|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  4  / 9 / 2015                                 حيدر سعيد                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الما يبوك من الشعب ليش يخاف !!

حيدر سعيد

الزيارات الماراتونية لممثلي بعض الكتل المتنفذة الى مجلس القضاء الاعلى ممثلاً بالسيد القاضي مدحت المحمود ، وبعد تصاعد مطالبة الجماهير بتطهير القضاء من الفاسدين شأنه شأن مؤسسات الدولة ، مدعومة من قبل المرجعية الدينية الرشيدة منذ اليوم الاول لانطلاق التظاهرات الجماهيرية. ليأخذ دوره في الاصلاح والتغيير .

ان سلطة القضاء لم تكن معلقة في الهواء محصنة من الاجواء الفاسدة التي خيمت على وطننا من الشمال الى الجنوب بحماية نظام المحاصصة ، نظام الكتل المتنفذة والمقررة في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،

لذلك فان مؤسسة القضاء معنية قبل غيرها بالاصلاح والتغيير ، خاصة وان القضاء ومجلسه الاعلى هما من يبسط القانون ويدفع الضرر والشرور عن المواطن وينتصر للعدل الاجتماعي وبصوت عالي ، وكون ان القضاء العراقي قد تعرض الى هزة فكرية وضغوط قاسية وتدخل مباشر من قبل الدكتاتورية ونظامها الفاشي باختطاف قراره المستقل مما انعكس سلباعلى اداءه بانحياز بعض القضاة حينها الى صف السلطة القمعية والارتهان الى اوامرها ،وكما ان نظام المحاصصة الذي جاء بعد سقوط الدكتاتورية اضاف اعباءا كبيرة تمثلت في الفساد ونهب المال العام والارهاب ، مما ولدٌ انطباعا واقعيا لدى شعبنا بان التطهير والاصلاح والتغيير يجب ان يطال القضاء بغض النظر عن القضاة المخلصين الاوفياء لقضايا شعبهم ووطنهم والذين تعرضوا الى الملاحقة والتنكيل والابعاد والتهميش جراء المواقف النبيلة لهم،

فالقضاء اذن ليس بمعزل عن حزمة الاصلاح التي لا تنتقص من سلطته المستقلة كما عهدنا في القضاء العراقي بل تزيده قوة ومتانة وثقة وايمان بعمله وواجبه تجاه الشعب والانتصار لقضية العدالة الاجتماعية التي اصبحت في خبر كان، بعد ان تسلطت الكتل المتنفذة التي تكرش اصحابها على حساب قوت الشعب حتى عادوا بلا رقاب .

ان الزيارات الاخيرة لمجلس القضاء الاعلى من بعض الكتل والشخصيات، تثير العديد من الاسئلة من قبل الشارع العراقي وقواه المخلصة ، ولا يمكن ان تزك موقف القضاء فهي اساسا متهمة من قبل ابناء الوطن بالفساد ، لا بل تضع علامات استفهام على راس القضاء السيد المحمود ، الذي تناوله هؤلاء الزائرون حتى وقت قريب بالنقد والقذف متهميه بالاصطفاف مع المالكي واسناده في محاربة خصومه حينها ، وتلاعبه بالانتخابات .......الخ مطاليبيه اي المحمود بالاستقلالية !!.

ان هذا الانقلاب ب180 درجة في مواقف هذه الكتل والشخصيات يدلل على انها اما تعيش في ازدواجية وتخبط وخوف من القادم من الايام ،لذلك زحفت متذللة خانعة متوسلة مستجدية الرحمة من القضاء بعدم تسليم مالديه من ملفات للفساد وغيرها تخصهم الى الجهات المعنية ، او جاءت للضغط والتخويف من كشف المستور ( وعليً وعلى اعدائي ) !!.وحينها تطلق الميلشيات العائدة لها والتي اعدتها للتصدي لاي اصلاح او تغيير.

لقد قال الشعب كلمته في ظاهرة الفساد المنتشرة في جميع مؤسسات الدولة والتي يغطي نشاطاتها البعثيون بوجوه مختلفة ، يفتش المعنيون عنهم بين المتظاهرين للتشويه، وهم اقرب من حدقة عيونهم اليهم وقد تسلقوا سريعا الى مكاتبهم ، ياكل قلبهم الحقد على الشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية المدنية ، ومؤسسة القضاء واحدة من المؤسسات المهمة الاساسية التي لابد وان تطالها عملية التغيير والاصلاح ، وجاء دعم المرجعية حاسماً لا رجعة فيه .

فاساليب اعداء الاصلاح والتغيير مهما تعددت فهي مكشوفة ولا يسترها بعد الان اي غربال والما يبوك من الشعب العراقي ليش يخاف ؟!!

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter