حكمت مهدي جبار

بسقوط القذافي وانتهاء حقبة حكم عاشها الشعب الليبي لم نكن جميعنا نعلم كيف كانت ,سقط معه سلوك ومنهج لحاكم عربي نظر اليه الناس كل وفق منظاره ورؤيته. فمنهم من قال عن القذافي بأنه (مجنون) ومنهم من قال عنه انه (فاقد الثقة) بالحكام العرب. وغيرها كثير.

وكانت ليبيا قد تعرضت لرياح التغيير بعد أن جاءتها من دول عربية أخرى مجاورة كتونس ومصر. الا ان لكل من تلك الدول وضعا خاصا .و(فيلم) تتابعت احداثه على مثل ما شاهدناه من على شاشات التلفزة. ولا ندري هل كانت تلك (الأفلام) يقف وراءها مخرج قدير ومصور بارع أم جاءت عشوائية .

نحن هنا في العراق لم نتعمق بحقيقة انظمة اولئك الحكام . فمصر كنا نتصورها تعيش عيشة طبيعية عندما نرى حسني مبارك وهو يمارس دوره كرئيس لمصر ومعه الشعب المصري . واذا بالشعب يخرج الى الشوارع يحمل اللافتات مطالبا بالتغيير. وهكذا مع تونس . وحاليا مع دول عربية اخرى لازالت (الطبخة) لم تنضج بعد.

المشاهد (الدراماتيكية) التي عرضتها الفضائيات وهي تنقل صورا عن اعتقال القذافي بالطريقة التي شوهدت . تثير في المراقب والمشاهد مشاعر مبهمة . ولا يقدر أحد ان يضع لها عنوانا . رغم اننا نقر بالجزاء الذي ناله (القذافي) لما نسمعه عنه وعن سلطته عن بعد.

كنت ارى من على شاشات التلفزة صور مجنونة . وتصرفات (هيونطة) لأفراد مسلحين . مع كل التقدير والاجلال والاحترام لأبناء شعبنا الليبي العربي الأصيل الذي هو صاحب الحق في اختيار حاكمه وحكومته . الا ان المشهد كان يعبر عن صور عن نمط اغلب الشعوب العربية التي لازالت بنزعتها البدوية الثأرية الأستئثارية الأنتقامية . والانكى من ذلك ان بعض وكالات الانباء قالت ان القذافي عندما كان يُقتاد من قبل الثوار قتل من قبل احدهم برصاصة مسدس فلقي حتفه وقذف بجسده في حوض العربة فأمتلأت بالدماء.

ماذا يراود الحاكم العربي من شعور وهو يرى حاكم عربي حكم اربعين عاماً كان مزهواً بهتافات شعبه ومتباهياً بأهازيجهم وزغاريده . وعلى حين غرة يسقط بين أيدي نفس ابناء شعبه أسيراً مهاناً فيقتل بطلقة قد تكون انتقامية أو ثأرية نتيجة فورة حماس . هل كان القذافي هو الحاكم الوحيد الذي بنى السجون والمعتقلات والزنازين والغرف المظلمة ؟ هل كان القذافي هو الوحيد من بين (قادة العرب) يتفنن بالخطابات والشعارات والمواعظ والحكم..

وبأنتهاء عهد الحاكم (المجنون) الذي حكم ليبيا بـ (الهيونطة) برصاصة مسدس بلا محاكمة ولا قضاء ماذا ينتظر العرب بعد ؟ وماذا ينتظر الشعوب العربية من مصير ؟ هل سينتهي الجنون وهل سيعتبر قادة العرب ؟ ام يستذكروا احدى عبارات ذلك (المجنون) ويجعلوها (حكمة من فاه مجنون)؟؟؟؟؟