| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسين القطبي

 

 

 

                                                                                   الأحد 12/8/ 2012

 

حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟؟؟؟

حسين القطبي

اعتاد بعض رجال الدين على الكذب وادعاء "علاقات" و"واسطات" مع الائمة من اجل تمشية امورهم اليومية، عندما كانت ظروف رجال الدين المعيشية سيئة.

ولكن البعض منهم استمرأ المهنة، حتى بعد الوصول الى السلطة، فصار يستخدم الرموز والاسماء نفسها في قضايا سياسية كبرى، ليس للتسول على بوابات المساجد والاضرحة، والمناسبات السنوية، كما كانوا يفعلون سابقا، وانما في صراعهم على السلطة.. في لعبة "المحاصصة" والكومسيونات السرية.

فبمجرد ان تختلف معه، يلجأ الى ائمته المرصوفين على الرف، وقد اعتدنا على هذا السلاح البارد، على الاقل منذ سقوط النظام الديكتاتوري السابق في العام 2003م.

ولكن ما يقوله السيد جلال الدين الصغير (وقد لا يوافق على كلمة سيد لأنه عامي)، في "محاضرة" جديدة له عن قتال الامام المهدي والاكراد، فان فيه استخدام حصري لاسم الامام المهدي في صراع سياسي محض، يعكس بشكل واضح كيفية استغلال الدين في هذه الصراعات، ورابط هذه المحاضرة السيا-دينية مدرج هنا، وفي نهاية المقالة لمن يحب ان يستزيد بالمعرفة.

http://www.youtube.com/watch?v=A023vCqnuko

فقد تبين (والعهدة على جلال الدين الصغير) ان "الاكراد" هذه الايام يستفزون الامام المنتظر، كثيرا، بسبب مواقفهم السياسية، لذا قرر الامام (عج) الظهور، واول من سيقوم الامام بقتالهم في هذا العالم هم "الاكراد"، والاكراد كلمة استخدمها هنا بالمطلق، فليست هنالك احزاب "مع" واحزاب "ضد"، وليست هنالك حكومة وحركة تغيير، وليس فيهم علمانيون واسلاميون، وسواء كان الكردي عراقي ام سوري، فبمجرد ان تكون كرديا فان الامام المهدي مستفز منك!!؟؟؟

وتبين ان اكثر ما يحفز الامام المهدي على الظهور هذه الايام، بعد هذه الغيبة الالفية الطويلة هم اكراد سوريا! بالتحديد؟ فحسب السيد الصغير، فانهم يقومون بقتال الجيش السوري، هم الذين بدأوا الثورة بعد درعا، ثم نقلوها الى القامشلي (عاصمة اقليم كردستان سوريا)، وما يدور في هذا البلد اليوم هو فتنة كردية خالصة، اسماها بمصطلحه الديني "مرقة"؟؟

هكذا اذاً، فالمهدي المنتظر لم تستفزه سياسات البعث القمعية ضد الكرد هناك، فاكثر من نصف مليون انسان جردوا من الجنسية السورية، بعد ان قامت السلطات بسحبها في العام 1962م، ولا يزالون مقيدين كأجانب الى اليوم، محرومون من شراء المسكن ، من العمل في المعامل والدوائر الحكومية، من الالتحاق في الجيش، من السفر، حتى ابنائهم محرومون من الدراسة، بما يعني ذلك من حصار بالقوت على تلك العوائل الفقيرة.

ولم تستفز الامام المهدي عمليات التهجير القسري من القرى ومصادرة الاراضي الزراعية منهم وتوزيعها على البدو العرب من الرقة. حتى مجزرة ملعب القامشلي في اذار 2004 حين قامت السلطات بفتح النار على المدرجات وقتل المشجعين الاكراد، ولا كل الجرائم والاغتصابات والاعدامات تحت التعذيب التي تجري في السجون، استفزته فقط مزاجية جلال الدين الصغير وقرر الخروج بعد الف عام ونيف!!!!

السيد الصغير، ظهر وخارطة تعرضها امامه شاشة بروجكتر كبيرة، يؤشر عليها بواسطة اصبع الليزر، مثل الذي يستخدمه اساتذة الجامعات، يؤكد، وبالتفاصيل المملة، الطرق التي سيسلكها المهدي المنتظر، والمناطق التي ستحصل فيها الاشتباكات، ونقاط تمركز الجيوش، مشكورا، الا انه لم يوضح للاسف، نوعية الاسلحة التي سيستخدمها الامام (عج) ضد الاكراد، فهل سيلجأ للكيمياوي على غرار علي حسن المجيد، ام سيكتفي بالسيف الذي يتمرن عليه منذ الف عام؟ ام سيعقد صفقات اف 16 جديدة؟

ابرز ما استنتجته من المحاضرة، ان السيد الصغير يوحي ضمنا بان الامام المهدي المنتظر يعمل اشبه بأجير لديه، مرتزق، أشبه بالمارد الذي يخبئه في القمقم، فيوجهه الصغير متى يشاء لقتال خصومه السياسيين، وبما ان الكرد اليوم في فوهة المدفع الشيعي، فانه يوجهه شمالا، وهنا اعجب كثيرا، فاذا كان الصغير على هذا القدر من الثقة بالنفس، وبمعلوماته، فلماذا الخوف من الاكراد اذاً، ولماذا يتكلم السيد المحاضر عنهم بنبرة رعب، هل يعتقد ان بامكانهم ان يهزموا جيش الامام المنتظر مثلا؟ كما فعلوا مع الجيوش الاخرى؟

وللحقيقة، فان الاكراد هم اكثر شعوب الارض انتظارا للمهدي "المنتظر"، وذلك من اجل اقامة العدل وتأسيس الدولة المستقلة التي طال انتظارها، مثل بقية شعوب وقبائل الله، واكثر الكرد انتظارا للمهدي المنتظر هم مهجري كركوك الذين مازالوا بانتظار تطبيق المادة 140، للعودة الى مدنهم وقراهم، كذلك الكرد الفيلية الذين مازالوا بانتظاره كي يبت في قضايا املاكهم التي تحولت الى "نزاعات عقارات"، ويعيد لهم وثائقهم المصادرة، والاكثر من هؤلاء هم اكراد سوريا، فهم ينتظرونه بفارغ الصبر ليعيد لهم الجنسية السورية، كي يستطيعوا العيش مثل البقية.

ولكنهم (الاكراد) يكتشفون الان، محبطين، وشكرا لمحاضرة السيد جلال الدين الصغير، بان هذا الصديق، والوحيد، الذي عاش في مخيلة الاكراد، والذي اعتمدوا عليه طوال حياتهم، قد قرر الوقوف مع صف الاعداء حال ظهوره!

وليس غريبا، حسب ما تبين، ان ينزل الامام، حسب ما قال، غضبه على كرد كركوك، لانهم سمحوا بزيارة داود اوغلو، وعلى الكرد الفيلية الذين لم يتملقوا لرجال الدين من امثال الصغير، بل وحتى على شركة اكسون موبيل، وسيلغي عقودها لانها ساعدت الكرد على بيع نفطهم، وحرمت جلال الدين الصغير واصحابه من نعمة الكومسيونات السرية.

فعلا، حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟

رابط المحاضرة:
http://www.youtube.com/watch?v=A023vCqnuko

 

 

free web counter