| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسين القطبي

 

 

 

 

الجمعة 28/12/ 2007



كركوك صعبة وفهمناها!

حسين القطبي

في الرابع عشر من اب/اغسطس الماضي وقعت اكبر كارثة في تاريخ الارهاب الذي يكتسح العراق منذ سقوط الفاشية الى اليوم. تفجيرات متزامنة في سنجار وعدد من بلداتها اوقع اكثر من 500 ضحية ، ودمر مساكن اكثر من 1500 في ظرف دقائق، دونما سبب سوى ان هؤلاء المساكين هم كورد ايزديون.

تُرى لو كانت سنجار، شأنها شأن المدن الكوردستانية الاخرى تابعة اداريا الى وطنها كوردستان، هل كان الارهاب الاسلامي او العروبي، الطائفي او العنصري سيجرأ على ملاحقة اتباع هذه الديانة المسالمة وارتكاب مثل هذه الفجيعة بحق ابنائهم؟

وفي مندلي التي تعرضت في زمن النظام الابارتايدي السابق الى جرائم تهجير وسلب اراضي وجلب مستوطنين عرب من مناطق اخرى من العراق للاستيلاء على المنطقة، يتعرض المهجرون الكورد العائدون الى اراضيهم اليوم، خصوصا من ابناء عشيرة قره لوس الى بطش عصابات المد العروبي الاسلامي، المتحالفين مع هؤلاء المستوطنين لعل ابشعها تلك الجريمة التي وقعت في قرية حميد شفي (18-5-2007) حيث داهمت القرية عصابات خدعت المواطنين بارتدائها الزي العسكري فأعتقلت كل الرجال ثم رمتهم بالرصاص امام اعين زوجاتهم واطفالهم وامهاتهم.

تُرى لو كانت مدينة مندلي وقراها تتمتع مثلها مثل المدن الكردستانية الاخرى اداريا في الاقليم، هل كان المدنيون سيتعرضون لهذه المجازر اللاانسانية.

والمتتبع للاخبار يستطيع ان يذكر المئات من هذه الامثلة، في مدن كوردستان المقتطعة من الاقليم من الشيخان شمالا الى جصان جنوبا، واقصد المتتبع صاحب الضمير اليقظ، يستشف مثلي كم من الارواح البريئة كانت ستُنقذ طيلة السنوات الخمس المنصرمة لو لم تماطل الحكومة العراقية، شأنها شأن النظام النازي السابق، في اعادة المهجرين واراضيهم والمدن الكوردستانية المستقطعة الى كوردستان.

الا يكفي هؤلاء المساكين ما تعرضوا له طيلة العقود السابقة من ظلم وعسف وتمييز عنصري تحت وطأة عصابات علي كيمياوي وسلطان هاشم وصابر الدوري وغيرهم من حثالات الانسانية لتواصل حكومتنا الديمقراطية هذه المرة نفس السياسات في التمييز والسلب ونكران الحقوق.

كركوك صعبة، وفهمناها، يؤجل تنفيذ المادة 140 ، او قد لا تنفذ اصلا، عرفناها، وعرفنا ايضا بأن المدينة اشبه بسفينة عائمة على بحر نفط، وتبعا لذلك فهي مدينة امريكية اكثر منها عراقية، وهي، اي امريكا، من يحق لها ان يقرر مصير المدينة لا سكانها، فهمناها، ولكن ما لم نفهمه هو السبب وراء تجاهل المدن الكردستانية المستقطعة الاخرى ولنأخذ خانقين مثلا، هل هي متنازع عليها ايضا؟ ماذا عن عقرة ومخمور وجلولاء وطوزخورماتو، هل هي صعبة ايضا، وهل يتطلب الامر اكثر من زيارة لها لمعرفة سكانها وثقافتها وجغرافيتها.

مشلكة كركوك صعبة، ومشكلة المواطن صعبة ايضا وتحتاج لحل، وهذه الكتلة السكانية التي تمتد ارضها من سنجار الى بدرة بحاجة الى حل وكل سنة مرت منذ تغيير النظام الى اليوم لا تختلف في جريمتها عن الجريمة التي ارتكبها نظام صدام في فصل هذه المناطق عن اقليم كوردستان بعد فرض الحكم الذاتي الصوري، وجريمة اتفاقية الجزائر التي اخرجها وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر بين صدام حسين وشاه ايران عام 1975.

واذا كانت الحكومة العراقية لا تريد حلا لهذه المشاكل الانسانية، او غير مكترثة لها، فإن من واجب حكومة كوردستان التفكير بالبديل، عليها ان تكون اكثر حزما في التعامل في بغداد والا فإنها ستكون شريكة في الجريمة بالقدر الذي تتساهل فيه مع مماطلات حكام المنطقة الخضراء الجدد.
 

Counters