|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  20  / 8 / 2016                                 حيدر سعيد                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لا تغيير حقيقي دون تفكيك نهج المحاصصة منتج الارهاب والفساد

حيدر سعيد
(موقع الناس)

الدعوات المخلصة من القوى الوطنية والديمقراطية للمشروع الوطني بديلا للمشروع الطائفي القومي لنهج المحاصصة

تصطدم دائماً بقوى ارتبطت مصالحها بهذا النهج ،و شكلت ( حلفا ) اخذ يتسع ليشمل بعض التجار والطفيليين وقوى الردة من البعثيين وغيرهم، يلتقي فكريا مع الارهاب . أدار هذا الحلف ظهره للجماهير المسحوقة المطالبة بحقوقها ،ساعياً الى تشكيل مافيات للفساد تنتشر في كل المؤسسات ولها السطوة والقوة والضغط والابتزاز في تحقيق املاءاته التي تدور حول نهب وسرقة ثروات البلد وتدمير اقتصاده .

ان تفكيك نهج المحاصصة سيفضي بالنتيجة للمشروع الديمقراطي العابر للطائفية المقيتة والقومية الشوفينية ويؤدي الى دولة مدنية ديمقراطية تؤمن بالمواطنة مبدءًا والتعددية السياسية وحقوق الانسان وتضع مطاليب الجماهير المشروعة في سلم الاولويات من اجل اسعادها ، ووضع القوانين التي تحمي اموال الشعب من مافيات الفساد ،وتحاسب كل من يتلاعب بها مهما كان مركزه ،

وما الحراك الشعبي السلمي للقوى الوطنية والديمقراطية مجتمعة الا نتاج معاناة ونهب منظم تراكمت خلال تلك الفترة وما قبلها قادت الجماهير لان تخرج بمظاهراتها السلمية للدفاع عن حقوقها بعد ان وجدت ان مافيات المحاصصة الفاسدة سائرة في نهجها التخريبي للبلد لتلتقي مع الارهاب وتعاضده في ما يذهب اليه من تدمير لكل مقومات الحياة في البلد وفي مقدمتها الانسان العراقي، وعلى الرغم من قوة هذا الحراك وسعته التي تزداد يوماً بعد يوم ، الا ان الكتل المتحاصصة تجد فيه (ضغطاً)!! لا يقترب من رؤوسهم ، لذلك فهم دائماً يتفادون هذا الضغط الجماهيري بانحنائهم تكتيكياً !! ، سرعان ما يعاودون الهجوم على ممتلكات الشعب والوطن . من هنا فان توعية الجماهير بما ستؤول اليه امور البلد والشعب بسبب نهج المحاصصة حصن الفساد وحاميه غدى اليوم مهمة وطنية كبرى خاصة وان الفاسدين المتنفذين لديهم الخبرة للالتفاف على كل مطلب للتغيير يجدون فيه ماساً لمصالحهم ونفوذهم حتى وان اضطروا بالتضحية بأقرب اصدقائهم واغداق الاموال الحرام لشراء الذمم أو اسكات الاصوات التي يجدونها تشكل خطراً على نفوذهم على ان يبقى نهج المحاصصة قائماً.

علماً ان القوى المتصدية لهذا النهج في الحكومة غير قادرة ان تقوم بمهمة تفكيكه لحد الان ، وما تقوم به ماهو الا احداث ثقباً في جدار نهج المحاصصة على امل ان يتسع ويتشقق بناءه ، لكن حتى هذا الثقب البسيط لم يتحمل اصحاب نهج المحاصصة رؤيته ،وهذا ما رأيناه في استجواب وزير الدفاع وكيف ثارت ثائرتهم !! مستنفرين كل قواهم لستر عوراتهم وايقاف من يسعى لكشفها .

ان المعركة الوطنية السلمية بين المحاصصة كنهج ومشروعهاالطائفي القومي الشوفيني البغيض وبين المشروع االديمقراطي مستمرة تتصاعد وتائرها طردياً مع تصاعد شبكة الفساد وحيتانه،وفي هذه الصراع بين الحق واهله والباطل وشبكاته نحتاج الى متصدين في الحكومة مخلصين اكفاء جادين يستندون على الشعب وحراكه ، متخذين منه ظهيراً يسند تصديهم ، متصدين يرفعون معاولهم النظيفة لتفكيك جدار صرح الفساد نهج المحاصصة وهدمه من داخله ،وتسليم أعمدته من المتنفذين المتورطين الى القضاء لينالوا عقابهم ،والتوجه لبناء الدولة المدنية دولة العدالة الاجتماعية والمساواة والمواطنة والقانون ، التي تحمي الاستقلال الوطني والسيادة وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب على اساس النزاهة والكفاءة والمهنية والاخلاص للشعب وتعزيز وحدته . بهذا وحده سيتحقق التغيير الحقيقي ويجتث نهج المحاصصة والفساد والارهاب من ارض وطننا الحبيب .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter