| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسين القطبي

 

 

 

                                                                   الثلاثاء  12 / 8 / 2014

 

كش مالكي

حسين القطبي 

بعد ثمان سنوات مروعة، انحدر بها العراق الى اسوأ فترة يعيشها في تاريخه منذ تأسيس هذا البلد عام 1921 الى اليوم، تم توجيه نقلة "كش مالكي" من قبل التحالف الوطني الشيعي على رقعة البرلمان.

وقد شهد عهد السيد المالكي بدورتيه الانتخابيتين منذ 2006 هدر اكبر ميزانية في تاريخه (ما يربو على الترليون دولار) دون توفير ابسط مستوى من الخدمات او حفظ الامن الداخلي او سلامة اراضي البلاد، رغم ان المناصب السيادية والعسكرية التي جمعها بحوزته، والميزانيات الانفجارية التي تحت تصرفه، كانت كفيلة ببناء بلد قوي متماسك لا تستطيع عصابات مسلحة اجتياز حدودة كما فعلت منظمة داعش.

وشهدت فترته انحدار مستوى الانضباط الاداري وتفشي الفساد الى مستوى قياسي جعل العراق واحدا من اسوأ عشر دول في العالم، منها ضياع اكثر من اربعين مليار دولار من الميزانية لا تعرف الدولة العراقية اين صار مصيرها.

وشهدت فترته انقسامات اجتماعية جديدة مثل الاستعداء الطائفي-القومي بين رجال السياسة الشيعة والكرد ادى الى شل الدولة العراقية وتأخير مشاريع التنمية والقرارات الهامة مثل المصادقة على الميزانية وسن قانون النفط والغاز.

وفوق ذلك شهدت فترة السيد المالكي اكبر انهيار عسكري في تاريخ البلاد تمثل في سقوط مناطق من 6 محافظات عراقية بيد تشكيلات ارهابية متطرفة، ولعل ابرز هذه المناطق هي المدينة الثانية في العراق، الموصل، والتي ما تزال بحوزة الارهابيين الى الان.

ورغم كل هذه الاحداث الساخنة التي ميزت فترة حكمه الطويل لم ينصت السيد المالكي للاصوات المنادية بتدارس طرق علمية لحل مشاكل البلد، سواء تلك التي صدرت من داخل العراق، مثل القوى الوطنية، و مشروع السيد عمار الحكيم لحل ازمة الانبار سلميا، ولنداءات المرجعية. او تلك الخارجية التي كانت تدعوا العراق الى اتخاذ اجراءات اكثر انفتاحا على مكونات المجتمع العراقي مثل دعوات السياسيين الامريكان وبعض بلدان الجوار.

ورغم تردي الاوضاع الداخلية للحد الذي لم يشهده العراق بتاريخه، فلم يؤثر السيد المالكي التنحي وترك كرسي السلطة، وظل الى اخر دقائق المفاوضات يحاصر مقر رئاسة الجمهورية والبرلمان بقوات عسكرية من اجل تحذيرهم من مغبة انتخاب شخصية اخرى للمنصب.

واليوم اذ يجبر على ترك المنطقة الخضراء، فانه يدع خلف ظهرة تركة ثقيلة على عاتق خلفه السيد حيدر العبادي، الذي سيستلم دولة ممزقة يضربها الارهاب في الشمال، والفقر في الجنوب وينام ابناء العاصمة الى جانب اسلحتهم مفتحي العيون خوفا من العصابات التي تحاصر المدينة من اجل استباحتها.

واذ يتمنى العراقيون من الرئيس الجديد نجاحه في معالجة هذه التركة بروية من اجل انقاذ البلاد من الانهيار، فانهم يعون بصورة جيدة مدى صعوبة هذه المهمة، ان لم تكن مستحيلة.

ولذلك وان جاءت نقلة التحالف الشيعي "كش مالكي" متأخرة باشهر فانها تظل افضل من بقاء ذلك الملك، الذي اوصل العراق الى هذه الحال، لان الخط البياني كان يشير بما لا يقبل الشك الى انهيار رقعة العراق كليا.



 

free web counter