| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حيدر سعيد

 

 

 

الأحد 19 /7/ 2009



البنية الفكرية للبعث الصدامي لوثت المجتمع العراقي

حيدر سعيد - السويد

السياسة كما اصطلح عليها علم وفن تقيٌم الظرف المعني بشكل دقيق ، وفق مستجدات الحياة ، وتتطور على ضوء معطياتها ، وتصوغ الاحزاب السياسية برامجها التي تتضمن اهدافها المرحلية والبعيدة ، لتواكب هذا التطور وتلحق به ، وتتقدم عليه احيانآ وتتخلف عنه احيانآ اخرى ، وبأعتبارها طلائع سياسية فعليها ان تستقرأ الواقع وتفسره علميآ ، بحراكه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، لتتوصل الى استنتاجات صحيحة ودقيقة ،تخدم تقدم البلد وتطوره الديمقراطي ، موضفة خبرتها وتجربتها في انضاج ذلك ، مستندة على الثوابت الفكرية النظرية التي اعتنقتها ، بأعتبارها ادوات حية واعية تناضل من اجل التغيير، بالشكل الذي يخدم الانسان ويسعده ويصون كرامته ، ومتى ماتخلى الحزب السياسي عن برنامجه وتعهداته للشعب وسلك طريقآ يخدم اغراضه ومراميه الذاتية المصلحية ، اصبح اداة تخلف ومعوق لعملية التطور والتقدم ، يخدم فئة او طائفة او مجموعة ، وهذا ماسلكه حزب البعث الصدامي ، حيث اطلق شعارات سياسية ، كالحرية ، الاشتراكية ، لكن سرعان ماتخلى عنها ، ليصبح بعدئذ عصابة من الاميين حاقدة ، ارتكبت جرائم بشعة ضد الشعب العراقي وقواه الوطنية ، وتعدت جرائمها الى بعض قياداتها ، حيث صفوا بطريقة خسيسة بعد ان جرى تشويه صورتهم اخلاقيآ ، كما جرى لفؤاد الركابي في السجن !!! . حملت هذه العصابة بدواخلها ( جرثومة فكرية ) لوثت قيم ومفاهيم المجتمع العراقي واصابته بأمراض خطيرة في مقدمتها ـ السادية ـ والعنف ـ والتسلط ـ والحقد والكراهية ، قادت الى كوارث سياسية ، ونكبات كارثية ودمار وحروب ، خلفُت ارثآ ثقيلآ ، لازالت تداعياته تلقي بظلالها على العملية السياسية والوضع الجديد ، متجسدة بما تعج به دوائر الدولة ومؤسساتها من ثقافة البعث الصدامي وادواتها من ازلام النظام الساقط ، والذين يشكلون الفساد السياسي ، ويعملون بكل الطرق الاجرامية الخبيثة لعرقلة العملية السياسية ، وبناء العراق الديمقراطي الفدرالي التعددي الموحد .

ان الخطورة على العملية السياسية والديمقراطية تأتي اساسآ من الداخل وبالدرجة الاولى من الفاسدين سياسيآ ، متمثلين بحملة جرثومة البعث الصدامي المجرمين وحلفاءهم من الارهابين في الداخل والخارج . مما يتطلب اخذ الحيطة والحذر والاسراع بتطهير الدوائر والمؤسسات واجهزة الدولة من بقايا الفاسدين وغيرهم ممن لوثوا المجتمع العراقي وبيئته على حد سواء ، وهي مهمة وطنية تقع على جميع المخلصين الحققين لهذا البلد وترابه ، ولا تقبل التأجيل ، وثورة تموز التي يحتفل الشعب العراقي وقواه الخيرة بعيدها الواحد والخمسين ، كانت اهم اسباب سقوطها هو عدم اخذ رأي الشعب العراقي بتطهير الاجهزة الحكومية من الفاسدين والوصوليين واعداء الثورة !!!

خاصة وان انسحاب القوات الاجنبية من المدن قد يدفع بالاعداء ان يرتكبوا جرائمهم لخلق فوضى وعدم الثقة بين القوى السياسية المساهمة بالعملية السياسية ، وبالتالي محاولة ايقاف المسيرة الديمقراطية ، وهو حلم البائسين !! نعم ان الطريق لبناء عراق ديمقراطي صعب وتحيطه المخاطر الداخلية والخارجية والاقليمية ، لكن القوى السياسية المخلصة والمؤمنة ببناء العراق الديمقراطي ستسير بخطى ثابتة راسخة نحو دولة القانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية والمساوات والاستقرار، مهما غلت التضحيات.


السويد


 

free web counter