| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هرمز كوهاري

hhkacka@yahoo.com

 

 

 

الأحد 21/11/ 2010



السلطات العراقية هــي المــدانة بقتل و إضطهاد المسيحيين

هرمز كوهـــــــاري

قالوا قديما : إذا عثرتم في الطريق إلعنوا الحكومة .

لمن يجهل أو يتجاهل أصل وتاريخ المسيحيين في العراق نقول إن المسيحيين في العراق هم السكان الأصليين فيه منذ بدء التاريخ ، هذا ما يقوله علماء الآثار وما أثبتته الإكتشافات ، وليعلموا أولئك الجهلة أو المتجاهلون أن المسيحيين لم ينزحوا من الصحارى أو من المناطق المجهولة مع المجهولين كما هم بعض مشوهي التاريخ والذين تسلقوا الكراسي والمناصب بجهود غيرهم وبأساليب مخجلة .

هذا هو الواقع والتاريخ ، ومع هذا فكل مواطن عراقي سواء كان أصيلا أو قادما من الصحارى أو الأراضي المجهولة يتساوى في القانون والواجبات وفي العيش الكريم ، هذا إذا كان في العراق دولة مواطنة وقانون كما يدّعون لا دولة تحريم وتحليل وتكفير وتسخير كما يفعلون ! ومسؤولون لا يحترمون انفسهم ولا يلتزمون بإدعاتهم ، حقا إنهم يحتاجون الى الأخلاق قبل كل شيئ .

إن السلطة التي تحترم نفسها أو تفرض إحترامها على المواطنين كما في المجتمعات الدولية المتحضرة ، تضع أمن المواطنين من أولى مسؤولياتها بل هو فرض عين عليها شاءت أم ابت ، وحيث إن المسيحيين في العراق هم مواطنون من الدرجة الأولى وإن شئتم قبل الأولى ، وليسوا لاجئين أو طالبي اللجوء من حكومات العراق . فمن واجب تلك الحكومات أو السلطات أن تحميهم لا منّة منها بل مفروضا عليها فلولا المواطنون لما كانت هناك لا دولة ولا سلطات.

والمسيحيون العراقيون الذين تمتد جذورهم الى بداية التاريخ مرورا بأور و بابل الكلدانيتين ونينوى الآشورية القوية ، أي منذ ذلك التاريخ و حتى اليوم ساهموا ولا يزالوا يساهمون ليس في بناء بلادهم بلاد النهرين فقط بل ووضعوا أسس الحضارة الإنسانية ، فحمورابي الكلداني وضع أول شريعة إنسانية مكتوبة يشهد لها علماء التاريخ والآثار ، و لكن بعد ما يقارب ثلاثة آلاف سنة تحل في أرض أور و بابل ونينوى وبغداد شريعة الغاب ، شريعة القتل على الهوية الدينية والطائفية وقبلها على الهوية القومية والعنصرية !! وليس على الفعل ، نعم دار السلام - بغداد ، تحولت الى دار القتل والإرهاب .
وقلت في قصيدة منشورة منها :

بغداد جاء منك خبر ُ            ذبل فيك الورد والشجرُ
كنت قبلة المسافرين            فتعذر اليك السفر
بغداد مدينة السلام              يعشعش فيك الخطر
إختفت أيام الفرح               إختفى من لياليك السمر
بغداد وأبي نؤاس               أين الوجوه الملاح والبدر
جاءت مواكب العزاء            فلا سمر ولا خمر
ماذ جرى لأهلك                 هل تحّكم الدين المخدّر
بغداد متى نراك مبتسمة        متى "يغسل وجهك القمر"

وقيل أن إسم بغداد مشتق من أسم قرية كلدانية ( بيث كداد ) أي بيت الخيوط ( كدادي ) لأن أهلها كانوا (يغزلون) وينتجون الخيوط .
نزل بها أبو جعفر المنصور ليجد مكانا لمدينته الجديدة فإستحسن موقعها ومناخها وإختارها موقعا لمدينته الجديدة وسماه بإسم تلك القرية وتحورت الى ( بغداد ) .
وسميت مدينة السلام ، واليوم حولها المجرمون والقتلة و" المجهولين " الى مدينة الإرهاب و القتل والسلب والإغتصاب ! بقتل الأبرياء بأساليب بشعة بإسم الإسلام !!..وبحجج عجيبة غريبة متخلفة ترجع الى عصور ما قبل التاريخ ، و قبل شريعة حمورابي , بأساليب وحشية ثم يقولون هذا من فضل ربي ...الحمد الله الذي مكننا من قتل الأبرياء العزل !!!!

