| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هرمز كوهاري

hhkacka@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 3/6/ 2009



مهزلة في " حوار العرب "...
المتهمون يستجوبون العراق الضحية !!

هرمز كوهـــــــاري

أجرت القناة " العربية " يوم 29/ 5 / 2009 حواراً ومناقشة بين كل من د. عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية العراقية ممثلا عن العراق ، وبين عمرو موسى الأمين العام لجامعة حكام العرب والسيد وزير خارجية دولة بحرين المجهرية ممثلين عن العرب حسب إسم الحوار المشار اليه أعلاه ، وحضره جمع غفير من صحفيين ومنهم كتاب مهتمين بالقضايا السياسية من غير العراقيين وأشركهم المحاور بالإستفتاءات وتقديم بعض المداخلات كمستجوبين لممثل العراق !!,

ومما يؤسف له موقف د. عادل عبد المهدي لا على إجاباته الرزينة كعادته بل عند قبوله بعراق مُتَهم بشخصه يستجوبونه الجيران من العربان المتهمين أصلا بالإساءة الى العراق وشعب العراق منذ عقود ممثلين ب - عمرو موسى ووزير خارجية قطر. وكان الدكتور عبد المهدي يحاول دفع التهم عن العراق !! بإعتباره ممثلا عنه كنائب رئيس الجمهورية العراقية .

إن قبول عبد المهدي وغيره من المسؤولين العراقيين بمثل هذه المواقف يعتبر إعترافا منهم بأن العراق هو فعلا المقصّر! وهو المتهم بالإعتداء على جيرانه العربان لخروجه من حضيرة الدول الدكتاتورية والجمهوريات الوراثية والمملكات غير الدستورية ودول يرأسها حكام مطلوبين للعدالة الدولية والعائشين على الصدقات أو على مصائب غيرهم ، وكأن العراقيون جاوزوا الحدود !! الحدود التي يريدونها له العربان !! وكأن العراق كتب عليه أن يكون مشروع إستشهاد للقضية " المركزية " لتخليه عن حماية البوابة الشرقية أي حماية حكام الخليج .

ويبدو أن د. عبد المهدي ككثير من المسؤولين العراقيين كوزير الخارجية السيد هوشيار زيباري الذي سُجلت الخارجية يإسمه بالطابو السياسي، والذي يحاول دائما أن يعطي تبريرات عن تدخلات الجيران من باب المجاملات! أو ينتقدها بخجل واضح ومهين مصحوبة بإبتسامات خوفا على زعل الجيران وتخفيفا على ذلك الإنتقاد إذا فهم خلاف المطلوب !، وكأن كل دبلوماسي يجب أن يجامل حتى المسيئين لبلاده للتقليل من إساءاتهم !!!

ويبدو كذلك أن قسما من مسؤولينا لا زالوا يؤمنون بحسن نية الجيران من العربان وغيرهم كأن تصرفات العربان ، كلها كانت سهوا وغير مقصودة وبحسن نية وخشية على الشعب العراقي من تورطه في النظام الديمقراطي !! وتورطه في آفة التطور والتبطر !! والتقدم ، فيريدونه أن يخسر هذه الدنيا ولكنه سيربح الآخرة ! بالصبر ، فالله مع الصابرين !!!و بتحمل المصائب لا يهم من أين تأتي ويعيش عيشة الكفاف ويجدد مسؤولونا مبدأ "عفا الله عما سلف" كل ذلك على حساب دماء مئات الألآف من الشهداء العراقيين ودموع ذويهم وشقاء جميع العراقيين .

إن د. عبد المهدي وأمثاله إما حَسني النية و الظن أو نوع من الدبلوماسية أو يبدون هكذا تجاه الجيران كأنهم يحاولون كسب عطف وحنان أولئك الجيران الذين ليس لهم لا العطف ولا الحنان إلا على أرض وثروات العراق والذين يقفون وراء الإرهابيين والقتلة والتكفيرين والوقائع تثبت ذلك منذ سنوات فملالي الوهابيين يصدرون الفتاوى بتكفير العراقيين وقتلهم تقربا لله ومرشدهم "..عبد الوهاب " دون أن يحرك مسؤولينا ساكنا . ومنذ سقوط صدام تبث قناة الجزيرة سمومها على العراقيين وبقية الدول العربية دون إحتجاج أو عتاب لمسؤولي قطر، بل نرى مسؤولينا يزيدون من محاباتهم لكسب صداقتهم بطلب السماح لهم لزيارة السعودية ، تلك المملكة الظلامية التي تنفذ مشروع قطع رؤوس السجناء العراقيين دون محاكمات عدا الجرائم الأخرى التي يقوم بها كثير من رعاياهم داخل العراق

وكنت أريد و كثيرون مثلي كانوا يريدون من د. عبد المهدي أن يقلب الطاولة على رؤوس كل من أساء وأضر بالعراق وشعب العراق و الذين ساهموا في تخريبه وقتل شعبه والذين جعلوا بلادهم مأوىً وثكنات تدريب وممرا لإعداء العراق من عصابات البعث والإنتحاريين والتفجيريين والتكفيريين والمحرضين على القتل والنحر تحت سمع وبصر أولئك الحكام " الأشقاء " والذين سمحوا بجعل جوامعهم مكانا يزعق فيها أمثال الكلبان و قناة " الخنزيرة " ، كأنهم لم يشبعوا مما سببوا في مؤآمراتهم القذرة منذ مؤآمرة الشواف الى اليوم  .

ووقف د. عبد المهدي كأنه متهم في قفص الإتهام يرد على إستجوابهم لماذا ؟؟؟ هل العراق مقاطعة تابعة لمصر أو لمشيخات الخليج أو بقية العربان ليأتوا ويقيّموا أعماله ويعطوه شهادة حسن سلوك العروبة . العروبة التي يمثلونها عن طريق السطو على كراسي الحكم بشتى الطرق عدا الطرق الديمقراطية وإن كانت الديمقراطية المحاصصية ، بل ديمقراطيات الإنقلابات أو الوراثيات أو الخلافيات للبقاء في الكرسي مدى الحياة ، بل بودهم أن يأخذوا كراسيهم معهم الى الآخرة !! وفات أحبائهم والمنافقين لهم أن يدفنوا معهم تلك الكراسي كما كان يفعل الحكام والملوك القدامى !.

وهم يخشون على " عروبة " العراق إما لتورطه مع الأمريكان ! أو يخشون عليه أو يغارون منه عندما يرون أن إهتمام الأمريكان بهذه الدول بدأ يقل لحساب العراق وأحيانا أخرى خوفهم على تورط العراقيين مع الأمريكان مثل ما تورطوا هم ففقدوا توازنهم من تراكم تلال من الدولارات .

وكأن فقدان العراق لعروبته كفقدانه لدجلة والفرات ! وفقدانه للعروبة بنظرهم هو عدم حضوره المتواصل في مقهى أو تكية عمرو موسى للإستماع بوقار وخشوع الى نصائحه ويريدون لنصائحهم أن يحفظها العراقيون عن ظهر القلب : " العروبة ، الأمة العربية المجيدة ، القضية المركزية ..الأصالة العربية .. الشهامة العربية .الرسالة الخالدة " ككلمة سر للدخول الى النادي العربي .

ولكن للعراقيين كل الحق أن يقولوا لأولئك العربان :

إن هوية العراق ليست عربية ولا كردية ولا إسلامية ، إن هوية العراق هي عراقية . وأكثرية العراق ليسوا عرب أو شيعة بل أكثرية العراق هم العراقيون .

وليس هناك دولة تفقد كيانها وإستقلالها بسبب هويتها القومية أو الدينية أو الطائفية بل لكل دولة هويتها الخاصة بها ، ونسوا أو تناسوا أن العراق كان عضوا في عصبة الأمم قبل أن تؤسس جامعة حكام العرب وعندما كانت دول الخليج مشيخات محمية من الإنكليز ثم إنتقلت الحماية الى الأمريكان  .

ففي شمال أوروبا أربع دول إسكندنافية ولكن ليس هناك دولة من تلك الدول تعطي لنفسها الحق بالتدخل بشؤون شقيقاتها ولا أي شقيقة تسمح لأية شقيقة أن تتدخل في شؤونها أو تقيّم عملها وتحاسبها أو تعاتبها إلا إذا كان تصرف إحدى الشقيقات يمس مصالح شقيقة أخرى كالتلوث عابر للحدود مثلا .

