| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

حسين القطبي

 

 

السبت 25/9/ 2010

 

سنقطع كل يد ولسان.....

حسين القطبي

بعد كل جريمة ارهابية يرتكبها تنظيم من تشكيلات الاسلام السياسي المتطرف، يهب الاسلاميون المعتدلون للدفاع بصيغة ان هذا الحزب لا يمثل وجه الاسلام الحقيقي. وهذا الفعل ليس من اخلاقيات الاسلام.. الخ. وهذا تخفيف لصدمة الجريمة من جانب ، ومن جانب اخر دفاع مبطن، واتهام للضحية بانه "حساس اكثر من اللازم".

واذا قلنا ان عصابات القاعدة التي قتلت بمفخخاتها وعبواتها الناسفة من المدنيين العراقيين ما فاق مجموع ضحايا الحرب العراقية الايرانية بسنواتها الثمان، اذا قلنا انها لا تمثل وجه الاسلام الحقيقي.
واذا قلنا بان السعودية التي يقودها خادم الحرمين هي الممول الرئيسي لهذا الارهاب، منذ نشأته الاولى في افغانستان "ثمانينيات القرن الماضي" لا تمثل الاسلام الحقيقي.
واذا قلنا بان ايران التي يحكمها نائب الامام المهدي، والذي يتلقى تعليماته المباشرة من صاحب الزمان شخصيا، تشكل الذراع الثاني للتطرف الديني في العراق، في الجنوب، وتدك مدفعياتها البعيدة المدى القرى الكردستانية المحاذية للحدود دون تمييز بين فلاح وماعز، لا تمثل وجه الاسلام الحقيقي.
واذا قلنا بان تركيا الاسلامية، بقيادة حزب الاسلامي اردوغان، ترفض السماح لعرب الاسكندرونة بالدراسة بلغتهم الام "العربية"، ولبقية القوميات التي تعيش في كنف الجمهورية التركية اليوم، في تناقض واضح وصريح مع ابسط قيم وقوانين حقوق الانسان، لا تمثل الوجه الحقيقي.

اذا قلنا كل ذلك، فمن الممكن ان نفهم الامور على ان الحكومات والاحزاب ما هي الا تنظيمات سياسية، والاسلام السياسي الذي تمارسه هو مجرد نشاط سياسي بحت وغير مقدس، قد يتقاطع من الاساس مع الاسلام الفقهي الحقيقي المقدس.

لو اقتنعنا بكل ذلك، فهل نستطيع ان نقنع انفسنا بان امام جماعة، يلقي خطبة جمعة، ومن محراب مسجد الكوفة، مقر ومركز الامام على بن ابي طالب التاريخي، ورمز الاسلام الفقهي الحوزوي الشيعي لا يمثل وجه الاسلام الحقيقي ايضا؟

لو سألت اي من اصدقائي الاسلاميين المعتدلين، وما اكثرهم هذه الايام، عن خطبة الجمعة (26 ايلول 2010)، التي القاها الشيخ حسن العذاري، والذي هدد فيها المواطنين بـ :
"سنقطع كل يد أو لسان تحاول التطاول على سمعة جيش المهدي والمقاومة الشريفة".

لو سألت اي من الاصدقاء الذين يبشرون باسلام ناعم، يتعايش مع الاجواء الديمقراطية، عن ثقافة قطع اللسان واليد، حين تصدر من امام، على محراب جماعة، وتنقلها وكالات الانباء الى كل اصقاع العالم، فهل سيكون الجواب ايضا ان امام الجمعة، في الكوفة، عاصمة الحوزة الشيعية، لا يمثل وجه الاسلام الحقيقي!؟

فمن الذي يمثل هذا الوجه، ولماذا تصرون على اخفائه، وتدّعون ان الاسلام الذي يسيّر حياتنا اليوم في الشرق، يسير هو بلا وجه، مثل المنقبة.

السيد مقتدى الصدر شخصيا، وجه رسالة قبل ثلاثة اسابيع فقط (4 ايلول) الى وزيري الدفاع والداخلية يستنكر فيها العمليات التي قامت بها بعض الفصائل المنفلتة من جيش المهدي واستهدفت رجال الجيش والشرطة، واعلن براءته من مرتكبيها، عازياً توجيه الرسالة إلى الوزارتين نتيجة للتحديات والصعوبات التي تشهدها البلاد، فهل كلام الشيخ حسن العذاري هو تهديد موجه الى سماحة اية الله مقتدى الصدر يا ترى؟ ام انه مجرد عادة لسان رددها في المحراب، امام المصلين، لكثرة استعمالها في حياته اليومية؟

هذا اذا كان الشيخ لا يمثل وجه الاسلام الحقيقي، اما اذا كان يمثله، حقيقة، بثقافة "نقطع كل يد ولسان.."، فلا اختلاف بين الديمقراطية في مفهوم الاسلام السياسي الحديث، والديكتاتورية في الفكر القومي العروبي القديم.



 

free web counter