وهنا يجب أن نعتذر للحيوانات المفترسة لأنها مضطرة أن تقتل لتعيش وتكتفي بفريسة واحدة ، أما الوحوش البشرية فتقتل للهواية ! أو ليحصلوا على الجنّة المليئة بالحور والغلمان !! أية عقول مريضة هذه ؟؟، أية سماء هذه التي تستقبل المجرمين ؟ وأية جنة وأي إله يرحب بالقتلة المجرمين ويكافئهم على القتل والإرهاب ؟؟ يكافئ قتلة الأبرياء بما فيهم الرجال والنساء و رجال دين كلهم يرفعون الصلوات الى الله !!، قطعا ليس الى إله يأمر بقتل الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء ، بل برفعون الصلاة الى إله يدعو الى المحبة والصداقة والسلام وحمل أغصان الزيتون لا الرشاشات والغدارات ، فهل هناك إله يأمر بقتل من يرفع الصلوات اليه محال ذلك .

القاتل الذي يقتل الأبرياء العزل مع الترصد وسبق الإصرار ، يعتبر مجرما بكل القوانين الدولية البشرية دون إستثناء ، بالدين أو القومية ، إلا قوانين بل تخريفات تلك المدارس التي تغذي أو تفسد أو تسمم أو تحشر النفايات بتلك العقول الفارغة إلا من هوس وخرافة الحور والغلمان ، أولئك المتعطشون الى الرذيلة من الإسلام المتطرف عبر دماء ودموع الأطفال والثكالى ؟؟؟؟ .

وكما يقول علي الوردي : " أن محمد عبد الوهاب ،( مؤسسة الفكر الوهابي) أدخل في عقول أتباعه مبدأ الجهاد المقدس بإعتباره أهم الفروض الدينية ، وبذا وضع إصبعه على النقطة الحساسة في المجتمع البدوي وهي الغزو والغنيمة ......" وهذا ما تفعله مدارس الظلاميين ، المدارس الإسلامية المنتشرة في باكستان ومصر وإيران وفي العراق وغيرها من البلدان أخيرا ، ثم إنتقلت الى إستخدام الفضائيات والكومبيوتر .

إن المسيحيين العراقيين لم يتميزوا بأنهم أبناء بلاد النهرين الأصليين بل يتميزون بمساهمتهم مساهمة فعالة في بناء هذا البلد قبل وبعد أن جاء اليه مهاجرو الصحارى والمناطق المجهولة ، وإستمروا في المساهمة في بناء هذا الوطن بعد تأسيس الدولة العراقية ، بعد التحرر من الإستعباد العثماني ولا زالوا كذلك ، دون جزاء ولا شكور لأنهم يبنون وطنهم الأصيل ولأنهم مواطنون مخلصون كما ذكرنا أعلاه .

لقد لخص الأستاذ الدكتور سيّار الجميل مشكورا بشئ من التفصيل عن دور المسيحيين العراقيين في بناء الدولة العراقية في بحث نشر في عدة مواقع وللرجوع اليه ندرج أدناه روابط ذلك البحث .وكان تحت عنوان:
[المسيحيون العراقيون وقفة تاريخية عند أدوارهم الحضارية والوطنية] .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=26656

أو الرجوع الى موقع الدكتور الجميل ..

