| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسين القطبي

 

 

 

الأربعاء 3/11/ 2010

 

على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟

حسين القطبي

لا تحتاج الى درس مفصل بالجغرافيا لتعرف ان الدول الاسلامية وحدها هي التي بقيت متأخرة عن ركب الحضارة العالمية..

فقارات العالم المسكونة هي سته، منها اربعة (اوربا، استراليا، امريكا الشمالية، امريكا الجنوبية) استطاعت شعوبها ان تتخلص من مخلفات الماضي الظلامي، وانجزت بناء المجتمعات المدنية المتطورة.
اما قارة اسيا فان شمالها الروسي، وشرقها (اليابان، الصين ..الخ) هي الاخرى انتشلت نفسها من ثقافة القرون المظلمة.

وحتى في افريقيا فقد اصبحت دولة فقيرة مثل "جنوب افريقيا" مضرب الامثال بالتسامح الاجتماعي.
المنطقة الوحيدة التي بقيت تعيش في هذا الماضي، هي غرب اسيا وشمال افريقيا، مع بعض دول وسط افريقيا الصحراوية الفقيرة. اي من الباكستان وبنغلاديش شرقا الى المغرب وموريتانيا غربا.

الامر الغريب اننا لو اخذنا العامل الاقتصادي فان الثروات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة الاسلامية تجعلها الاكثر حظوظا في تحقيق القفزات من شرق اسيا وامريكا اللاتينية ومعظم دول اوربا. بينما تفتقر اغلب الدول التي تمكنت من بناء مجتمعات الرخاء والكرامة للانسان الى مثل هذه الموارد الكافية من اليابان الى السويد ومن سويسرا الى كندا، ومع هذا الفارق فقد صارت ملجأ لجيوش "اللاجئين" من المجتمعات الاسلامية الغنية.

والغريب ايضا ان الشعوب الاسلامية كانت هي رائدة الحضارات القديمة قبل زحف الدين الاسلامي الحنيف لها، من افغانستان وايران شرقا، الى العراق والشام ومصر، حتى الحضارات الامازيغية في شمال افريقيا غربا لمجرد وفرة المياه والشمس.

ولعل السمة الابرز في المجتمعات المتحضرة اليوم (كل العالم ما عدى المسلمين) هي شيوع قيم التسامح وقبول الاخر، وابتداع طرق انسانية لضمان العيش المشترك لجميع الطوائف والاعراق والطبقات، للحد الذي يوفرون الملجأ الامن، والحياة المرفهة حتى لاعدائهم من الاصوليين المتطرفين المسلمين، الذين لا يخفون رغبتهم في تدمير هذه المجتمعات المتعايشة، كل ذلك وفق ما توصلوا اليه من نظام اسموه "الديمقراطية".

بينما السمة الابرز للمجتمعات الاسلامية هي التعصب الطائفي والعرقي والمناطقي، للحد الذي صار االتطور العلمي في مجال نقل الخبر والمعلومة يكشف لنا عن مجازر يومية لم نكن نسمع بها من قبل، ولا اسوق هنا مأساة كنيسة النجاة، ولامجازر بغداد بالامس كمثال، كي لا ابدو متشنجا بسبب وقع تلك الجرائم علي.

فهل هنالك ثمة خلل في الدين الاسلامي، يمنع المسلم من الانعتاق من مخلفات الماضي؟ واللحاق بركب التسامح الاممي؟ ام ان الخوف الذي يزرعه القران الكريم من النار، على ضوء هذا الاسهاب في وصف عذاب القبر وجهنم، وغضب الله الماحق الخ. يمنع المسلم من مجرد التفكير في وجود الخلل؟
البعض من رجال الدين بدأ بالتفكير الحذر، وبصوت منخفض، وهنا اضع رابط لمن يحب المتابعة (*).
والتفكير الشجاع، المتحرر من عقدة (عذاب القبر والجحيم .. الخ) هو الخطوة الاولى لتحرر المجتمعات من الركود والجمود الفكري، وعلى العكس فان التخوف المرضي من التفكير هو العامل الاساس في انتهاء اديان كانت سائدة في عصور خلت، قبل وبعد الاسلام.

ومن اجل ان اتجنب الاتهامات الجاهزة، فاني لم اطرح رأيا.. فقط اسأل هل هنالك ثمة امكانية للتفكير في مجرد ان يكون هنالك ثمة خلل في الدين، ام لا؟ اغناءا للحوار...

(*) فيديو يستحق التأمل من محاضرة للسيد القبانجي
http://www.youtube.com/watch?v=xQi6h6LfgYY

 

free web counter