| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

حكمت مهدي جبار

 

 

الأربعاء 22/6/ 2011                                                                                                   

 

أيها المثقفون ..انقذوا الثقافة العراقية

حكمت مهدي جبار

على الرغم من انتقال العراق من حال الى حال , وتغير العديد من وجوه الحياة السياسية والأجتماعية والأقتصادية بعد سقوط حكومة صدام حسين وأنهيارآيديولوجية البعث الشمولية , وبالتالي تحقيق الغايات التي كان يحلم بها الجميع..نقول رغم كل ذلك فأن الحياة الثقافية لازالت كامدة لم تنفخ فيها روح التجديد والتحرر من ربقة الماضي. اذ كان من المنطقي وحسب الأنقلاب الكبير في الحياة العراقية ان يستثمر المثقف ذلك التغيير في البناء الأجتماعي واعادة تأسيس بنى جديدة لمستقبل الفرد العراقي.ولهذا فوجيء المثقفون العراقيون بعد مرحلة التغيير الدراماتيكية بأنهم لم يعودوا قادرين على التعبير عن المرحلة الجديدة وبرؤية بناءة تجعلهم يسهمون بجدارة في رسم ملامح المجتمع الجديد , وذلك بسبب تكالب البعض ممن تطفلوا على الثقافة وأستغلوا اسمها فراحوا في سباق المسافات الطويلة ليصلوا بوقت اسرع من الوقت المعتاد الى عرش السلطة ليتنكروا بعد ذلك على الثقافة ويقذفوا بها على ارصفة الشوارع , لتكون اوراقا لبيع حب عباد الشمس أو الكرز أو أكياسا لبيع الفللافل ,أو ورقا لمسح زجاجات النوافذ البراقة..

اذ لم تسع الأرض فرحة بعض المتسابقين على السلطة , فأنطلقوا يصرحون ويخطبون ليعززوا من أمبراطورية الجهل والتخلف والظلام . بعيدا عن الثقافة ان لم يكن ذرا للتراب في عيونها لكي تعمى عن مشاهدة سيئاتهم.فكان ذلك التعجل سببا في بقاء اوضاع البلاد غير مستقرة.

فبعد كل ثورة أو تغيير لابد من مراجعة لأعادة أهم مفصل من مفاصل الحياة بمختلف اشكالها الا وهو البناء الفكري المتمثل بـ (الثقافة) . أي اعادة تأهيل الوعي العراقي الذي لوثته سنوات التخلف .فكان الصخب السياسي وعنف الآراء وتصارعها عبر السنوات القليلة المنصرمة سببا من أسباب انسحاب (الثقافة) الى مملكتها الهادئة. والعجيب في ذلك ان اولئك الراكضين يدعون المثقفين ويقولوا لهم لماذا تترفعون على السياسيين ولم تسهموا في بناء الدولة ؟! بينما هم يتدافعون بالأكتاف وقد (يتعاركون) على المناصب والعروش.

ان عدم الأستقرارالسياسي لم يمنح (الثقافة) فرصة لأعادة تأثيث حياتنا ونفض الغبار من على النوافذ .وبالتالي ظهور جيل جديد يستوعب مناخ التغيير وآفاقه الجديدة .ويقدم رؤيته المعاصرة للواقع والمستقبل . أذ أن شيئا من
ذلك لم يحدث.

أننا كنا نستبشر خيرا ثقافيا زاخرا بعد (حربا أوثورة أوانقلابا أو تحررا أو احتلالا) سمها ما شئت ,شهدتها أرض السواد أوبلاد الرافدين . لكن (الثقافة) العراقية المسكينة سقطت ضحية التعجل والتهور والتعجب (وخبصة) السياسيين , حتى راح البعض يتناساها فنسته.ان لم يكن حاربها. فخشيت (الثقافة) على نفسها من الأجتثاث أو الأقصاء أو العزل أو وضعها تحت مراقبة (المخبر السري) عندما راح بعض المتدينين وليس رجال الدين يقللون من شأنها , (فهي ليست حرام انما غير مستحبة) فراحوا يحرمون الشعر ويكفرون الرسم ويفسقون الموسيقى , وأن الفن عمل من (رجس الشيطان فأجتنبوه). ليأتي بعض السياسيون ويضعوا ألأسلاك الشائكة حول اتحاد الأدباء أو نقابة الفنانين أو الصحفيين . ليكون ذلك الكره للثقافة سببا كبيرا في فوضى الأضطراب الفكري والثقافي وأصابة العملية السياسية الفتية بالعوق الولادي أو الشلل المبكر..
 

free web counter