| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسين القطبي

 

 

 

الثلاثاء 27/10/ 2009



كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية

حسين القطبي

اتهام سوريا هو "الثيمة" التي دشن السيد المالكي حملته للانتخابات القادمة بها، وهي محاولة صريحة لكسب ود الشارع العراقي الناقم من تردي الوضع الامني.
لكنه سرعان ما اكتشف ان الوقت لم يحن بعد، للتصعيد الاعلامي الحامي، فما زالت اشهر طويلة تفصلنا عن ايام "اعراس" الانتخاب، وان التوظيف المبكر لهذه الورقة الرابحة "الجوكر" سيستهلكها قبل اوانها، فقرر ان ينوم القضية حتى الايام الصعبة، ايام المزايدات والمماحكات الحاسمة قبيل بدء التصويت.

وهذا يشير بوضوح الى ان السيد المالكي سيلعبها "صح" هذه المرة ايضا، كما فعلها بضربة "اسطى" في انتخابات مجالس المحافظات السابقة. اذ استغل وببراعة نقمة العراقيين على تردي الوضع الامني.
واليوم، تلعب التفجيرات الاخيرة، وعمليات التفخيخ الاجرامي دورا حاسما في قلب نتائج الانتخابات، ومن يلعب على اعصاب العراقيين بذكاء، فهو الذي سيكسب في الاخر، وهذا ما يدأب المالكي على توظيفه في حملته الجديدة للحفاظ على الكرسي.

والرجل يعرف ايضا، من تجربته الانتخابية الاولى، ان حكي الليل الانتخابي يمحيه نهار الفوز، فالوعود سرعان ما يلفها النسيان، وقصر الذاكرة الجمعية للشارع العراقي يمنحه الشجاعة لاطلاق التصريحات غير الجادة، ضد سوريا، وان تطلبت الامور ضد ايران، او حتى ضد امريكا.
كما يعرف ان الشعارات الرائجة تعمي الابصار، فيغفر له الناخب، فشله في توفير الوقود، والخدمات، وحتى تهاونه مع الفساد، كما حصل مع فضيحة فلاح السوداني، بل تآمره مع الارهاب كالصفقة المشبوهة التي عقدها مع محمد الدايني، حين انقذه من قبضة العدالة.

دور السفارة الامريكية
الا ان النجاح مرهون ايضا بالدعم الذي ستقدمه السفارة الامريكية، فهي مركز القرار، وفيها تتم الطبخات الانتخابية، وقد لعبت السفارة الدور الابرز في نتائج مجالس المحافظات، عن طريق الدعم السياسي الذي قدمته للمالكي، ولقائمته "دولة القانون".
حينها قامت السفارة بالضغط على القادة الكردستانيين من اجل غض النظر عن الاستفزازات العسكرية والاعلامية لحكومة المالكي في خانقين وقرة تبه اثناء عمليات "بشائر الخير"، واجبرت هذه القيادات على عدم الانسحاب من الحكومة، بل واسناد المالكي عن طريق الانخراط في اللعبة والتصعيد في الفقاعات الاعلامية.
كما قامت السفارة بتوفير الدعم العسكري الامريكي للقوات العراقية في محاربة المجموعات المنفلته من "جيش الامام المهدي" في البصرة وميسان، في حملة عسكرية - دعائية كدفعة انتخابية ناجحة، مقرونة بعملية مشابهة دعمها الجيش الامريكي في نينوى بأسم "ام الربيعين".
امنيا، وجه الامريكان ضربات عسكرية جادة للارهاب، ولاحقتهم المروحيات داخل الاراضي السورية، كما حدث في قصف قرية السكرية - البوكمال (مايو 2008)، كل ذلك تزامن مع تصريحات المالكي، فاعتبر الشارع العراقي ان بحبوحة الامن المفاجئ كانت من انجازات السيد المالكي الشخصية.
ولكن، ماذا يعد طباخ السفارة، للمواطن العراقي في وليمة الانتخابات القادمة، هل هي نفس التشكيلة الدسمة.

الدور السوري
وصل السيد المالكي الى دمشق في اواسط اب الماضي، في زيارة غامضة، ووجه الغموض هو انها جاءت بعد اجتماع ثنائي (سوري - امريكي) لبحث الوضع الامني في العراق، وكان قد تم دون علم الحكومة العراقية.
وقد اتضحت الاسباب السرية وراء الزيارة مباشرة بعد عودته الى بغداد، فقد بدأت شعاراته النارية باتهام سوريا، وكأن الزيارة كانت لغرض التنسيق واجراء البروفات على المهاترات المتبادلة التي ترافق حملته الانتخابية القادمة. وهذا ما يفسر اصطحابه د. علي الدباغ، فم الحكومة، في تلك الزيارة.

الا ان التنسيق الامريكي مع سوريا، لا يأتي ثماره الا بتصعيد العمليات الارهابية، وتفخيخ المزيد من الحافلات، واراقة دماء الالاف من المواطنين الابرياء من اجل توفير الارضية المناسبة لشعارات السيد المالكي الجديدة، ولتكتسب الشعارات حدية ونارية تستطيع اقناع ذهنية السواد الاعظم من الناخبين العراقيين.

وتفجيرات الاحد المروعة، وما سيليها في الاسابيع القادمة، ستكون المادة الدسمة التي سيدسها طباخ السفارة الامريكية في الوجبة الانتخابية المقبلة، وما على المالكي الا ان يلعب دوره الاعلامي، في توظيف العمليات الارهابية، وكل ما ازدادت هذه العمليات دموية، وكل ما بحت حنجرته اكثر، كل اما ارتفع رصيده في "عرس" الانتخابات القادمه.

 

 

free web counter