| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هرمز كوهاري

hhkacka@yahoo.com

 

 

 

الخميس 20/1/ 2011



ثورة أم إنتفاضة ..؟؟

هرمز كوهـــــــاري

تابعنا جميعنا ا الإنتفاضة العفوية ، وأنا أسميها إنتفاضة ، الى أن تكتمل عناصر الثورة ، اي التغيير الجذري للأوضاع وإبعاد الطبقة الحاكمة من مراكزها ، إن هروب راس النظام بطريقة مشبوهة ، وربما كان بإتفاق الجيش ورئيس وزاره الى أن تهدأ الأمور مما يدعوني إلى تسميتها بإنتفاضة ،و ليس هذا تقليلا من جهود الجماهير التونسية بل أتمنى له تحقيق ثورة حقيقية الذي يستحقها .والتمني غير الواقع ولا يغييره .

إن الطريقة السريعة وغير المتوقعة التي ترك بها بن علي السلطة بعد عدة أيام من المظاهرات وهروبه بعد أن أعلنوا غلق المجال الجوي التونسي وغلق المطارات !! ونزول الجيش الى الشارع ، هذا الدكتاتور الذي كان يوصف بالقوي والمتعنت كبقية الدكتااتوريين نراه يتخاذل أما متظاهرون عزل ثم يهرب بهذه السرعة غير المتوقعة ، مما يشك أن هناك لعبة أو إتفاق بينه وبين الجيش و قادة حزبه وفي مقدمتهم أوزيره الأول الغنوشي طمعا بالمنصب والثروة ،ومن الغريب و العجيب أن يظهر الوزير الأول كالبديل المنقذ للشعب !! بعد أن كان صوت سيده الدكتاتور الهارب علما بان الغنوشي كان اليد اليمنى لسيده وتقع عليه مسؤولية كبيرة لتردي الأوضاع وسلوك سيده ، بلإضافة الى كذبته المفضوحة على الشعب بأن الرئيس " لتعذره "!! ولم يقل لتنازله أو هروبه أو خلعه ، بل لتعذره !! زكأنه يريد أن يقول : لغياب الرئيس بصورة مؤقتة !! كأن ذهب ا في مهمة رسمية أو سفرة سياحية فتعذر عليه إعلامكم بذلك !! وكانه لعب عيال كما يقول المصريون ، دون أن يخاف ألا يكشف كذتبه ويحاسب عليها أو يعتبر متواطئا مع سيده بن علي ومن المتآمرين على " الثورة " وفعلا كشفت اللعبة ولم نرى من يحاسبه على تآمره ! بل كوفأ بتعيينه رئيسا للوزراء وكما كان قبل " الثورة " هل هذه إجراءات ثورة وثورية ؟؟

واليوم كُشفت أراء أخرى كانت خافية علينا وهي أن رئيس المخابرات أقنع الرئيس بمغادرة البلاد لوجود خطة للهجوم على القصر وربما لإعتقاله !! ليستولي هو بدوره على السلطة ولكن الجيش أحبط الخطة ، هذا ما كشفته بعض الفضائيات .

ولعبة أخرى إنكشفت بأن إستقال رئيس الجمهورية المؤقت ورئيس الوزراء السابق إستقالتهما من الحزب الحاكم ليضمنا بقاؤهما في المنصب أو لغرض الترشيح للإنتخابات الرئاسية القادمة ، وهذه الإستقالة تشبه إستقالة أحمد حسن البكر من حزب البعث للتفرغ لتربية البقر، وكان يقصد لتربية "الولد" لجولة ثانية وكانت في 68 كما يعرف القراء !!!

يبدو ن الجماهير الثائرة تركت وحدها دون قيادة سياسية تقارع مؤآمرات هؤلاء المتمرسين في الأساليب السياسية وخفاياها ، نعم إن الجماهير التونسية واعية لمطاليبها ولكنها غير واعية للعب السياسية القذرة لسرقة الورة أو الإنتفاضة منهم  .

