| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حكمت مهدي جبار

 

 

 

الخميس 10/11/ 2011                                                                                                   

 

المنظومة التربوية في العراق في عهد ما بعد الأحتلال الأميركي 2003..

حكمت مهدي جبار

مفهوم التربية وتحديد تعريفاته يلتصق بطبيعة المجتمع الذي تمارس فيه.بل وتتصف بصفات ذلك المجتمع الذي ولدت فيه ,حتى انها أي (التربية) اصبحت عنصرا من عناصر ثقافته بحيث أن أختلاف المجتمعات يتوقف على نمط تلك التربية وتلك الثقافة.

والمجتمعات التي تعرضت في العالم المعاصر لحروب وأحتلالات وأستعمارات كل حسب مراحله التاريخية.تأثرت بالدولة التي احتلتها بشكل أو بآخر وخاصة في نظامها السياسي .وبالتالي يؤثر على جميع نظم ومظاهر الحياة.ولكن تبقى عملية التأثير التربوي هي الأخطر من بين الآثار الأخرى.وذلك التأثير يأتي رغما عن المجتمع .ومن هنا ينبغي ان تنظر المؤسسات التربوية بكل حلقاتها (الأسرة والبيئة والمجتمع والمدرسة ومؤسسات الحكومة) الى عملية التأثير أو ما يسمى  بالأقتباس أن صح القول نظرة حذر وأنتباه شديدين .

من أهم ما أصيب به الفرد العراقي من مرض اثناء فترة الأحتلال ألأميركي هو (الخروج على ضوابط الأنظمة) في اغلب المؤسسات الحكومية وحتى ألأجتماعية.وضمن المؤسسة التربوية تسللت امراض كثيرة ادت الى حدوث خلل كبير بل وخطير صار سببا في عرقلة سير العمل التربوي وتشويه قدسية الكثير من حرماته ومكاناته .

فقد عاشت اغلب مدارسنا التي هي (البنية الأساسية) في الجسم التربوي ,فترة من التخبط وضياع الكثير من القيم التربوية.منها:-

1 - خرق ضوابط الأمتحانات والأستهانة بها .حيث تفشت ظاهرة الغش (النقل) وبلا رادع .وأن كان موجود فهو على شكل مجاملات وأسترخاص بالقيم التربوية.

2 – عدم أحترام المدرسة كمؤسسة تربوية مهمة,من خلال دخول أفراد وشخصيات تحت مسميات دينية وسياسية بدأت تفرض فتاويها وعقائدها الدينية وآيديولوجياتها السياسية.

3 – تعرضت المدارس الى انتهاكات بعض المجاميع المسلحة تحت حجج وعناوين عديدة.دنست حرمة المدارس

4 – تأخر العديد من المدارس في تنفيذ مفردات المناهج الدراسية بسبب تقلبات الظروف وحدوث المشاكل.وكذلك بسبب انقطاع الطلبة الكيفي عن المدرسة وبلا محاسبة تحت حجة مشاركته بالمناسبات الدينية أو الوطنية وغيرها .وألأدهى من ذلك هو وقوف جهات دينية وسياسية الى جانب الطالب وهو يترك المدرسة ليشارك بذلك الطقس أو تلك الفعالية,تنفيذا لأرادات ورغبات أحزاب وتيارات دينية وسياسية.

5 – طرد وأقصاء اعداد من المعلمين والمدرسين من خلال صدورقرارات هيئة أجتثاث البعث بأقصائهم من المؤسسة التربوية كونهم منتمون الى (حزب البعث الصدامي) وخاصة من ذوي الدرجات الحزبية المتقدمة.مما أدى الى حدوث فراغات وشواغر في مختلف الدروس.

6 – ضعف واضح جدا في المستويات التخصصية للكثير من المعلمين والمدرسين خريجي سنوات الأحتلال ، فضلا عن افتقارهم للثقافة العامة .

7 – أثر نظام المحاصصة السياسية على الوضع التربوي من خلال التعيينات في الدرجات الوظيفية المختلفة.

8 – تفشي ظاهرة المحسوبية (الواسطات) في قبول الطلبة في الجامعات وتعيين المعلمين والمدرسين .

9 – كان للفساد الأداري أثرا سلبيا على المؤسسة التربوية والذي انتشر في أغلب المؤسسات الحكومية العراقية.

10 – كان للتطور المذهل الذي شمل موضوعة وسائل الأتصال بأشكالها التكنولوجية العجيبة أثرا جليا على الشباب .ورغم ما كان يحتويه ذلك التطور الكبير في أجهزة الهواتف المحمولة وألأنترنت والكومبيوتر من فوائد لخدمة الأنسان ,فقد أسيء أستخدامه للغالب الأعم من شبابنا,فراحوا متعجبين بما تخفيه تلك الصناعات وهم يشاهدون الدنيا والعالم والأمم والشعوب والتي كانت محرمة عليهم تحت ذرائع وعناوين مختلفة.

11 – تباين وجهات النظر وألآراء في وضع المناهج .حيث تغيرت الكثير من المفردات كان للأنتماءات الدينية أثراً أكبر من العمل المهني التربوي المجرد من الأنحيازات .لاسيما في دروس التربية الدينية والتاريخ والتربية الاجتماعية والوطنية .حيث جاء واضعي تلك المناهج الجديدة وكأنهم جاؤا مجددين بل مصححين لأعادة كتابة التاريخ وتصحيح حقيقته.

كانت تلك بعضا من التي عاشتها مدارسنا ومؤسستنا التربوية في فترة السنوات الأولى فيما بعد الأحتلال الأميركي. الا انه وبعد مرور السنين ونجاح الحكومة في تشخيص بعض الأمراض التربوية والعمل على معالجة البعض منها , تمكنت المؤسسة التربوية من تعديل مساراتها وتصحيح الأخطاء.

ولكننا لازلنا بحاجة الى تشخيصات كثيرة ولأمراض كثيرة داخل الجسم التربوي الذي هو بحاجة الى عقاقير وأدوية أكثر فعالية وتأثيرا على ما تبقى من أمراض مزمنة.فنحن بحاجة الى ضمائر وعقول وأفكار ومناهج معرفية علمية متجردة من كل انتماء وتحزب وتعنصر وفئوية وعشائرية .والى نظرة ثاقبة في أعادة تأسيس مؤسسة بل منهج وفلسفة تربوية وطنية عراقية تكون فوق الميول والأتجاهات..               

 



 




 

free web counter