| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حيدر سعيد

 

 

 

الأربعاء 26/8/ 2009



الطــــيور على اشــــكالها تقــــع

حيدر سعيد - السويد

سجل التأريخ في صفحاته وعبر الامثال والحكايات الكثير من المآثر وبقيت هذه الامثال والصور تعيش معنا ونتداولها للاستفادة من دروسها .فعندما يشار على ان براقش قد جنت على اهلها يعني ان هناك مصيبة قد حلت بأهل الدار وبالرغم من محدودية المصاب لكن تم ذكره لحتى لا يتكرر .
اما ما نشهده اليوم على الساحة العراقية من صراع سياسي على شكل الدولة والتوجه الديمقراطي للعملية السياسية يفوق التصور ، يحتدم هذا الصراع السياسي كلما تقدمنا خطوات نحو الانتخابات البرلمانية المقبلة ، مفرزآ العديد من الويلات والعقبات دون الاستفادة من المرحلة السابقة وماتركته المحاصصة الطائفية المقيتة من آلام ودمار وقتل وخراب وفساد اداري ومالي ـ كان المتضرر الوحيد منها هو الشعب العراقي وخاصة الكادحين .حتى وصل به الحال الى الكفر بالطائفة ـ والقومية لان التمسك بنهجها قد تسبب في كل هذه المآسي , بالاضافة الى عدم توفر الخدمات الضرورية كالكهرباء والماءوغيرها . ولامتصاص نقمة الشارع العراقي على هذا التوجه الطائفي والمروجين له ، أطلقت صيحات استغاثة ضد الطائفية وكانها جاءت دون علمهم ودرايتهم !!

وبحركة التفافية واختصارآ للوقت شكلت الاحزاب الاسلامية والكتل الجديدة القديمة ائتلافآ جديدآ بأسم الاتلاف الوطني ـ جوهره طائفي ، وشعاره وطني ، بهدف تضليل الرأي العام العراقي، لذلك فأن مثل هكذا محاولة ماهي الا ذر الرماد بالعيون وسوف لا تنطلي على ابناء شعبنا العراقي .

اما الائتلاف الاخر الذي بدأت بوادره تتشكل لاحقآ فهو ائتلاف لخليط من قوى قومية وبعثية صدامية والمتضرري من العملية السياسية والتوجه الديمقراطي وفرسانه معروفين لدى ابناء شعبنا العراقي وفي مقدمتهم المطلك والعليان وعلاوي ، وبعض هؤلاء مهمتهم مزدوجة ، ففي الوقت الذي يرمون بأجسادهم بالعملية السياسية لغرض عرقلة مسيرتها والتشويش على القرارات وتعطيل القوانين في مجلس النواب مثل قانون العدالة والمساءلة ، نجدهم يضللون اعلاميآ الرأي العام العراقي ويقلبون الحقائق بدفاعهم عن رؤوس الجريمة ومحاولة تهريب بعضهم الى خارج الحدود ، ويركزون على اتهام بعض الجهات الخارجية الاقليمية الضالعة بمعادات التجربة الديمقراطية للتغطية على المجرمين الحقيقيين .

اما الائتلاف الذي لم تظهر بوادر تشكيله لحد الآن فهو يضم قوى وطنية اسلامية ولبرالية وديمقراطية ، لديها من القواسم المشتركة الوطنية الكثير، وقد زكت مواقفها الوطنية هذه الحياة، وتجربة الست سنوات من سقوط الفاشية اثبتت مدى حرصها على العملية السياسية والديمقراطية ودولة القانون والدستور ، مما يؤهلها الى ان تشكل اتلافآ وطنيآ يسير بالعملية السياسية والتوجه الديمقراطي بعد الانتخابات نحو التجذير ـ ويضع حلولآ عملية لبناء العراق الديمقراطي التعددي الفدرالي الموحد . من هنا فالمسؤولية الوطنية والتأريخية تحتم على هذه القوى ان تجري حوارآ بناءآ هادفآ حقيقيآ تضع في المقدمة منه مصلحة الوطن والشعب العراقي ، مبتعدة عن المصلحة الضيقة والانانية . لان لا خيار امام هذه القوى بعد هذا الفرز السياسي على الساحة العراقية الا ان تلتقي على تلك القواسم المشتركة ، والتي من ابرزها دفع العملية السياسية نحو التوجه الديمقراطي ، وبناء العراق الديمقراطي التعددي الفدرالي الموحد ، عراق القانون والمساواة والعدالة ، عراق التصدي لحلف الارهابيين البعثيين الصداميين القتلة ، عراق قطع الطريق على الاجندات الاجنبية والاقليمية ، عراق السيادة الكاملة والاستقرار ، وان رسالة اعداء العملية السياسية واضحة ولا تحتاج الى قاموس سياسي لكي نفهما .

وهذه الصراعات السياسية التي انتجت وسُتنتج ائتلافات تفرزها المرحلة قبل الانتخابات البرلمانية ينطبق عليها المثل العربي ( الطيور على اشكالها تقع) .
 

السويد


 

free web counter