جريمة كنيسة سيدة النجاة ومسؤولية السلطات عنها :
1 - إن المجزرة التي وقعت في كنيسة سيدة النجاة في بغداد ، والهجمات التي وقعت على بيوت المسيحيين الأمنة قبل وبعد ذلك ، لا يمكن للسلطات أن تتنصل من مسؤوليتها عنها لأن من مهمة السلطة منع وقوع الجرائم لا إنتظار وقوعها ثم الهرولة لقتل القتلة ، إن هذا الأسلوب لا يخلو من سوء نية ، فبهذه الطريقة تتخلص من عدويها في آن واحد ، المسيحيين والقاعدة أو القتلة " المجهولين " ، وكأنهم يضربون عصفورين بحجر واحد ، وكأن إهمالهم ليس إلا إعطاء الضوء الأخضر للقتلة للقيام بجرائمهم المروعة هذه .

2 - وسبب آخر يدعونا الى تحميل السلطات مسؤولية إضطهاد المسيحيين هو: كون أهدافها ونياتها " أسلمة الشعب العراقي ..." أو "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ،أو " الثورة الإسلامية " !! فماذا يعني هذا إذا كان ما يزيد على 90% من الشعب العراقي هم مسلمون ؟ ماذا يعني غير أسلمة البقية الباقية من غير المسلمين إما بالقتل أو التهجير ، وليست السلطات بهذه الدرجة من الغباء أن تقتل أو تهجر علنا بإسمها ، بل بواسطة مجهوليها أو الإهمال المتعمد ، إن أهدافها تعطي الضوء الأخضر للقتلة و "مجهوليها " لإضطهاد المسيحيين .

3 - إن إهمال حماية المواطنين غير المسلمين ، مع علمها بالتهديدات ضدهم ، وتركها الساحة مكشوفة لمجرمي القاعدة أو غيرهم . ثم تمييع القضية بتشكيل لجان تخلق شكوكا حول تواطؤها في هذه الأعمال لا سيما إذا كان القتلة المجرمون قادمون من إحدى دول الجوار أو بتحريض وتشجيع وتمويل منها !!!ا ، وتتعمد عدم متابعة أصل وفصل المجرمين ومن يقف وراءهم ومن المحرض والممول للسبب أعلاه ...الخ

4 - ترشح أن هناك جرحى في الجريمة المروعة ، تعرفوا على بعض القتلة وهم شباب عراقيون تتلمذوا على أيدي أئمة محرضون على هذه الأعمال ، أولئك الأئمة هم شركاء في الجريمة بل هم المجرمين الأصليين والقتلة هم أدواتهم للقتل ، إن عدم متابعة السلطات منابع الجريمة يدل دلالة واضحة أنها لا تريد إيقاف قتل وإضطهاد المسيحيين مع سبق الإصرار وذلك تنفيذا لبرامجها " أسلمة الشعب العراقي " !!!

- نعم إن تفجير الجوامع والحسينيات وقتل المصلين فيها هي أيضا جرائم بشعة ويستنكرها كل إنسان ويتأسف عليها لأنهم مواطنون أبرياء وقبل هذا وذاك أنهم اناس عزل ليسوا في ساحة المعركة ، ومع هذا يمكن تفسيرها بالصراع الطائفي بين السنة والشيعة أو الأصح بين قادة الطوائف في سبيل الكراسي والمال الحرام والجاه الكاذب ، أما أنا شخصيا افسرها بالجرائم البشعة لأن الضحايا ليسوا طرفا في هذه الصراعات ، وبالأخص المسيحييون فكانوا ولا زالوا بعيدين عن هذه اللعبة الوسخة ، لعبة الصراع الطائفي بين السنة والشيعة التي يؤججها المنتفعون بغية تحقيق أهدافهم القذرة على حساب دماء ودموع الأبرياء .

