| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حكمت مهدي جبار

 

 

 

الخميس 17/11/ 2011                                                                                                   

 

المدرس..والمجتمع ..والثقافة ومسؤولية الدولة

حكمت مهدي جبار

قد يعتقد البعض جازما أن المعلم / المدرس .هو الفرد الذي وحده يمتلك الثقافة ,ولايوجد فرد يصل الى مستواه.كونه المعلم للآخرين .أن ذلك البعض من الناس لم يميز بين التعلم والثقافة ,أو بين معرفة الأشياء معرفة تخصصية وبين سعة ألأفق الفكري التخصصي التعليمي وتثقيفه وتطويره.

هل يكتفي المدرس بما حصل عليه من تخصص تعليمي ؟ ويتحرك ضمن مساحة لاتتعدي الحدود ما بين الصف الدراسي والكتب (المقرر الدراسي).تاركا كل تطور في مجالات التعليم والتربية وغيرها ,وما يرافقها من كل جديد في الثقافات والعلوم والمعارف في مختلف انواعها وأشكالها؟

من هو المدرس ؟

هو ذلك الذي يقوم بتربية وتعليم الأبناء, وأعدادهم لمرحلة حياة الشباب.ومع انه يشترك بهذا العمل مع الأبوين وولاة الأمور وكذلك البيئة والصحف والمجلات ووسائل الأتصال من محطات فضائية وتلفزة وأنترنت والمؤسسات الأخرى في المجتمع ودوائر الدولة المختلفة. الا ان مهمته الأساسية في الحقيقة هي (التعليم)

وأذا اردنا أن نعرف المجتمع فهو :- مجموعة من الأفراد الين تربطهم وحدة المكان والثقافة وما تتضمنه هذه الوحدة من علاقات متبادلة ومصالح مشتركة.أما (الثقافة) فهي كل الأدوات والأفكار والأنظمة السياسية والأجتماعية والأقتصادية وأساليب التفكير والتقاليد والقيم وسبل العيش والتفاهم التي يعيش في كنفها الأنسان والتي جاءت نتاج الأنسان نفسه .وبهذا المعنى للثقافة يصير كل فرد في المجتمع (مثقفا) بصرف النظر عما اذا كان متعلما أو غير متعلم.

هل أن كل متعلم مثقف؟

أي أننا نريد القول : هل أن كل من حصل على شهادة دراسية بمستوياتها المختلفة يكون مثقفا؟ وكل من حصل على وظيفة بفضل الشهادة مثقفا؟ الم نجد البعض من المدرسين لم يتحرك الا ضمن أختصاصه والذي تعلمه من منهجه الدراسي الجامعي وبقي عليه ولم يجدد فكره ولم يبحث عن الجديد؟ الم نجد بعض مدرسي اللغة العربية لم يكتب في حياته سطرا لنص قصصي ؟,أو يجرب كتابة بيت من الشعر؟ أو يجرب أن يكتب نقدا لمادة أدبية؟ وكم من مدرسين لازالوا متقوقعين على اختصاصهم في التأريخ و الجفرافية ,لم يعرفوا من هو هوميروس وماهي ألألياذة؟ والى أين وصل علم الجغرافية؟

أننا اليوم نعيش عصر التطور المذهل .وأن مصادر العلم والفن والفكر فرت وهربت من بطون الكتب وأنطلقت في أعالي الفضاء لتأتي الى كل أنسان أين ما يكون عبر أجهزة الأتصالات الحديثة المتمثلة بالشبكات العالمية العنكبوتية (ألأنترنت) وأجهزة الحواسيب (الكومبيوترات) لتكون مدارس جاهزة (كاملة مكملة) وبالمجان لكل من يريد أن يتعلم..بينما لازلنا نحن نعيش أساليب التلقين والتخويف والترهيب والتعليم الجامد الذي لايتعدى حدود الكتاب الورقي.

أن صناع الثقافة والعلم والفن والتربية والفكر والتعليم الجدد يسعون في أن يختصرون كل شيء ,سعيا منهم في اللحاق بالزمن؟ ومحاولة توسيع رقعة (الأمبراطورية البشرية) وتأسيس حضارة الأنسان الجديدة.

أن الوضع البائس الذي يعيشه عدد كبير من مدرسينا ,لهو لأمر مخجل ومعيب يؤشر على مؤسستنا التربوية.حيث نجد بعض المدرسين قد غادر تواصله مع الثقافة ,وترك أختصاصه يقبع مابين اغلفة الكتاب المدرسي وحدود الصف الدراسي.لم يعرف ألى أين وصل العالم .يتعجب من أحاديث الآخرين ويندهش.يخجل من حوارات ومناقشات لم يملك لنفسه شيئا للمشاركة فيها .وكم من مدرسين تحولوا الى موظفين لايخرج من حدود الروتين ألأداري والملفات والأضابير .وكم من مدرسين شباب تخرجوا توا من المعاهد والجامعات راحوا يزجون نفسهم في العمل الأداري حيث الجلوس خلف المكتب الأنيق ناسيا أختصاصه وما فنى عمره من أجله متشبثا بشتى الوسائل ليكون مديرا أو معاونا وهو لم يزل بعد لم يقدر على أدارة نفسه.فيضيع أختصاصه ويضيع ألأدارة.

أننا ندعو في أن يكون (المدرس) أنسانا يلاحق على قدر ما يستطيع ما يشهده عالم التربية والتعليم في الأمم ألأخرى من تطور وحداثة..وقد يتذرع  البعض بذرائع عدم كفاية الوقت وسرعة الزمن.أو أنه بحاجة الى الذهاب للمكتبات أو السفر الى دول العالم..وكل ذلك لم يكن عذرا...اذ أن العالم اليوم صار بين أيدي ساكنيه في كل أرجاء المعمورة.فقد أختصر العلم العالم. وقلصه وأختصره وصار يبث أخباره وعلومه ومعارفه بكل يسر الى كل البشر.

وهي كذلك دعوة الى وزارة التربية في أن تعمل جاهدة على التخلص نهائيا من كل ادران التخلف التربوي الجاثم على مؤسساتنا التربوية.وتحديث كل روافدها ومرافقها وكوادرها تماشيا مع الثورة العالمية الكبرى في التربية والتعليم.وعلى الدولة أن لاتقصر اهتمامها على الوزارات العسكرية الأستهلاكية والتي لاجدوى منها سوى التباهي بأبراز العضلات والتخويف بالعصا وأن تهتم بالوزارات التي تقوم بمهمة صناعة الأنسان.   




 

free web counter