| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 9/3/ 2011



بيومين تشكلت الوزارت في مصر وتونس
والمالكي منذ عام ولا يزال يراوح

هادي الخزاعي

الحراك السياسي الذي قادته الجماهير في تونس ومصر ضد حكوماتها المستبدة قد غَيرَ الخارطة السياسية في منطقة الشرق الأوسط المسبية شعوبها بحكام تحولوا الى ديناصورات منقرضة ، ولكنهم مصرون على إنهم الزعيم الأوحد الذي يجب أن يتصنم على كرسيه .

وحين بانَ كل جبل جليد تلك الحراكات ، استحال الى ثورة شعبية عارمة لا أعتقد إن أوارها سيخفت ، لأنها أودت بنظاميين فاسدين ، لهما من الأعوان والمستفيدين الكثر ، الذين سيبقون ينازعون الآخرين أختياراتهم .

إن هاتين الثورتين قد فرضت قوانينها ومطالبها من لحظة بدأ الحراك الى ساعة التغيير الذي تنحي فيها رموز الأنظمة المستبدة لتلك البلدان . وبعيد التغيير ، لم يتوقف سعير مرجلها الثوري ، حين تشكلت وزارات ، اعتبرها الثوار ، إمتدادا لحكومات الأنظمة الساقطة السابقة التي ثاروا عليها ، ولم يهدأ سعيرهم وغضبهم ، ولم يهدأ مرجل ثورتهم ، إلا بعد أن جيء برؤساء وزارات لا يشكون في وطنيتهم .

لم يتأخر هؤلاء المكلفين بتشكيل وزارات تونس ومصر ، السيدان الباجي قايد السبسي وعصام شرف ، وضمن الوضع الجديد الذي تعيشه تلك البَلدان ، والذي يمكن ان يطلق عليه بأنه وضع حرج ، حيث تكون فيه الخيارات صعبة جدا على الذي يختار وزراءه ، إلا إنهما وبحنكة التجربة استطاعا ان يشكلا وزارتيهما في غضون بضعة أيام فقط لا غير ، بما فيها الوزارات السيادية ـ لماذ السيادية !!؟ ـ التي استعصت على السيد نوري المالكي عاما كاملا ، ولما دار العام ولم يجد من هو الجدير بهذه الوزارات من أعضاء جميع الكتل النيابية !!؟؟ اسندها هو لنفسه بشكل مؤقت الى أن يبيض اللقلق ، وليحترق العالم .

ربما بسبب صعوبة الأختيار ، ظل السيد نوري يراوح في مكانه عاما كاملا .. وربما هي المحاصصة التي أتفق عليها جميعهم بلا إستثناء ، كانت هي السبب .. وربما هي رغبة المواطن الذي وضع ثقته في هذه النخب ، علً تطلباته البسيطة في الكهرباء والماء وفرص العمل والقضاء على الفساد أن تتحقق !؟ ومن المؤكد إنه لم يضع اختياره الأنتخابي في صندوق الإقتراع ، من أجل أن ينحر هو وأحلامه المشروعة بالعدالة الأجتماعية ، ولكنها يبدو انها نحرت وهو الممنون .

ولربما أيضا إن قلة عدد وزارات السبسي وشرف ، لم تتكونا كلتاهما ، في تونس ومصر ، بأكثر من إثنين وأربعين وزارة ، يعني بنفس عدد وزارء السيد نوري الذين لم تتضح لحد الآن معالم خارطة لطريقهم .

وكلنا يعلم بأن نفوس البلدين يكاد يبلغ خمسة أضعاف نفوس العراق . إذن بماذا نفسر تأخر السيد المالكي في الأنتهاء من التشكيل الوزاري الذي دام قرابة العام ، ولماذا هذا الترهل في عدد الوزارات التي صار أكثر من نصفها ، عبارة عن بطر لأرضاء النخب السياسية التي فرزها الصندوق الأنتخابي الشفاف جدا !

لا أطالب كمواطن عراقي بإجابة ! فكل شيء واضح ولم تخفه كل التبريرات التي قيلت من ألسنة تعلمت كيف تقلب الحقائق رأسا على عقب .

إني اظن أن الملامة لا تقع على السيد نوري وحده ، فطلاب المنصب كثيرون وتيارهم جارف ومقاعدهم في قاعة البرلمان العراقي كاسحة . هم أيضا يتحملون العتب والملامة ، فقد كان يمكن أن تحسم الأمور ، وتتشكل الوزارة مباشرة بعد التكليف ، لو كانت وطنيتهم قد إرتقت الى مستوى جزع الناس من الوضع المزري الذي يعيشوه ، وتحسسوا بحق ، عمق معانات هؤلاء الناس وآلامهم ؛ لكن النخبة في واد ، والناس في واد آخر .. واد سحيق بعيد لا يسمع منه حتى صدى صرخات ألآلم المستغيثة .

إني اشعر بالغيرة والحنق ، حين تشكلت حكومات تونس ومصر بتلك السرعة ، رغم وضع البلدين المضطرب كوضع بلدي . وفي بلدي العراق الذي يتقول فيه المسؤول ومسؤول الجيش والشرطة والأمن بانه مستتب وآمن ، لا تتشكل وزارته حتى بعام !!؟؟

ما يؤلم إن العراقيين المحبين للحياة ، والمُشًرِفون للتأريخ بعلومهم وآثارهم الأنسانية ، قد وقعوا صيدا سهلا لأحزاب وجماعات إدعت السياسة ، حين دخلت ميدانها وقد أرتدت جبة الوطنية ، ولما دخلت العراق ، كان دخولها حذر رغم إنها كانت تسير خلف البصطال الأمريكي ، وقد سبقها خروج مذل امام ذلك البصطال لنظام لم يقل شراسة في ذبح الأحلام والبشر التي كانت ولا تزال تحلم بعراق واحد للجميع .





























 

free web counter