| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

حسين القطبي

 

 

الأثنين 1/11/ 2010

 

مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟

حسين القطبي

اتركوا اربيل وتعالوا الى الرياض، هذا ما اشار اليه العاهل السعودي بصورة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت القوى السياسية العراقية على وشك حلحلة الازمة، ولاحت في الافق بوادر تشكيل الحكومة العراقية اثر ما تسرب من اخبار حول امكانية بعض القوى تقديم تنازلات جديدة، جاءت المبادرة السعودية بتوقيت اثار الاستغراب في بغداد، والبلبلة في اربيل.

ولو اردت ان افسر هذه المبادرة الملكية بحسن نية، فأنها في احسن وجوهها قد جاءت في الزمان الخطأ، فأما ان تكون متأخرة جدا، وهذا اكيد او مبكرة جدا، وفي كلتا الحالتين فأن المبادرة التي لا تفهم ضرفها الزماني، ليست ناضجة، ولا يمكن ان تكون ذات جدوى.

قد تكون متأخرة، فازمة الحكومة بدأت في اذار- مارس الماضي اي قبل ثمانية اشهر، ولم يفكر جلالة الملك عبد الله بايجاد حل طوال هذه الشهور، في الوقت الذي كانت بالفعل ثمة حاجة حقيقية لدعوة كهذه.

واما ان تكون مبكرة جدا، ومتعجلة للحد الذي صارت تشكل عائقا امام التوصل لحل في اربيل، كون بعض القيادات، خصوصا تلك المعروفة بانتهازيتها، تفضل بالفعل حلحلة الامور في الرياض وليس في كردستان، لان تكتيك الحلول هناك معروف لهم على انه "تنازل عن هذا المنصب مقابل كذا مليون". رغم ان المبادرة السعودية هذه لا تقدم ضمانة اكيدة على ايجاد حل.

ولكني لا ارى الجميع يستقرأون الامور بحسن نية، وسذاجة، مثلي، بل هنالك من يتوجس من المبادرة ويصفها على انها محاولة للالتفاف على احتمالات نجاح اجتماعات اربيل وتشكيل الحكومة، خصوصا وان المفاوضات بين القوى المتنافسة قد حققت تقدما ملحوظا، وابدت قوى رئيسية امكانية تقديم تنازلات لم تكن ممكنة.

بل هنالك من يفسرها بتشكيك اكبر، على انها جزء من التخوف الاقليمي من استقرار الوضع في العراق، فالتداول السلمي للسلطة هو هاجس ومطلب الشعوب في كل بلدان الشرق الاوسط، اذا استثنينا لبنان، وتثبيت مبدأ كهذا في العراق، البلد المؤثر وصاحب الامتدادات القبلية والطائفية المتشعبة خارج حدوده، يقلق الحكومات، وينذر بصحوة سياسية اجتماعية تعم بلدان الشرق الاوسط، وبذا تحركت السعودية بالنيابة عن دول الجوار التي تتوافق اجندتها في الملف العراقي وتتباين مصالحها فيه من اجل افشال التوافق المحتمل، والدليل انها قد حظيت بتأييد اقليمي رسمي حتى قبل ان تعلن القوى العراقية المعنية رأيها الصريح.

ما نتج عن اطلاق مبادرة جلالة الملك هو العودة شهورا للوراء، وتعقيد اكثر للامور، وكأن اطراف الخيوط قد تاهت من جديد. واول المؤشرات جاءت من القائمة العراقية اذ تراجعت عن موافقتها على الورقة الكردستانية واعلنت رفضها لثمانية نقاط منها بعد ابداء الموافقة.

وقد يعود السيد اياد علاوي عن تنازله لصالح عادل عبد المهدي، لمنصب رئاسة الوزارة، وقد ينفرط عقد المالكي مع الصدريين، ونعود الى اجواء نيسان الماضي.

فهل مبادرة العاهل السعودي بريئة، بمعنى عدم نضج في الرؤيا والتوقيت غير المتزن فقط، ام انها تخفي اجندة اقليمية غير حميدة؟ هذا ما ستوضحه الايام القادمة، بعد انتهاء موسم الحج، ولكنها في كلتا الحالتين نججت في توجيه ضربة لمبادرة البارزاني، وقلصت احتمالات نجاحها، وحجمت فرصة التوصل لحلول في اربيل.

 

free web counter