| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حيدر سعيد

 

 

 

 

الثلاثاء 1/8/ 2006

 

 


البطالة ، اسبابها وعلاجها للرفيق الخالد فهد


حيدر سعيد

لقد ترك الرفيق الخالد فهد تراثآ فكريآ غنيآ ليس للحزب الشيوعي العراقي وحده وانما لعموم الحركة الوطنية العراقية ، فقبل ان يكون فهد شيوعيآ كان وطنيآ مخلصآ ومناضلآ باسلآ ، عرفته الاحزاب الوطنية وزعماءها الوطنيون في تلك الفترة، امثال جعفر ابو التمن ، وفهمي المدرس وغيرهم . وعلى اثر النضال الموسمي الذي طبعت به تلك الفترة للاحزاب الوطنية وعدم المواضبة والاستمرارية بالنضال لتحقيق اهداف الجماهير . جعله يفكر بأن يقرن نضاله الفكري بنشاطه الحزبي .
من هنا جاءت كتاباته الفكرية غنية تناول فيها الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .وبمناسبةالذكرى 105لميلاده نذكر هذا التراث الغني لكي ننهل منه ونتعلم من معالجاته في المجال الفكري والاقتصادي والسياسي . فها هو الرفيق فهد يتطرق في كراسه ( حزب شيوعي لااشتراكية ديمقرطية )الى مهمة بناء الحزب التنظيمية الداخلية واعطاهاالكثير من الجهد والتركيز ، حيث اراد بذلك تحصين الحزب من الافكار الانتهازية والوصولية الغريبة عن افكار حزب الطبقة العاملة . لقد ربط الرفيق فهد دائمآ بين بين النضال الطبقي والوطني مجسدآ ذلك في مقالة له بعنوان ( الجبهة الوطنية سلاح النصر) . حيث يقول : ( ان النضال من اجل الديمقراطية السياسية ووحدة القوى الوطنية نقطة الانطلاق في نضالنا التحرري) . لقد كان الرفيق فهد وطنيآ مخلصآ وامميآ حقيقيآ . وسأتناول هنا عرضآ على وجه الخصوص لكراس الرفيق الخالدفهد حول( البطالة اسبابها وعلاجها ) . وكيف تناول هذه الظاهرة من وجة فلسفية واقتصادية وسياسية واجتماعية معلآ اسبابها وطرق علاجها مركزآ على مسألتين رئيسيتين في نشوء هذه الظاهرة هما :

1-كون العراق جزءآ من الاقتصاد الرأسمالي فهو يقع ضمن دائرة نشاطه الاستغلالي ..... مستفيدآ من الايادي العاملة الرخيصة بسبب البطالة المتزايدةوالتي تصاحب تشغيلها شروط تفرضها الشركات الاحتكارية واصحاب رؤؤس الاموال كدفع الاجور المتدنية مستغلين ظروف العمل .ِِ

فكتب الرفيق فهد :(البطالة اذن لايمكن البحث عن اسبابها وعلاجها دون البحث عن : العوامل المحركة لاقتصاد بلدنا كجزء من الاقتصاد الاحتكاري للقوى المنتجة بصورة خاصة ) .

وتابع القول : ( ان البطالة نشأت بقيام هذا النظام ولازمته وتلازمه في جميع مراحله ، ترتفع وتهبط نسبتها وفق دورته الاقتصادية التي تمر باربع حالات او مراحل تعرف بالازمة ، والكساد ، الانتعاش ، والرواج . (الحالة الاخيرة سقطت من الدورة الاقتصادية بسبب ابتلاء النظام الرأسمالي بأزمة عامة .)

وتوقف الرفيق الخالد فهد عند معالجة ظاهرة البطالة في العراق من قبل ممثلي السياسة البريطانية الاستعمارية والحلول المطروحة من قبلهم ،كونها حلول فوقية ترقيعية ابتعدت عن المعالجة الحقيقية للبطالة لان من تصدوا للمعالجة هم اساسآ غير مستعدين للتنازل عن امتيازاتهم وارباحهم التي جاءت على حساب العمال والشغيلة ، ووصفهم( بالغول الذي يقذف بالعمال خارج العمل وحرم عليهم وعلى عوائلهم رغيف الخبز .

وكتب في كراسه( البطالة اسبابها وعلاجها ) :

(( ان لجنة مؤلفة من البريطانيين لدراسة مشكلة البطالة لابد لها من الفشل ،مهما سترت فشلها هذا بأسباب وهمية للبطالة ، وبعلاج لايقدم ولا يؤخر في الموضوع-وربما اضر بالعمال العاطلين –اذ ان مشكلة البطالة اوجدتها مصـــالح من يمثلهم اعضاء اللجنة وهم غير مستعدين لتبيان السبب الرئيسي – الهيمنة الاجنبية على اقتصاديات القطر – لمشكلة البطالة فيجأون الى ايجاد اسباب وهمية – ))

وهناك من يروج لنظريات خلاف الحقيقة لاتصمد طويلآ امام الواقع الذي تجسده مشكلة البطالة كظاهرة مرتبطة بالوضع الاقتصادي والسياسي الحاصل على الارض و يربطون هذا بالوضع الزراعي وتأخره وكذلك بالانتاج الوطني للسلع وعدم جودتها مما يتسبب في غلق المصانع وبالتالي تسريح العمال وحرمانهم من العمل . وهنا رد الرفيق فهد على هؤلاء الدعاة ( نراهم غالبآ ماينسبون مشكلة البطالة الى تقصير الحكومة في معالجتها ويتصورون ان بامكان الدولة –بوضعها الراهن –ايجاد المشاريع الصناعية والحلول الاخرى لتشغيل الايدي العاملة جميعها ..... ) ويذهب الى القول(ان هؤلاء يصفون العلاج لبعض عوارض المرض دون تشخيصه فتذهب وصفاتهم وكتاباتهم ادراج الرياح دون ان تترك اثرآ في حل مشكلة البطالة او التخفيف من حدتها . )

