|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  27  / 8 / 2017                                 حيدر سعيد                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في اي التحالفات يٌصان حق تقرير المصير للشعوب !

حيدر سعيد
(موقع الناس)

موقف القوى التقدمية العراقية وفي المقدمة منها الشيوعيون العراقيون ، بخصوص حق تقرير المصير للشعوب ثابت ومبدأي وهو ترجمة لافكارهم الانسانية التي تحترم ارادة الشعوب واختياراتها في الحياة ، وقد قدموا لاجل الدفاع عن هذا المبدا التضحيات الجسام وفي احلك الظروف ، ولم يساورهم الشك ولو للحظة في دفاعهم هذا ، وهذه الحقيقة يعرفها الجميع بما فيهم اعداء مبدأ حق تقرير المصير للشعوب ، واليوم وضمن هذه الاجواء الملبدة بالغيوم السياسية وغير المستقرة داخلياً ، يطرح موضوع الاستفتاء للشعب الكردستاني في العراق من اجل الاستقلال وتحديد المصير ، ولما كان هذا التحرك في هذا الظرف الذي يواجه فيه الوطن حملة شرسة من جميع الاطراف المعادية في الداخل والخارج وفي مقدمة هؤلاء عصابات الارهاب او ما يعرف بداعش ، اي ان التحرك من قبل قيادة الاقليم نحو هذا الحق لم يحط جيدا بالظروف الموضوعية والذاتية بما يكفي، خاصة وان الوضع داخل الاقليم غير مستقر وهناك الكثير من المشاكل والعقبات ، يعترف بها الاخوة الاكراد قبل غيرهم ، من هنا فان القوى المخلصة لقضية الشعب الكردي والتي امتزجت دماءها سوية من اجل الديمقراطية للعراق والفدرالية لكردستان ، تستشعر الخطر على العراق اولا وشعب كردستان العراق ثانياً ، ولذلك ومن هذا الباب تدعوا الى التريث وتفويت الفرصة على من يلحق الاذى بحق تقرير المصير من الاعداء ، والذين بدأت اصواتهم ترتفع تصاحبها نبرات التهديد والوعيد ، فحتى اصدقاء الامس من قوى الاسلام السياسي في العراق الذين فضلت القيادات الكردية التحالف معها دون الحليف الحقيقي وهو القوى التقدمية وبالاخص الشيوعيين العراقيين اصدقاء الشعب الكري المجربين ، نقول حتى هؤلاء اصدقاء المرحلة ؟ وغيرهم كالامريكان والاتراك والايرانيين...الخ يتحركون وفق مصالحهم ومصالح اصدقاءهم في المنطقة ، وعليه على الاحزاب الديمقراطية الكردستانية التي تتحمل المسؤولية في هذا الظرف الدقيق ا ن تراجع خطواتها بدقة وتحسبها جيدا قبل ان تتسرع في اتخاذ مثل هذا الموقف المتسرع حالياً، وفي نفس الوقت ان تدقق بمواقفها فيما يخص تحالفاتها السابقة ، خاصة وان مرحلة الانتخابات المقبلة تتطلب موقفاً لاختيار الحليف الاكثر مصداقية لقضية الشعب الكردي في العراق والذي كان ومازال وسيبقى حليفا مبدئياً لحق تقرير المصير للشعوب ، وان تحالف القوى المدنية الديمقراطية هو السياج الواقي لحقوق الشعب العراقي عامة والشعب الكردستاني خاصة ،وبدونه فان نظام المحاصصة الطائفي بفرسانه المتنفذين السائرين الى اعادة انفسهم ثانية سيراكمون المشاكل والكوارث ، للشعب العراقي وجيرانه .

فهل استوعبت القوى الكردستانية الدرس من تحالفاتها السابقة واين ستتوجه داخلياً ،واي القوى التي تضعها القيادات الكردستانية الديمقراطية في مقدمة تحالفاتها القادمة لتضمن بشكل حقيقي حق تقرير المصير، ان حضن القوى الديمقراطية التقدمية العراقية يستحق من القوى الكردستانية الديمقراطية ان تكون فيه فهو الذي دعم ويدعم وسيدعم قضية الشعب الكردي وحق تقرير مصيره ، واي تحالف لاحق مع قوى لا تؤمن بقضايا الشعوب العادلة ومنها تقرير المصير ، فهو اقتناص فرصة وقتية سرعان ما تعود بالضرر على مجمل القضية الوطنية عموما .

اذن الديمقراطية الحقيقية للعراق والفدرالية لكردستان لم تتحقق لولا تظافر جهود كل المخلصين من القوى التقدمية والشيوعيين في مقدمتهم ، وهذا المكسب لن يتطور الى ما يصبوا اليه المخلصون للشعب الكردي اليوم، الا داخل حضن الوطن بتكاتف وتحالف القوى المدنية الديمقراطية والتقدمية من اجل تجسيد مشروعها الوطني الديمقراطي ، الذي يضع المواطنة اساساً في برنامجه عابراً الطائفية السياسية ونهج المحاصصة الذي لاتزال فرسانه تتحرك وتحشد من اجل العودة الى موقع القرار السياسي، لكي تتحكم بموار البلد الاقتصادية من جديد ، وتفتح الطريق واسعاً امام الفساد الاداري والمالي محميا.وبدأت مواقف فرسان المتنفذين تتجلى من خلال تهميش التيار المدني الديمقراطي بكيل تهم كانت وما تزال بضاعة فاسدة جربتها قبلهم الانظمة الدكتلتورية التسلطية صاحبتها موجات من القمع والتنكيل وتكميم الافواه مستخدمة التضليل والتجهيل والاقلام الصفراء كأبواق تخدم هذا التوجه ، حيث نجد اليوم ان المتنفذين ذوو نهج المحاصصة الطائفية يكفرون التيار المدني الديمقراطي بالالحاد كما البعثيين وتهمهم الجاهزة ضد قوى المعارضة للدكتاتورية حينها لانهم يعتقدون ان مجتمعنا يتقبل مثل هذه التهم ، وهي سلاح يجربه اليوم الفاسدون الذين يقفون على راس الهرم التنفيذي خوفاً من غليان الشارع العراقي الذي ينشد التغيير والاصلاح ويضع اصبعه على مسببي الكوارث والازمات ، لذلك نجد هؤلاء المتنفذون يهربون الى الامام بدل ان يعترفوا بفشلهم وما صاحب مشروعهم من خيبات امل .

من هذا المنطلق وكون الانتخابات لمجالس المحافظات على الابواب ، يتطلب من كل القوى المدنية الديمقراطية ان توحد جهودها وترص صفوفها وتنسق مواقفها ، وتوحد خطابها ، وتأخذ امر الانتخابات على محمل الجد ، وتتحرك على الجماهير قاعدتها الاساسية ومعينها الذي لا ينضب والمراهن عليه في تحركها ، وعلى القوى الديمقراطية الكردستانية ان تأخذ من تجربتها السابقة في التحالفات في ظل نهج المحاصصة درساً توضفه هذه المرة في المكان الصحيح الذي زكته سني النضال وخبرته الحياة وصلًبت عوده ، حيث لم تستطع الدكتاتورية بكل امكانياتها العسكرية والمادية والامنية ان تنفذ من جداره الصلب الذي تحطمت عليه كل محاولات الاعداء وباءت محاولات الدكتاتورية بالفشل ، واي ثغرة في جدار التلاحم الوطني الديمقراطي والتنسيق بين تنسيقاته ، هو خدمة لنهج المحاصصة واصحابها الساعين للعودة حتى وان كانت على رؤوس الحراب .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter