| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هرمز كوهاري

hhkacka@yahoo.com

 

 

 

 

الثلاثاء 24/10/ 2006

 

 

الباب الذي سرق الدار ..!



هرمز كوهاري

يقال أن واليا عادلا وصارما عين في بغداد ، شكوه أهالي بغداد من كثرة اللصوص والسرقات ، وحيث أن السرقات ليست إلا تحديا للسلطة وللسلطان ، قرر أن يتحدى هو أولئك اللصوص ، فأمر أهالي بغداد أن يفتحوا أبواب دورهم ويناموا مطمئنين ، وأي سرقة هو ملزم أن يعوضها لهم !!

أدرك اللصوص ، أن هذا الوالي من الشدة بحيث يتحداهم ، إنتظروا عدة ليال لإنجلاء الموقف ، ثم خرجوا لإستطلاع الوضع و تقدير الموقف ! فلم يلاحظوا حراسا لا بملابس رسمية ولا مراقبين بملابس مدنية ، فقرروا في الليلة التالية أن يباشروا بالسرقات ، فلا يعقل أن يكون للوالي عيونا سحرية ولا هو " فتال الفال" .

في اليوم التالي دخلوا أحد البيوت وسرقوه وخرجوا دون أن يعترضهم أحد ! صباح اليوم التالي ذهب صاحب الدار المسروقة الى الوالي وأخبره عن سرقة بيته ، دون أن يشك بأحد يعرفه ، فأعطاه الوالي قيمة المسروقات وإنصرف .

قال الوالي ، إذا لم يعرف صاحب الدار السارق ، إذن لابد أن يكون السارق باب الدار ! علينا إستجوابه ومحاكمته! أمر الوالي بخلع الباب وجلبه للمحاكمة ، وأمر المنادي أن يدعو الاهالي الى ساحة عامة لمحاكمة الباب السارق !.

تجمع الاهالي في الساحة العامة ، مستغربين مندهشين من التصرف الغريب لهذا الوالي بما فيهم اللصوص لإستخفافهم بعقلية هذا الوالي ولقناعة الوالي بحضور اللصوص إستهانة بهذه التمثيلية الهزلية !! وضع الجندرمة الباب على منصة عالية ، وطلب منهم إستجوابه، فصاحوا به دون فائدة أمرهم الوالي بضربه ربما يعترف !، بدأوا بالضرب ، وبعد كل ضربة أشد من الضربة السابقة يتنصتون اليه ويقولون للوالي :" مولانا لا زال مصرّا معاندا لا يعترف " !! أمر الوالي بضربه حتى يتحطم أو يعترف ، بدأوا بالضرب وقبل أن يتحطم أمرهم بالتوقف والتنصت اليه لأنه بدت منه حركة غريبة ، فتنصتوا اليه وقالوا :" مولانا مولانا إعترف أخيرا !، ويقول: أنه ليس هو السارق بل اللصوص ، وهم موجودون هنا ، و يوجد شيئ غريب على رؤوسهم !!

اللصوص دون شعورهم ، فتصوروا أن هذا سحر قد يكون صحيحا !! انزلوا رؤوسهم قليلا ومدوا يدهم للتأكد فيما إذا يوجد شيئ على رؤوسهم فعلا ، وحالا أمسك بهم الجواسيس المبثوثين بين الاهالي وإقتادوهم الى الوالي وإعترفوا بجريمتهم

خيرهم الوالي بإختيار المكان الذي فيه يريدون إعدامهم بالخازوق !!

منذ ذلك الوقت كان الولاة يعرفون أن الجريمة لا تكافح بالإكثار من الجندرمة في الأزقة والطرقات بل بالخطط الذكية وبكثرة المخبرين والعيون الساهرة لحماية الناس من المسيئين وسراق الاموال و الارواح .