كنت أتمنى وأعتقد أكثر العراقيين يشاركونني التمني ، لدكتورنا عبد المهدي أن يقلب الموقف ويحولهم الى مدانيين ومذنبين وهم أصلا كذلك ،ويستجوبهم كمتهمين ، ويمتلك عبد المهدي أدلة على ذلك لا حصر لها ، ولدى العراق والأمريكان ، عددا غير قليل من رعاياهم منهم قتلوا كإرهابيين و منهم لا زالوا في سجون عراقية وأمريكية هل يوجد أكثر من هذه الأدلة علما بأن أولئك القتلة المسجونين إعترفوا جميعا بذلك .

ثم لماذا يتجه أولئك الى العراق ، وهل العراق أكثر البلدان يتعاون مع عدو العرب والمسلمين الذي يعتبرونه العدو التقليدي وهم يعيشون على هذا الإدعاء ، وهل العراق يتلقى معونات وصدقات من أمريكا مثل غيره ؟ ، وهل للعراق قسما من أرضه مستقطع وضمن أراضي ذلك العدو التقليدي ؟

ولماذا لم يسأل الدكتور متى تخرج السفارة الإسرائيلية من بعض الدول ومتى تخرج أكبر قاعدة أمريكية خارج أمريكا من قطر ومتى ترفع الحماية الأمريكية من الخليج هل يتم ذلك قبل خروج آخر جندي أمريكي من العراق ؟؟ ومتى تسمح سوريا بتوجه عصابات القتل الى الجولان وليس الى العراق والى متى يعيشون على النفاق الرخيص المكشوف والمفضوح ؟

أم أن هذه الدول العربية تتدخل بصورة واضحة وثابتة كوسيلة رخيصة ومفضوحة لإبتزاز العراق ولإعادة مكاسبهم ككوبونات صدام من النفط أو الأسعار المخفضة مع دعم ميزانياتهم إستقطاعا من أفواه أطفال العراقيين وفقرائهم " أم إنها إنتقاما لفارس الأمة وسيف العروبة ومحرر القدس وحامي البوابة الشرقية صدام حسين وكثير من أسواق الأردن تحمل أسماء صدام ونجليه دون خجل !!، أم أنهم يريدون من العراق أن يبق مشروع إستشهاد لحماية حكام الأمة عند الجاجة وضد الذي يختارونه ؟؟.

ماذا لو إستقبل العراق أحد مسؤولي دولة إسرائيل أو إلتقى مسؤول عراقي كرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء في العراق أو خارج العراق بأحد قادة إسرائيل ؟؟!! كما يفعل كثيرون من زعمائهم علانية وبكل فخر ومنهم من يلتقي سرا .

وحسنا فعل د. عبد المهدي أخيرا عندما قال: " هذا هو العراق ..كما هو وكما يريده الشعب العراقي وليس كما يريده الغير ....الخ " هذا عندما شعر وأحس بتماديهم في إتهام العراق بالتقصير .

كما حسناً فعل د. إياد علاوي عندما قال البارحة 2/6 من على شاشة الفيحاء :" أنه على وزير خارجية العراق أن يكون صريحا مع كل جيران العراق المسيئين ويواجههم بالوقائع والإثباتات ، وعليه أن يتخذ خطوات عملية وقانونية لدى الجهات الدولية مثل مجلس الأمن والقضاء الدولي وحتى طلب تعويضات عما سببوه للعراق من الخسائر البشرية والمادية لا تعد ولا تحصى ...." ، لا أن يوزع الإبتسامات الباهتة ويستجدي الصداقات ، بل عطف وحنان أولئك المسيئين .

فمتى نرى من مسؤولينا قليلا من الجرأة ولو بالكلام ورفع الأصبع والصراخ في وجوههم ليقولوا لأولئك : كفى تدخلا وإساءة للعراق وشعب العراق ، كفى الإبتزاز بهذه الوسائل والأساليب الرخيصة المفضوحة منها مدفوعة الأجر !! بدل أن يصطنعوا المجاملات والإبتسام الباهتة وإستجداء الصداقات التي تشجع أولئك التمادي في إساءاتهم

 

free web counter