| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

حكمت مهدي جبار

 

 

الأثنين 27/12/ 2010

  

مشكلة النشاطات اللاصفية في مدارسنا

حكمت مهدي جبار *

لانريد هنا ان نتحدث في هذا المقال عن ماهية النشاطات اللاصفية والفعاليات خارج حدود الصف وأهميتها في تنشئة الشباب في مقتبل اعمارهم , والتي تتمثل في دروس التربية الفنية والرياضية التي تشك.ل فرصة عظيمة لتسريب الطاقة الهائلة لدى ابنائنا الطلبة في مراحلهم المدرسية الأولية.انما نريد الوقوف على بعض معوقات تنفيذ المفردات المقررة من قبل وزارة التربية ومؤسساتها التابعة لها.

لقد سبق وأن ارسلنا موضوعات بحثنا فيها مشكلات الدروس اللاصفية في مدارسنا العراقية ونشر على بعض المواقع الأكترونية والصحف العراقية المحلية.والحقيقة اننا رغم متابعاتنا لهذه القضية والتي حرصنا على أن تبقى محط تفكيرنا الدائم لأهميتها على بناء شخصية النشء الجديد في مختلف مراحله الدراسية الأولية فأننا لم نلمس لحد الآن اهتماما واضحا من قبل الحلقات التربوية . فمثلا درس التربية الفنية لازال لم يستوفي شروط تطبيقاته العملية داخل مدارسنا بأستثناء القليل. والتربية الفنية درسا عمليا كما هو واضح اكثر مما هو درسا نظريا . وبذلك فهو بحاجة الى مستلزمات معينة وظروف موضوعية وذاتية تستدعي الحرص والمتابعة في ضرورة توفيرها من قبل المؤسسة التربوية العاملة. ففي أغلب المدارس ان لم نقل جميعها هناك مشاكل ومعوقات لتطبيق دروس التربية الفنية وتحقيق الغاية التربوية والاخلاقية المرجوة منها , تتمثل في :-

- عدم وجود الاماكن المخصصة لتنفيذ مفردات الدرس كالمراسم وورشات العمل حيث يقتصر الدرس داخل الصف وبشكل رتيب.

- لم توفر مديريات التربية مواد العمل وهي كثيرة اذا ما اردنا ان نتحدث بدروس نموذجية . حيث ان البعض يعتبر ان توفير المواد هو تأمين علب الاصباغ ودفاتر الرسم فقط.وهذا هو الخطأ.

- عدم تخصيص مبالغ معينة لتأمين تنفيذ الفعاليات داخل المدارس

لنعتبر ان ما ذكرناه ممكن معالجته من قبل المدرس المختص فيما لو كان مدرسا يحب عمله ويؤدي واجبه الانساني بمراقبة الضمير.حيث من الممكن ان يمارس المدرس عمله داخل الصف او في أي مكان آخر انطلاقا من قاعدة ايجاد البدائل في الظرف الأستثنائي. وفي النقطة الثانية ايضا بأمكان المدرس ان يكلف الطلبة بجلب بعض ما يمكن جلبه ولو بالحد الادنى, ولتحقيق ما يمكن تحقيقه كغاية تربوية وأخلاقية .حيث يبقى الطموح دائما اكبر من الممكن.أما المبالغ والأعانات المادية لنفترض ممكن تأمينها داخل المدرسة كأن تكون ارباح الحانوت والنثريات الأخرى.ونحن هنا لنريد ان نكون مثاليين كما يتهمنا البعض . فنحن نعرف المشاكل الكثيرة التي تواجهها المؤسسة التربوية ونعرف ان مدارسنا مزدحمة والأبنية المدرسية قليلة لاتكفي لتنفيذ بعض فعاليات تلك الدروس .وصحيح أن هناك ماهو مهم وماهو أهم..الا ان المشكلة هي في الجوانب المعنوية التي باتت هابطة لدى اغلب المتخصصين في مجال تربية وتعليم الفنون ومنهم المعلمون والمدرسون . الى الحد الذي يشعر فيه معلم ومدرس التربية الفنية بالتهميش واللاأهمية او حتى اللامعنى عندما لم يجد لديه حصة في جدول الدروس وخاصة اذا كان من المدرسين المخلصين والذي يريد ان يعمل ويريد ان يعتبر ان ما يستلمه من راتب الذي صار(بالملايين) هو آت من تعب وعمل , وليس حضور للمدرسة كموظف عادي يقضي وقته بالفراغ .وكذلك عندما يشعر أن درسه غير ذي أهمية عندما يغتصبه بعض زملائه أو حتى عندما يهديه هو الى الآخرين!! أو ((يأمر السيد المدير)) بأن يلغى درس التربية الفنية ويوضع مكانه درسا للفيزياء او الأنكليزية (( لأن المدرسة متأخرة في المنهج)) !!

أن هناك أمور اخرى كثيرة لا وقت لذكرها لأن اغلب العاملين في المجال التربوي يعرفونها.

أيها الأخوة التربويون . ارجو ان تعرفوا ان التربية الفنية مهملة في الكثير من مدارسنا والمسؤول عن ذلك الأهمال اطرافا كثيرة.وقد كتبنا الكثير عن ذلك الأمر الا أن ما كتبناه لا زال ((نائما)) على رفوف غرفة البحوث والدراسات في مديريات التربية الا استثناءات قليلة.

اعزائي لقد تعلمنا في المدارس ان تأريخ الأمم لايعرف بالفيزياء ولا الرياضيات ولا الهندسة ولا الأنكليزية فحسب انما هوية الأمم تعرف بالفنون والثقافة قبل العلم..
 

* تربوي

 

free web counter