اما المسألة الثانية في نشوء ظاهرة البطالة كما شخصها الرفيق فهد في كراسه ( البطالة اسبابها وعلاجها ) هي :

2-سيطرة المؤسسات الاجنبية على حياة البلد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

حيث يقول الرفيق الخالد فهد في معرض تشخيصه للبطالة : ( ان البطالة ظاهرة اجتماعية غير منفصلة عن النظام الاقتصادي ( والسياسي طبعآ) القائم ، لايمكن ان تعالج بدون معالجة العوامل المحركة لاقتصادنا ومؤثراته . )

وهذا يقودنا الى الى ان الرفيق الخالد فهد قد حدد بشكل واضح وجلي ان سبب هذه المشكلة يكمن بالاستغلال الذي تقوم به الاحتكارات الاجنبية وما تمثله من سطوة لرأس المال على شؤون البلد الحيوية والركض وراء الارباح على حساب تجويع الشغيلةواستغلالهم والرمي بهم على قارعة الطريق حيث البطالة .

وقد اشار الرفيق الخالد فهد بأن اهم اسباب البطالة في الوطن (( عدم تطور الصناع الوطنية وهذا ناتج عن السياسة الاستعمارية التي تسير عليها الادارات الاجنبية لمنع تصنيع البلد ، وما على العمال الا ان يناضلوا لرفع الحواجز عن الصناعات الوطنية التي تحول دون تطورها . فالكفاح ضد البطالة يجب ان يقترن بالكفاح في سبيل التصنيع –الصناعة الوطنية لا الاجنبية -)) واكد على حماية المنتجات الوطنية وابعادها عن الوصايا الاجنبية .

وتطرق الرفيق الخالد فهد في كراسه( البطالة)الى الريف ودور الاقطاع والملاكين والسراكيل والشيوخ على الهيمنة على محصول الانتاج الزراعي وحرمان الفلاحين من حصصهم في الانتاج والوصول بهم الى مستويات متدنية مما انعكس سلبآ على وضعهم الاقتصادي والاجتماعي وحال دون تطورهم ،الذي كان سيشجعهم على دفع عجلة الصناعات الوطنية بشراء المنسوجات والمنتوجات الوطنية وادوات الانتاج المتطورة و يخلق حركة للسوق الوطنية تساهم في تشغيل الايدي العاملة العاطلة . فقد كتب الرفيق بهذا الخصوص قائلآ (( النضال في سبيل التصنيع وضد البطالة يجب ان يكون نضالآ ضد النظام المتأخر السائد في الريف . النظام الذي افقر فلاحنا وعزله عن السوق الوطنية ) .

وذكرالرفيق الخالد في كراسه عن البطالة المهمات التي تقع على نقابات العمال كتنظيم عمالي يدافع عن حقوق العمال بوجه مستغليهم ودورهم بالكفاح واية اهداف سيحققونها في نضالهم للطبقة العاملة وللعاطلين عن العمل . آخذين بنظر الاعتبار طبيعة القوى التي تسير مع هذا الكفاح . اذ كتب يقول:( على النقابات ان تعتمد على قوى الطبقة العاملة ، عليها ان تجند العمال وتزجهم في المعركة ضد البطالة من اجل دفع ويلاتها عنهم،اما الاعتماد على القوى الخارجية ، على الادارات الحكومية والمنظمات الوطنية التي تحاول الظهور بمظهر المهتم بشؤون العمال ، فهذا الاعتماد لاقيمة له اذا لم تكن العلاجات لمكافحة البطالة علاجات عمالية مستمدة من صميم واقع ظروف الطبقة العاملة ....)).

من هنا فأن على النقابات العمالية ان ترفع وعي العمال بحقوقهم وتوجه بوصلة نضالهم ضد البطالة واسبابها على ان تربط هذا النضال بالنضال الوطني العام من اجل توحيد المطاليب بالاتجاه الذي يجبر المستغلين والمهيمنين على دفة السلطة وقراراتها ان ترضخ للمطاليب العادلة للعمال وابناء الشعب كافة . وفي هذا الخصوص كتب الرفيق الخالد فهد : ( على النقابات ان تقوم بحملة واسعة النطاق بين العمال في سبيل مكافحة البطالة فتدعوهم الى الاجتماعات وتوضح لهم اسباب البطالة وطرق معالجتها ، وتفضح لهم العلاقات الوهمية والمخدرات التي تعطيها مختلف الهيئات والجهات الرسمية لابعاد العمال عن النضال ضد البطالة .. عليها ان توضح للعمال الاضرار الناتجة عن اسلوب العمل بالقطعة والعمل الاضافي وتشغيل الاحداث ، وتتخذ شعارات يشترك في اقرارها العمال ضد

اسلوب العمل بالقطعة والعمل الاضافي وتشغيل الاحداث . ) . وتابع القول :

( على النقابات ان تناضل ضد التحديدات والتقييدات التي فرضها عليها نظام تأليف نقابات العمال ، والتي تربطها بوزارة الشؤون الاجتماعية وتبرر تدخل موظفيها في شتى شؤون النقابة وفي الانتخابات العامة ، مما يعيقها عن النضال ضد البطالة )) . وختم الرفيق الخالد فهد كراسه بالقول : ( كافحوا ايها العمال : ان مصيركم متوقف على كفاحكم )

السويد