| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هرمز كوهاري

hhkacka@yahoo.com

 

 

 

 

الأربعاء 8 /11/ 2006

 

 

ليت صداما يكون آخر دكتاتور ا..!

 

هرمز كوهاري

في التاسع من نيسان 2003 ، إنتهى صدام الدكتاتور سياسيا ، وإنتهى حزب البعث، وعند إعتقال صدام في الحفرة القذرة إنتهى نشاطه كرئيس عصابة أزلام البعث ، وفي الخامس من تشرين الثاني تحول قانونا وأصبح المجرم صدام حسين عرفا وقانونا ووضع على طريق المقبرة القذرة وأقذر من حفرته التي فيها إمتلأ راسه قملا وقذارة ، ومن الخامس الجاري بدأ العد التنازلي الى حبل المشنقة منتظرا نهايته التعيسة في زنزانته الانفرادية ومنها الى مزبلة التاريخ .

إن أهم شيئ أو درس لنهاية هذا الدكتاتور المستهتر ، هو أن يدرك كل مسؤول أو حاكم بعد الآن ، بل ويفكر مرات ومرات قبل تسلقه الى عرش الدكتاتورية وإن إزدحمت الشوارع بالمنافقين والمصفقين له، وإن غطت الجدران صوره ومزاياه وأهليته للقيادة دون غيره التي يمتاز بها ! وإن كانت الشعارات المرفوعة على الايدي بإعتباره قائد الضرورة لهذه الامة ! في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الامة العربية والاسلامية !!

إن المنافقين والمهرجين والمنتفعين والمرتشين من الداخل والخارج ، يساهمون مساهمة فعالة في إيصال الدكتاتور الى المنصة مستفيدون من فتاته المنهوبة من الشعب ونفطه المستخرج من أرض البلاد ودولاراته المستقتعة من قوت الشعب .

إذا إعتبر صدام بطل قومي وقائد الضرورة لإنقاذ الامة العربية وتحرير فلسطين والقدس بنظر أتباعه نفاقا وليس قناعة ، بجيش جرار يقوده أمثال عزة الدوري !! ، نرجو أن لا يحل محله بطل ديني وقائد الضرورة لإنقاذ الامة الاسلامية ،والاخلاق الاسلامية ، برفع شعارا " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " أو لأنه نجل فلان وفلان أو لأنه من آل البيت المعصومين وعليه يكون معصوما بالتبعية !، مهما قتل وأستهان بالناس ، أو أنه من أحفاد ثورة العشرين ، أو من أحفاد عدنان وقحطان والقعقاع !!، أو من العشيرة الفلانية أو المنطقة الفلانية والطائفة الفلانية ، وحتى إذا كان له أفضالا على الشعب العراقي لا يحق له أن يكون دكتاتوريا .

كل العراقيين يعرفون وحتى غير العراقيين أن العشرات بل ربما المئات ،لايقلون عن صدام في نواياهم وأطماعهم و قسوة قلوبهم هذا إذا لم نقل هم أكثر منه قسوة وعنفا ، فناظم كزار قيل أنه كان أبشع من سيده ، وكثير من أزلامه كانوا يتبارون بالقسوة وتقديمها بأفلام فيديو هدية لسيدهم ليحصلوا على " بركته " أو ترفيعهم الى درجة حزبية أعلى أو لنقل الى درجة أكثر إجراما .
هؤلاء الغوغائييون الذين يرفعون الصور في المسيرات والانتخابات والتجمعات وكأن الشعب العراقي فرح بسقوط صدام ودكتاتوريته ليشاهد الصور! وإنه يفتقد تلك الصور لا الامن والخدمات !!، بل المفروض أن يرفعوا شعارات لمطاليب الشعب الانية الملحة ،" كالامن و "مكافحة الفساد الاداري والمالي " و " توفير الخدمات الضرورية والسكن اللائق "، شعارات ، العمل للعاطلين والارض للفلاحين والسكن للمهاجرين ...الخ كما ألفناها في مظاهرات ومسيرات منذ الاربعينات حتى إغتصاب البعث الحكم في غفلة من التاريخ ، فتحولت الى مسيرات التبجيل والتكبير ، وبرسالتهم الخالدة !! وبقائد الضرورة وبطل السلم والحرب و"صدام إسمك هز أمريكا" !! حتى قال أحد الشعراء الصعاليك :

سيدي ، لولاك لما نزل المطرُ
سيدي ، لولاك لما إخضر الشجرُ
سيدي ، لولاك لما خُلق البشرُ !!

إن تعظيم شخصا ما ، وإعتباره القادر على إنقاذ الشعب والوطن ، ليس إلا مدخلا وطريقا لخلق دكتاتورا ، حيث يعتبر ذلك تزكية له ولأهليته دون غيره لقيادة والامة !! ، إن الشعوب العربية والاسلامية متهمة بأنها لا تعيش بدون رئيس قوي متسلط قاسي لضبط الوضع والأخلاق !!

والآن آن للشعب العراقي أن يكون نموجا لبقية شعوب المنطقة ، ويثبت للعالم ، أنه ينتخب ممثليه من المخلصين للشعب والوطن ، لا ينتخب على الاسماء ولا على أساس الاصل والفصل ، ولا على أساس العاطفة والاهواء ، ولا لكون أكثرهم مظلوما في زمن الظلم ، بل يكون الانتخاب وفق الوعي السياسي ومن له قدرة وإخلاصا لتحقيق آمال وأماتي الشعب كل الشعب .

وأن يساند السلطة في كل عمل نافع ومفيد تقوم به ويساعدها في تنفيذه ، وأن ينتقد كل عمل لا يخدم الشعب بل يخدم فردا أو فئة على حساب المجموع تقوم به الحكومة نقدا بناءا ، لا نقدا لإجل النقد والاحراج ، ويقدم البدائل التي يراها صحيحة ومجدية .

في الدول الديمقراطية ، ليست الحكومة فقط مسؤولة عن تنفيذ القوانين بل كل فرد من الشعب مسؤولا مسؤولية مباشرة ، لنأخذ مثلا نظام السير في الدول المتطورة ، لا نرى شرطيا واحدا في الشارع ينظم السير ، بل ليس لهم ملاك لشرطة مرور ، ومع هذا لا نرى مخالفة واحدة ، ولا نسمع صوت منبها واحدا !!وإذا خالف أحدهم وعبر الضوء الاحمر وإن كان الشارع خاليا يبلغ عنه أي فرد يراه !! في الوقت الذي تسخّر الدول العربية عشرات الالاف من الايدي العاملة ليقفوا في الشوارع ، و ليقولوا للسواق فقط : قف أوسر !!!

تعودت الشعوب العربية والاسلامية ، أن تبجل وتهلهل لكل مسؤول قام بعمل صحيح في الوقت الذي أن هذا العمل أو الانجاز هو من صلب عمله وإنه مكلّف أصلا للقيام بالعمل الصحيح ، فما داع للتبجيل والتهليل والتكبير! إن هذا التبجيل يعتبره تزكية له بكونه هو المؤهل الوحيد لقيادة الامة ، كما مر أعلاه ، وبالتالي يضرب المعارضين ، ويعتبر النقد معارضة لتزكيته ، ثم يعتبر المعارضة موآمرة !! فيلجأ الى إستعمال القوة والقسوة الى أن يتحول الى دكتاتور شاء أم أبى .

ولا أقصد أن كل دكتاتور ، يصبح دكتاتورا بهذه الطريقة ، بل كثيرا منهم مثل صدام و هتلر وموسليني وغيرهم تظهر عليهم تصرفات وصفات القسوة والعنف منذ الصغر كحب التسلط والتحكم والعدوان ، وقد يمارسون قسوتهم ضد الحيوان الاليف وهم أطفال .فهؤلاء مثل هتلر وموسيلني وشاوشيسكو وعيدي أمين وبوكاسا وصدام ، لا يفيد معهم إلا الاستئصال ، كما إستؤصل هتلر وموسليني وأخيرا صدام .

وليت يكون إستئصال صدام ، إستئصالا للدكتاتورية عندنا في العراق على الاقل .