| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسين القطبي

 

 

 

السبت 18/12/ 2010

 

الاكراد والحسين (ع)

حسين القطبي

عجبت لرجل كان يبكي في مأتم الحسين حتى انتفختا عيناه، ثم خلع قميصه مع بدء اللطم فضرب على صدره حتى احمر، وبعد نهاية المأتم مباشرة، وبينما كنا نتناول القيمة، كان صوته اعلى من الجميع في تحليله السياسي ليشجب حق تقرير المصير للاكراد.

الدرس الاول الذي يتعلمه المتابع لواقعة كربلاء، من الامام الحسين هو ثباته على الحق، وتضحيته في سبيله، وبشجاعة نادرة، حتى صار مثلا، وقدوة للكثير من الاحرار في العالم.

والمتابع لقضية حق تقرير المصير للشعب الكردي، يشهد ذلك الاصرار من هذا الشعب في سبيل حقه، منذ ايام الكفاح ضد السلاطين العثمانيين، تحت قيادة رجال دين مثل الشيخ سعيد بيران، والشيخ عبيد الله النهري، الى الحرب ضد المستعمر البريطاني، بقيادة الشيخ محمود الحفيد، ثم الحرب ضد الحكومات العراقية التي لم تنصف هذا الشعب ايضا، بقيادة الشيخ احمد البارزاني، وثم الملا مصطفى، وحتى هذا اليوم، في سبيل الاقرار بحقوقه، فقدم التضحيات من دماء ابنائه، وبشجاعة نادرة ايضا.

واكراد العراق بدأوا حربهم ضد المستعمر البريطاني في العام 1919، بقيادة رجل الدين الشيخ محمود، الذي اعلن دولة كردستان – عاصمتها السليمانية – في 18 نوفمبر 1922، رغم تعرضهم للقصف الكيمياوي من قبل سلاح الجو البريطاني اواسط مايس من ذلك العام، راح حينها اكثر من سبعة الاف ضحية.

وقد كان علي كيمياوي ذلك الزمان هو قائد السرب الضابط ارثر هاريس، الذي ينتصب تمثاله الان في شارع فليت ستريت وسط لندن، والذي اعترف بانه كان يبيد قرية كاملة في غضون 45 دقيقة فقط.

استمر القصف، واستمرت التضحيات، فقاد الشيخ احمد البارزاني القتال ضد الحكومة الملكية التي كانت محضية البريطانيين انذاك، وقدم هذا الشعب المزيد من التضحيات.

ثم جاء عهد الجمهوريات والبعث، فكان القتال يدور في القرى والجبال بين الفتيان الشجعان من هذا الشعب ضد اعتى الديكتاتوريات، واكثر الجيوش وحشية ونزقا واستهتارا بقيم الانسانية.

وفي هذه الفترة بالذات تم تهجير الالاف من العوائل الكردية من المدن والقرى التي فيها ابار النفط مثل كركوك، خانقين وسهل نينوى، وحلت محلهم عوائل عربية استقدمت على عجل، وتحت اغراءات المال والمناصب لتغتصب دورهم واراضيهم.

ومطالبة الكرد بمدنهم المنهوبة ومزارعهم المغتصبة يعد اليوم في عرف هؤلاء السياسيين الذين لم يستوعبوا درس كربلاء، بمثابة الخروج على امير المؤمنين، كما كان يوصف الامام الحسين في حينها.

وكما رفض الحسين (ع) مبايعة يزيد - امير المؤمنين - في واقعة كربلاء، وفضل الحرب بدمه، ودماء اطفاله، لينتصر على السيف، في 10 محرم 61هـ، قدم هذا الشعب خيرة شبابه قرابينا للدفاع عن قراهم وعرضهم ووجودهم وحقهم.

واندحر يزيد، بجيوشه وامواله التي رشى بها الكوفة، وظل اسم الحسين، وغادر المتجبرون من امثال هاريس الكيمياوي، وياسين الهاشمي وصدام حسين، وظل الشعب الكردي الى اليوم، يتقدم بخطى اكثر ثباتا في سبيل الحصول على حقه المشروع.

وسوف يذهب طغاة اليوم، الذين يسيرون على خطى يزيد، ويبقى هذا الشعب الذي يقتدي بالحسين (ع).

فعجبي من ذلك اللطام، الذي لم يستوعب درس كربلاء، والذي لم يتعلم من الواقعة سوى اللطم، والتمتع بمذاق القيمة النجفية، ان يقف مع يزيد العصر ويستنكر حق المظلوم في دفاعه عن وجوده.

ولو خرج الامام الحسين اليوم ثانية، لوقف هذا الشخص الى جانب يزيد، الذي يقدم الرشاوي، باسم مجالس الاسناد، والوظائف، وحارب ضد الامام الثائر، لان ليس لديه ما يقدمه سوى الدم.

ولا يترك المغريات والمناصب، ويقف الى جانب الحق، سواء كان للكرد، او لغيرهم الا الانسان الذي له ضمير، تماما كالقلة القليلة التي وقفت مع الامام الحسين (ع) في ذلك اليوم.

 

free web counter