| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسين القطبي

 

 

 

                                                                                   الجمعة 25/2/ 2011

 

الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه

حسين القطبي

تحول البعث بعد سقوطه الى عصا بيد الحكومة العراقية لتخويف العراقيين من التظاهر او المطالبة بحقوق مشروعة، او الاعتراض على الفساد والسرقات التي حولت العراق الى منجم ذهب للانتهازيين وتجار الدين، ولصوص السياسة.

وتخويف العراقيين بان البعث بامكانه اخراج مظاهرات مليونية هو شرف للبعثيين لا يستحقوه، اذ لو كان البعث يمتلك كل هذه الجماهيرية وهذه القدرة على حشد المتظاهرين في الشارع العراقي فان ذلك يعني انه الاحق من الحكومة الحالية بادارة البلاد وفق قوانين الديمقراطية وانه الاجدر بها.

ترى لو كان للبعثي كل هذا الرصيد الشعبي وهذه الحظوة الجماهيرية، هل كان سينتظر حتى عام 2011 لاخراج مظاهراته، والاعتراض على الفساد الاداري وسرقة ميزانية الدولة؟ ام كان سيبدأها فور سقوط نظامه الديكتاتوري السابق؟ وهل كان سيلجأ للاعمال الارهابية وللتفخيخ لقتل الجماهير التي من المفترض بانها جماهيره؟

نعم، انها اول مظاهرة شعبية في العراق منذ خمسة عقود، وكان من المفترض ان توفر لها الحكومة الدعم الامنى والاعلامي وان لا تجابهها بكل هذه الريبة، خصوصا وان الشعارات المرفوعة هي ضد الفساد ونقص الخدمات والبيروقراطية التي تؤثر سلبا في حياة المواطن، وهذه الامور كلها سبق وان اقر بها المسؤولون بما فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي.
واذا حاول البعث الاستفادة من ادعاءات الحكومة العراقية، واظهار نفسه بالقوة الجماهيرية القادرة على تحريك الشارع، مستندا الى الاعلام الرسمي العراقي، فان ذلك فشل في ساحة التحرير بعد ان اعلنت الحشود مطاليبها الحقيقية.

وفشلت ايضا الحكومة في ادعائها بان اعدائها والمطالبين باسقاطها هم البعثيين السابقين.

وافشلت هذه المظاهرة ادعاءات رجال الدين بانهم من يحرك الشارع العراقي، أو ان مستوى الوعي الجماهيري في العراق قد تدنى للحد الذي يرتضي ان تتحول بغداد الى قم او تورابورا، والفضيلة التي قدمها رجال الدين للشعب العراقي هو انسحابهم من التظاهرات، ومهاجمتها على لسان الدهاقنة الجدد مثل اليعقوبي، الحائري، الصدر، وهنا يقدم لهم المتظاهرون العراقيون الشكر الجزيل، وبالخصوص الى السيد علي السيستاني، الذي ابعد صفة الطائفية والدينية والشعارات السياسية عن صرخات العراقيين، وتركها على سجيتها، انسانية بحته.

وفي استقراء بسيط لتاريخ الشعوب، نعرف ان الوعي ينمو كالزهر البري، وان الاجيال الجديدة دائما تجدد انفاس الشعوب، فلن يبقى بعث، ولا محاصصاتية ولا حكومات ثيوقراطية دينية مستبدة، وان الظلم واستغفال عقول جيل كامل، يغسله من الاذهان جيل جديد دائما..

فاليوم بدا العراقيون وكأنهم يستفيقون من اثر تنويم مغناطيسي، ومطاليبهم بانهاء عملية النهب المتواصل لاضخم ميزانيات التاريخ العراقي، واضحة وصريحة.
والحكومة وجدت نفسها ابعد ما تكون عن الشعب، اقرب الى بقايا البعثيين، فمنحتهم هذا الدعم الاعلامي عن طيب خاطر، وصورتهم بانهم قوة جماهيرية تحرك الشارع العراقي، وهذه خدعة ترتكبها الحكومة، وشرف لا يستحقه البعثيون.



 

free web counter