| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حيدر سعيد

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 22/6/ 2011



نظام المحاصصة الطائفي القومي
حمل ازمة الحكم في احشائه

حيدر سعيد

حملت الجماهير عبر تظاهراتها واعتصاماتها السلمية التي كفلها الدستور مطاليبها العادلة مجسدة معاناتها ، والتي تمثلت في الفساد المالي والاداري المستشري في جسم الدولة ، والنقص الحاد في الخدمات كالكهرباء والماء والصحة ، والبطالة وانعكاس اثارها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على حياة المواطنين وخاصة الطبقات الكادحة ، مطالبة بايجاد الحلول العاجلة والجدية لها .

من هنا فأن هذه التظاهرات والاعتصامات السلمية هي رسائل مخلصة في جوهرها الى الجهات المسؤولة التي تمتلك القرار السياسي ، يتطلب ممن يريد الاصلاح السياسي ودفع العملية السياسية نحو هدفها في بناء دولة العدالة والمساوات والمؤسسات الدستورية والديمقراطية الحقيقية ، ان يقف عندها ويتفاعل معها، كونها مطالب لاتقبل التأجيل ،لا ان يطلق العنان لمن يريد خلط الاوراق من خلال الاعتداء على متظاهري ساحة التحرير، ليصعد من الاحتقان السياسي ( لغرض في نفس يعقوب ) .

ان الاصلاح السياسي قضية مرتبطة بالنية الصادقة والثقة المتبادلة بين الكتل السياسية المتنذة وبينها والشعب العراقي ، ووضع مبدأ المواطنة اساسآ ، على اساس الكفاءة والنزاهة والاخلاص للوطن والشعب، لذلك فالحديث عن الاصلاح السياسي سيصطدم فعلآ بما يفرزه نظام المحاصصة من تعقيد وتازيم للاوضاع السياسية ، ويقود بالنتيجة الى النفق المظلم ، الذي يخيم عليه صراع سياسي، بين الكتل المتنفذة ، اساسه الدوافع الذاتية والاجندة الداخلية لهذه الكتل ، تدعمها الاجندة الخارجية ، التي تضع مصلحة الشعب العراقي في اسفل السلم من اولياتها المصلحية .

ان حكومة جاء بها نظام المحاصصة لايمكن ان تقدم حلولآ لمشاكل الناس والبلد ، بل تسعى بتلك التشكيلة الى تأزيم الاوضاع وتصعيدها ، واضعة الحواجز والمطبات والمفخخات بجميع انواعها بوجه من لديه نية مخلصة للاصلاح او التفكير به ، وعليه فأن مهمة الخروج من ازمة النظام السياسية ليست سهلة ، لكنها مسؤولية وطنية تهم كل القوى الوطنية والتقدمية المخلصة ، احزابآ كانت ام منظمات مجتمع مدني ام منظمات حقوق الانسان التي يهمها الاصلاح السياسي الحقيقي وليس المفتعل والذي يريد تصريف الازمة وامتصاص نقمة الشارع العراقي على الفساد والمفسدين ،لذلك فهذه القوى مجتمعة مدعوة الى ان تدل بدلوها وتساهم في ابداء رايها في هذه الازمة وايجاد السبل لتجاوز اثارها الخطيرة على الجميع ، والاصغاء الى الجماهير ومطاليبها العادلة ضرورة وطنية تحصن النظام السياسي وتزيد من قدرته على مجابهة الازمات والعكس صحيح .

ان بناءالدولة المدنية دولة المواطنة ، دولة المؤسسات والقانون ، دولة العدالة الاجتماعية ، دولة الديمقراطية منهجآ ، دولة تكفل الحرية والتعبير، دولة تتصدى للفساد الاداري والمالي والارهاب بجميع اشكاله وصوره ، دولة السيادة الكاملة . يستوجب مغادرة نظام المحاصصة واعلان الطلاق مع ممثليه ، والتوجه الى الشعب صاحب المصلحة الحقيقية بالعملية السياسية والديمقراطية .

خاصة وان رياح التغيير العاصفة التي تهب على وطننا العربي خصوصآ، لانه مبتلى بانظمة دكتاتورية قمعية ، تمثل عامل دفع وتشجيع للمتصدين الحقيقين للاصلاح السياسي، للقيام باجراءات ملموسة

 

السويد



 

free web counter