| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حيدر سعيد

 

 

 

الأثنين 12 /11/ 2007



تحكيم لغة العقل قبل العضلات
هو المفتاح لحل سياسي سلمي لاي من المعضلات

حيدر سعيد

الخط البياني للصراع السياسي على السلطة في تركيا بين المؤسسة العسكرية والحكومات المدنية في تصاعد ، احتدم اكثر بعد فوز حزب العدالة والتنمية وتشكيل الحكومة ،و تفاقم بعد ترشيح رئيس الحزب عبد الله كول لرئاسة الجمهورية ،مما ادى الى خروج تظاهرات احتجاج ضد هذا الترشيح بدافع توجه كول الاسلامي الذي يتعارض مع العلمانية في تركيا ، وبعد شد وجزر بين الطرفين هدأت العاصفة ، وفاز المرشح برئاسة الجمهورية ، وقد اظهرت مجريات الاحداث لاحقآ بأن هناك تنازلات وصفقات سياسية بين المتصارعين من خلف الكواليس ، تمثلت بموافقة البرلمان التركي على اجتياح الاراضي العراقية من كردستان العراق بحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني ، وهي خطوة برلمانية خطيرة اقدم عليها البرلمانيون بالاجماع ، تصويتآ على لغة الحرب بدل لغة الحوار الديمقراطي السلمي الاقرب الى من يمثلون مصلحة الشعب التركي ، والذي بالتأكيد يمقت الحرب ويتوق الى لغة السلام وخاصة مع الجيران .

ان حقيقة الامر ليس مطاردة حزب العمال الكردستاني بقدر ماهو محاولة لتصريف الازمة السياسية الداخلية في تركيا الى الخارج ، واظهار قدرة وقوة العسكر من جهة واختبار وامتحان حكومة اردكان ومدى التزامها ومصداقيتها امام العسكر ، لقد سبق للجيش التركي ان اتفق مع نظام صدام الدكتاتوري الفاشي بشن حملات عسكرية بلغت الخمس وعشرون حملة والدخول بعمق الاراضي العراقية للسبب نفسه ، ولكن ماهي النتيجة ؟ الفشل الذريع لتلك الحملات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني ، وما حققته تلك الحملات فقط الحاق الاذى بالقرى والمدنيين الاكراد الآمنين من ابناء شعبنا العراقي .

ان التهديد بالاجتياح العسكري يرمي لهدفين :

الاول :هو توجيه رسالة للشعب التركي في الداخل ولاصدقاء تركيا في الخارج مفادها ان العسكر هم المقررون في السياسة التركية .

الثاني: هو زج الحكومة المدنية التركية الجديدة في معركة خارجية تشغلها وتنهكها وتضعفها وتشوه سمعتها داخليآ وخارجيآ ، وتصرفها عن قضايا الناس وهمومهم وما يعانونه من مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية ، التي سبق للحكومة ان وعدت ناخبيها بحلها ، ومنها تغيير الدستور . ، علمآ ان اكثر الاكراد الاتراك صوتوا في مناطقهم لصالح حزب العدالة والتنمية .

ان مايقلق العسكر في تركيا ابعد من قضية حزب العمال الكردستاني ،الا وهو التوجه الديمقراطي للعراق الجديد بشكل عام واقليم كردستان الفدرالي بشكل خاص ، وانعكاس ذلك على على تركيا والمنطقة مستقبلآ ، من هنا يأتي التلويح بالحرب لعرقلة جهود الحكومة العراقية والقوى الوطنية والتقدمية المخلصة لهذا التوجه الديمقراطي والضغط عليها للحد من تقدمها بهذا الطريق ..... الذي لن تستطع اية قوة مهما امتلكت من الامكانيات ان توقفه لانه خيار الشعب العراقي بقواه الوطنية والتقدمية المخلصة ، وعلى تركيا ان تحترم هذا القرار، و ان تستفد من تجربة حروبها مع الارمن والقبارصة اليونانيين والاكراد وما سببته لها تلك الحروب من ويلات يعاني منها الشعب التركي لحد الان ، وابرز مثال تلكأ دخولها في الاتحاد الاوربي

ان المشاكل وخاصة بين الجيران كتركيا والعراق تحل بالطرق السلمية وعبر القنوات الدبلوماسية ومن خلال الحوار ، فهو الطريق الاسلم والافضل الذي يفضي الى نهايات سعيدة وطيبة بعكس لغة الحرب التي لاتجلب غير الدمار والدموع . علمآ ان الازمات الداخلية يأتي حلها دائمآ من الداخل اما محاولة ترحيلها الى الخارج سيكون نصيبها الفشل مقدمآ .

والعراق الذي يخوض اليوم حربآ وطنية في الداخل والخارج ضد الارهاب هذا الطاعون الفتاك الذي يهدد الانسانية والحضارة والثقافة والديمقراطية والحرية ، بما يحمله من جراثيم قاتلة سامة تدميرية ، لاتميز بين البشر ، يتطلب تعاونآ من الحكومات وخاصة الجيران للقضاء عليه وتخليص شعوب المنطقة من اخطاره .

السويد
12/11



 

Counters