حسين القطبي
الأربعاء 22/9/ 2010
السيدة عائشة (رض) تسحب الجنسية الكويتية من ياسر الحبيب
حسين القطبي
هل فعلا سحبت الحكومة الكويتية جنسيتها عن الناشط الكويتي ياسر الحبيب لانه تطاول على السيدة عائشة بكلمات لا تستسيغها حكومة الكويت؟
وفي نفس اليوم - ولا ادري ان كانت مجرد مصادفة، ام بعد محادثة - سحبت الجنسية البحرينية من الناشط الشيعي، وممثل السيستاني في المنامة، اية الله حسين ميرزا عبد الباقي البحريني. وهنا لم تذكر مصادر وزارة الداخلية، على لسان وكيل الوزير السيد راشد بن خليفة، السبب الحقيقي وراء هذا الاجراء واكتفت بان ممثل السيستاني كان قد حصل على جنسية المملكة عن طريق الخطأ!
وحسين ميرزا، ليس مهاجرا كما يتصور البعض، ولم يكتسب جنسية بلاده حسب قوانين التجنس، بل هو مواطن بحريني بالولادة، كذلك الامر مع الكويتي ياسر الحبيب، الذي ولد في الكويت، وعاش فيها محنة الغزو ايضا.
وكانت الكويت قد سحبت الجنسية من الشاعر خالد المريخي في شهر اب الماضي على اثر تصريح تلفزيوني أيد فيه قضية البدون وحقهم في اكتساب جنسية بلدهم الكويت، وقبلها سحبت البحرين جنسية العداء مشير سالم الجوهر لاسباب ليست اقل طرافة.
ولو انتقلنا الى السعودية فان الاجراءات المماثلة تتم في على خلفية مزاج الموظفين، فيكفي ان تستيقظ ثمة عائلة ما صباحا لتجد بلاغا بسحب الجنسية لان جدها قد اكتسبها بصورة مشكوك فيها!! وفي جولة سريعة حول غوغول ستقرأ العجب.
اما قطر، فقد عرفت بسحب جنسيتها من حوالي 6 الاف مواطن وهم ابناء فرع ال غفران الذين ينتمون الى قبيلة مرة وامرتهم بالنزوح خارج بلادهم لاسباب طائفية لاغير.
هذا عدا عن النسبة السكانية الملحوظة التي تعيش "بدون" جنسية في دول الخليج الاكثر استقرارا، كالامارات، بشكل يشبه الى حد بعيد مرحلة ما قبل تأسيس هذه الدول في مطلع القرن الماضي، عندما لم تكن سوى اطلال طينية يحرقها الحر والرطوبة الخانقة على سواحل الملح النائية، وهم ما يطلق عليهم البدون.
وليست دول الخليج وحدها هي التي تستخدم الجنسية كسلاح ضد مواطنيها، فما يجري من تلاعب بمصائر الناس في الدول العربية الاخرى قد يفوق ما تقوم به هذه الامارات كلها.
الاردن قام باسقاط الجنسية عن 2700 مواطن بحجة الاصول الفلسطينية، بين الاعوام 2004 و2008، والقرار لا يشمل الملكة رانيا العبدالله، التي ربحت بزواجها اللوتو!
العراق سحب الجنسية من مئات الالاف من مواطنية لاسباب قومية عنصرية، وتم تهجيرهم الى ايران في اوائل واواخر عقد السبعينات من القرن الماضي، ومازالت النسبة الاكبر منهم لم تستردها بعد، والسبب هو قوميتهم الكردية، وانتمائهم الطائفي الشيعي.
اما في سوريا، فقد اسقطت الجنسية في يوم واحد عن اكثر من 50 الف من مواطني محافظة الحسكة في العام 1962، بسبب قوميتهم الكردية ايضا، اذ استيقظت تلك العوائل المنكوبة ذات صباح لتجد نفسها "اجنبية" في بلادها، واليوم اذ يبلغ تعداد هؤلاء الذين يطلق عليهم بـ"المجردين" حوالي الربع مليون، لم يحصلوا من الرئيس بشار الاسد الا على وعود بدراسة امكانية اعادتها!
اسقاط الجنسية في البلدان العربية سلاح بيد الحكومات، مسلط على رقاب المواطنين، فمصر تسحبها من المتزوجين باسرائيليات، "العوائل العربية التي تعيش داخل الخط الاخضر تعتبر حسب القانون المصري عوائل اسرائيلية".
تونس تسقط الجنسية عن سها عرفات، عمان تسحب الجنسية من على سالم البيض، السعودية تسترد جنسيتها من ابو بكر العطاس...
ومشاكل الهويات والتجنيس التي تحددها الاهواء والامزجة السياسية والانتماءات القبلية والقومية تعصف بالدول العربية من اليمن الى موريتانيا هي معاناة حقيقية تفرضها القوانين المتخلفة التي لا تراعي ابسط متطلبات وقيم حقوق الانسان، ولا يمكن لهذه المجموعة من البلدان المتخلفة بلوغ مرحلة النضح الحضاري دون تجاوز هذه القيود الموروثة من اخلاقيات وتراث القرون الوسطى.
نعم، قد اكره الاكراد في العراق، والشيعة في البحرين، والفلسطينيين في الاردن، والمتزوجين من عربيات الخط الاخضر. قد اكره سها عرفات، والعطاس والبيض وجنوب السودان، لكن ذلك لا يعطيني الحق بمصادرة شهادة انسانيتهم.
وقد لا اتفق مع ياسر الحبيب في رأيه بالسيدة عائشة، وتدخله بحياتها الخاصة، لكني لا ارى اية علاقة بينها وبين جواز سفره، وجنسية بلاده، فاذا كان هو قد تطاول على تلك السيدة، فأنا ارى ان الحكومة الكويتية قد اهانت ام المؤمنين اكثر عندما ادعت بان قرارها جاء من اجل حماية زوجات الرسول، الذي وقف عاجزا عن الدفاع عن عرضه وشرفه، بكل ما يملكه من جاه عند الله، امام الشيخ ياسر الحبيب!