لنتذكر لعبة الشاه سنة 1952 عندما نصحوه بالهروب الى مصر لحين إعادة الأمور الى نصابها !!! نتيجة قيام الجبهة الوطنية الإيرانية بشبه ثورة بقيادة الزعيم الوطني د. مصدق وحسين الفاطمي وقادة أخرون وأعلنت إجراءات ثورية كتأميم النفط وقرارات سياسية أخرى وإندفعت الجماهير كلها مؤيدة للثورة البيضاء ، ولم تمر أشهر حتى قام الجنرال زاهدي بإنقلاب دموي أعتقل على أثرها الدكتور مصدق وأعدم فورا حسين الفاطمي وقام الجنرال بإستدعاء الشاه للعودة الى الوطن وحدثت بتصفيات دموية رهيبة وكان في مقدمة شهداء ها قادة وأعضاء حزب توده .الشيوعي إن سبب فشل ثورة مصدق أنها إكتفت بتنحي شاه إيران ولم تزح الطبقة الحاكمة التي كان يعتمد عليها الشاه ولم تكسب ثقة الجيش القوة الضامنة والضاربة , ففشلت .

نعم إن الثورة تكون أحيانا نتيجة شرارة في الشارع فتتولاها قيادة سياسية ***

إن الثورة الحقيقية ليست بإزالة دكتاتور وإبقاء جهازه يتسلم السلطة بطريقة كارتونية ، إكما يحدث الآن في تونس اليوم ، إن الثورة يخطط لها قادة أحزاب ورجال سياسة وإقتصاد حزبيين أو مستقلين ويوضع لها منهجا وتتخذ كل التدابير اللازمة لتغيير النظام من أساسه ، وتغيير النظام لا أقصد به قلب الجمهورية الى ملكية أ و بالعكس وإنما تغيير الطبقة الحاكمة التي تكون دائما عونا للدكتاتوريين ، وبإختصار إن الثورة هي عبارة من إنتقال السلطة من الطبقة الحاكمة الى طبقة جديدة ، ، عرّف أستاذنا الراحل د. إبراهيم كبة الثورة " بأنها إنتقال وسائل العنف من يد طبقة الى طبقة أخرى " أي الطبقة المسحوقة والمضطهدة والمظلومة تقودها قيادة واعية مدركة مؤمنة بمصالح الشعب وحاجاته ، لأن وسائل العنف هي الضمانة الأكيدة لحماية الثورة وإستمرارها ، . .

في تونس لم يحدد الجيش موقفه من الثورة أو الإنتفاضة حتى اليوم بل كل ما قام به هو حفظ الأمن والنظام وهذا واجب روتيني ، ولم يصدر من أي قائد تأييد الحركة وقد يكون قد تعاون أو نصح بن علي لمغادرة البلاد الى أن تهدأ الأمور ثم يرجع ، أو يتولى أحد أزلامه السلطة ويصدر عنه إعفاءا كاملا عن أعماله ومنهوباته .لأن الطبقة

من السهولة أن تتخلى عن الأشخاص ولكنها لا تتخلى عن مواقعها في السيطرة على إقتصاد البلد وشؤونه السياسية ألا بالثورة الحقيقية ..

كما هو رأينا سنة 1948 حدثت إنتفاضة جبارة في العراق وإن ما حدث في تونس لا يقاس عليها ، شملت الإنتفاضة العراق كله ، وقدم الشعب ضحايا تعد بالمئات من شبابه وشاباته ، وسقطت حكومة صالح جبر تحت ضغط الجماهير وجرت إحتفالات بنجاح الشعب بإسقاط الحكومة ومعاهدة بورتسموث ، ولكن بقيت الطبقة الحاكمة هي هي ، عين على أثرها رجل الدين سماحة الشيخ محمد الصدر رئيسا للوزراء .. بتوصية من الإنكليز بالإعتماد على الدين !!! وخلال هذه الفترة . وبعدها هدأت الأوضاع وأعلنت الأحكام العرفية وسيق المئات الى السجون وإنتهت بإعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الرفاق فهد والشبيبي وزكي بسيم .في 14/ شباط الأسود .

