حكمت مهدي جبار

عند الفجر تعالت اصوات المآذن وهي تكبر اجلالا واحتفاءً بقدوم العيد.كان ابنائي يتململون تحت دثاراتهم وقد أستغرقوا في كركراتهم البريئة.. كنت أسمع همساتهم أحدهم يخبر الآخر .وكان أكثرهم فرحا ولدي الأصغر:-

أنه العيد... جاء العيد..سوف نلبس الملابس الجديدة.. أنا سأذهب اليوم لألتقي أصدقائي.

قال كبيرهم:-

لك أسكت ... اليوم ليس عيدنا .انه عيدهم.

ها ... نعم صحيح ..لقد قال لنا شيخ الجامع .غدا عيدهم .ونحن بعدهم...

غط ولدي الصغير رأسه ودسه تحت غطاءه . وكنت أسمعهم يتحاورون ويتشاورون كما لو أنهم في أجتماع مهم.. وعندما طلع الصباح.خرجوا الى الشارع . وكان أصدقائهم من الآخرين يتخفون خلف ابواب منازلهم وهم يرتدون ملابس العيد..انتابت أبنائي حيرة. فتحشرجت في عبراتهم غصة .. فقمعوا في قلوبهم تهنئة لم يقدموها لأصدقائهم التزاما بوصايا الكبار..أضطر ابنائي للعودة الى البيت بأنتظار نهاية نهار (عيدهم ) وبداية نهار (عيدنا)... حاولت أن افهم ابنائي بأننا جميعنا أخوة (مسلمون) ربنا واحد . وديننا واحد . وكتابنا واحد . ونبينا واحد. اخذ ألأبناء ينظر أحدهم الى الآخر .. وقد تلونت ملامح وجوههم وكنت أقرأ فيها أسئلة كأنهم لم يريدوا أن يطرحوها خشية ألأحراج .

عيدكم مبارك أيها ألأبناء .. وكل عام وأنتم بألف خير ويمن وبركة.. والله يعينكم على اختلاف مذاهبنا وتلون عقائدنا .. أبقوا أطفالا صغارا وأصدقاءً أعزاء وأخوة لا تفرقكم مواقيت الصلاة ولا أهلة الأعياد ولا عقول الكبار..