| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

                                                                                   الثلاثاء 8/3/ 2011



أبعاد التوقيت في أمر إخلاء مقرات الحزب الشيوعي في بغداد معروفه

هادي الخزاعي

ما لا يثير الدهشة في الإجراء الحكومي البوليسي بإخلاء بناية جريدة طريق الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي العراقي وكذلك مقر اللجنة المركزية الحزب الشيوعي العراقي الواقع في ساحة الأندلس إنها جاءت بسبب الحراك المطلبي المشروع للجماهير يوم جمعة الغضب في 25 شباط وجمعة الكرامة يوم 4 / شباط ، ذلك الإجراء الذي تجشمت عناء تنفيذه الجهات التالية وبموجب رسائلها المدونة أرقامها وتواريها أدناه : -

1 - رسالة مكتب القائد العام للقوات المسلحة المرقمة 183 في 5 / 3 .

2 - رسالة أمين السرالعام لمكتب رئيس الوزراء المرقمه 165في 5 /3

3 - رسالة قيادة عمليات بغداد المرقمة 443 في 5 / 3 .

4 - تنسيب السيد القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء بنفس التأريخ لقيادة الشرطة الأتحادية / الفرقة الثانية للتنفيذ .

5 - رسالة قيادة اللواء الثامن للشرطة الأتحادية المرقمة 2 / 11 / 768 في 6 / 3 الموقعة من قبل المقدم آمر الفوج الثاني ل 8 شرطة اتحادية والموجهة الى جريدة طريق الشعب .

وفي فجر يوم 6 / 3 حاصرت قوات شرطتنا الأتحادية ( الوطنية ) بناية جريدة طريق الشعب ومقر اللجنة المركزية للحزب لغرض الأخلاء الفوري لهاتين البنايتين التي يشغلهما الحزب والجريدة منذ سقوط النظام السابق ، الذي كان قد استولى على ممتلكات الحزب ومقراته عام 1981 بعد المضايقات التي سعت لتحجيم ميدان عمله بين الجماهير، ومن ثم الأنقضاض عليه ومسحه من الخارطة السياسية العراقية وهو الذي تأسس في العام 1934، غير إنها لم تجن غير الفشل ومزابل التأريخ .

هذه الطريقة التي لجأت لها الجهات المشار لها أعلاه بعد ثلاثين عاما أجتهدت بذات العقلية المريضة لسابقاتها من الحكومات المتعاقبة في إسلوب وطريقة معاقبة الحزب الشيوعي العراقي بسبب صلته بالجماهير والدفاع عن مصالحها .

اسألكم بالله هل يستدعي أمر إخلاء بناية مؤجرة رسميا كل هذه المخاطبات التي كان يمكن الأستفادة منها في تعقب من سرقوا المليارات وما زالوا أحرارا تحت الشمس ، او تعقب الذين قتلوا المئات من المواطنين العراقيين الأبرياء ولا يزالون أحرارا ، وعلى عينك يا تاجر .

ولكن صحيح من قال فاقد الشيء لا يعطيه .

يا طباخوا هذا القرار المتسرع ، لو سألتم اي شخص بينه وبين السياسة مسافة لا نهائية ، عن هذا الإجراء المتعسف ، لرد بإبتسامة : - أكيد الدوافع سياسية لأن الحزب الشيوعي أثبت نظافة أيادي منتسبيه ومؤيديه المتوجة بدعمه لتظاهرات 25 شباط في جمعتي الغضب والكرامة .

ايها السادة الذين تمخض عنكم هذا القرار ، فاتكم أن تعرفوا بأن العراقي ( مفتح باللبن وبعد ما ينضرب بوري ) يعرف كم بناية وبناية حديثة ونظيفة ، تسيطر عليها احزاب النخبة التي يبدو أنه يحق لها أن تملك كل شيء ، وكأنها من ورث النظام المقبور . لهذا فتوقيتكم بإخلاء مقرات الحزب لم يكن توقيتا مضبوطا ، وحتى لو تحقق لكم أمر الإخلاء ، فإن الحزب لا يخسر شيئا سوى قيود الحجج المتكالبة من أجل عزله عن الجماهير ، وهذا الأمر لا يزيده إلا إصرارا على تمسكه المطلق بمطالب جماهير العراق وفقراءه التي شرعتها قوانين مسيرة العملية السياسية ، رغم إنها عرجاء وعوراء مع الأسف .

 

free web counter