وفي ثورة 14/ تموز، يتذكر من عايشها ، أنها منذ لحظة إذاعة البيان الأول أزالت الطبقة الحاكمة ، ولا أقصد قتلها بل إخراجها من الحياة السياسية نهائيا وتغيير قادة الجيش وأعلنت في البيان الأول أهدافها التي خططت لها وأهمها إلغاء الإقطاع قاعدة النظام الملكي ووفرت القوة الضاربة لتنفيذ بنود الثورة وحث فيما بعد ما حدث .

نتمنى للشعب التونسي أن يحول إنتفاضته العفوية الجبارة هذه الى ثورة يكنس فيها كل رموز النظام السابق ، ولا أعني قتلهم ، بل إزاحتهم وسحب الصلاحيات عنهم ، و يتعين على القادة السياسيين كسب الجيش الى جانبهم ليكون الضمان الأكيدة لحماية الإنتفاضة أو سموها الثورة .

وهكذا وبهذه الطريقة الساذجة إعتبر البعض أن العراق تحول الى بلد ديمقراطي !! يؤسسه الملالي وأمثال المالكي والحكيم والصدر ! والدستور القرقوزي ، دون أن يعوا أو يفكروا كيف ممكن أن يقام نظام ديمقراطي في ظل الثوابت الإسلامية والشريعة الإسلامية ، ويقيمه الملالي والحرامية  .

وما دام الموضوع عن سرقة بن علي من موارد تونس وعن سراق الرؤساء ، فهلا لنا أن نمر مرة سريعة على أشهر حرامية العالم ألا وهم حكام العراق الذين يقفون في مقدمة الصفوف وأبوا أن يتقدم عليهم حكام آخرون ، ليس لنا إحصائيات كم سرق بن علي من الشعب التونسي وكم سرق لصوصنا من الشعب العراقي الفقير ، بن علي لا يملك قطرة نفط حتى لفانوسه !وإذا قارنا بينهما لظهر بن علي إنسانا نزيها قياسا لحراميينا ، أما لصوصنا فهم غارقون في النفط يشربون منه ولا يرتوون ، فمتى تقدح شرارة في بطونهم وكروشهم وكروش كل بلع النفط الزائد عن حاجته لتشعل ذلك البترول الذي ملؤا به كروشهم وجيوبهم وبيوتهم وبيوت أولادهم النجبا ء ليحيلهم الى رماد يفرش على الشوارع والأزقة ليسير عليه الشعب ويتذكر هؤلاء اللصوص ، لصوص الليل والنهار ، لصوص تحت الطاولة وفوق الطاولة ، يسرقون ويضطهدون بإسم الديمقراطية تارة وأخرى بالثوابت الإسلامية والشريعة الأسلامية ، يتنقلون من الجوامع والحسينيات ليصلوا ويحمدوا الله على نعمته ويقولون يا ربي هذا كله من فضلك .كما كانوا لا يزالوا تجار الشورجة الملالي والحجاج الحرامية منهم يعلقون لوحة في صدر محلاتهم :

" هذا من فضل ربي "

متى يحترق هؤلاء ويوفروا رمادا للشوارع ليطأؤهم الشعب ويلعنهم ليلة نهار

يقول القرآن ، إن مال اليتامى نار تحرق بطونهم ، ويقول الأنجيل :

ماذا ينفع الإنسان إذا ربح مال الدنيا وخسر نفسه ، ويقصد بخسران النفس نار جهنم .

إننا نريد ثورة حقيقية لا مثل ثورة " الكهرباء " ونتج عنها تبديل وزير حرامي بوزير حرامي آخر ،ثورة يمكن أن نسمي دولة العراق دولة حرامية ومؤسسات تمويل عصابات القتل والترهيب والترويع .

 

 

free web counter