في المجتمعات المتطورة إذا كثرت الضحايا حتى في الكوارث الطبيعية تُعاتب السلطات وتُتهم بالتقصير لعدم تهيؤها لمنع أو تقليل أضرار الخسائر وخاصة الخسائر البشرية ، كتقوية السدود إذا كان السبب الفيضان أو الإحتفاظ بخزين إحتياطي من الخيم والمواد الغذائية والعلاجات الطبية أو لعدم إتخاذها الخطوات اللازمة بسرعة ، لأنقاذ ما يمكن إنقاذه أو الإسراع بطلب المساعدات الدولية الى غير ذلك ، وكما رأينا في تشيلي كيف تصرفت السلطات التشيلية بمسؤولية عالية وبذلت المستحيل في سبيل إنقاذ عمال المناجم وعند خروجهم عم الفرح كل البلاد وأعتبر عيدا في البلاد ! ولم يتجاوز عددهم ، عدد ضحايا مجزرة كنيسة سيدة النجاة .أو أي إنفجارفي جامع أو 5 % من ضحايا جسر الأئمة حين غرق ألف إنسان بريئ من الزوار وخرج إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء آنذاك ليبشر ويطمئن الناس بأن الزيارة تمت بنجاح بالرغم من الشهداء والحمد لله !!!!، وكتب مقالا في هذا الصدد في حينه .

للتاريخ وليس دفاعا عن البعث أو الصداميين أقول : في التسعينات من القرن الماضي ، فجر الإسلاميون أحد محلات بيع المشروبات في بغداد ، جمع وضبان التكريتي وزير الداخلية أنذاك أصحاب محلات بيع المشروبات وطمأنهم بحماية محلاتهم وفعلا وضع حمايات سرية ولم يقع أي إنفجار آخر بعد ذلك لأي محل من تلك المحلات حتى سقوط البعث .

إن السلطات التي تعد الناس وتطمئنهم بحمايتهم ولم تتمكن من الإيفاء بوعودها أو تتقاعس في ذلك ، كما تفعل السلطات العراقية ، لا تحترم نفسها ، بل أكثر من ذلك قد تكون متواطئة مع القتلة والمجرمين .

هذا ما ينطبق على المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم المسؤول الأول المالكي بالذات عندما كان يقف في المؤتمرات الدولية ويقول متبجحا : نريد عودة اللاجئين ونحن نتكفل بحمايتهم !!!! وعندما يقع العدوان عليهم يقول هذا من فعل القاعدة أو المجهولين ، وكأن حماية المواطنين من جرائم القاعدة أو " المجهولين " لم تكن ضمن إلتزاماته !!!!.
وأقل ما يقال عنه أن الرجل لم يحترم نفسه ، والشخص الذي لا يحترم نفسه يكون موضع شك وريبة .

5 - وهناك سبب آخر يمكن أن تدان به السلطات العراقية بالجرائم البشعة التي تقع على المسيحيين وغير المسيحيين و هو الفساد المالي والإداري الذي تتفوق السلطات العراقية بهذا الفساد على غيرها في العالم. وهو من الأسباب الرئيسية للإرهاب والإضطهاد ، فبواسطة الفساد تستورد الأسلحة الفاسدة ! وبسبب الفساد توزع الأسلحة غير الفاسدة الى الأيادي والعقول الفاسدة ! وبسبب الفساد تنتعش الأهداف والنيات الفاسدة ، وبسبب الفساد يتولى إناس فاسدون وجهلة وغير كفوئين مراكز حساسة ومرموقة .وبسبب الفساد كان الفقر والفاقة والبطالة ومن السهل تسخير الجائع أو العاطل لنقل عبوة فاسدة سواء علم بها أم لم يعلم ، أو تسخيره للحصول منه على معلومة أو مرور القتلة والمجرمون من خلال الحراس الفاسدين المرتشين أسوة برؤسائهم المرتشين ، إذا كانوا في موقع المسؤولية وبالتالي تلك المعلومة أو ذلك الموقع تؤدي الى الكارثة .

إن السلطات العراقية لم تصدر بيانا رسميا بإدانتها كل عمل ضد الشعوب غير المسلمة في العراق وفي مقدمتهم المسيحيين أو بيان تتعهد و تكفل حرية الدين والعقيدة ، مما يدل أنها راضية لما تقوم به هذه المجموعات الإرهابية الفاشية .

ولهذا وللأسباب المار ذكرها وغيرها نقول : إن السلطات العراقية هي المدانة وعليها تقع مسؤولية ما يقع على المسيحيين ، وعدم حمايتها للمواطنين المسيحيين هي جريمة الإبادة الجماعية مما تقع تحت طائلة القانون الدولي العام ومحكمة العدل الدولية .
 

 

free web counter