الرشيدة لانها تصدت للفساد والفاسدين وطالبت بالضرب من حديد على رؤوسهم لانها مصدرالخراب والدمار ، ومكمن مخاطرالفساد والفاسدين كونهم كانوا يمسكون القرار السياسي مستخدميه في ضرب اقتصاد البلد والحياة الأجتماعية بدعوي الدفاع عن مصالح الوطن والشعب !!.

أن محاولات جبهة معارضي التغيير والأصلاح ستستمر وبقوة اذا ما وجدت ان جبهة التغيير والاصلاح ستٌحاصرها وتدفع بها الى المحاسبة القانونية لقاء ما أقترفته من فساد وسرقة لأموال الشعب، مقدمة خدمة للأرهاب والقوى المعادية للوطن ، وبذلك فأن جبهة التغيير والاصلاح مدعوة لتكثيف جهودها وتوحيد توجهها وتنسيق العمل بينها وتوسيع مؤيديها ، بتطبيق وتنفيذ اجراءات التغيير والاصلاح بأرادة قوية ومتابعتها ومراقبتها ، وعدم التهاون مع اي رد فعل من جانب معارضي الأصلاح والتغيير ،والأستناد في ذلك الى الحراك الشعبي المدني السلمي، الضاغط الأكثر فعالية في ردع جبهة معارضي الأصلاح وكشف اقنعتهم ، وهو مستعد كما بينت الأحداث الأخيرة ، للتضحية في سبيل انتصار الحق على الباطل ، ويدرك جيداً انها معركة غالية الثمن لكنه سيخوضها حتى النهاية ، مما يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية ورص البنيان الوطني ودعمه بالسياج الجماهيري، من الذين يعون حقوقهم مقتنعين بالدفاع عنها  .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter