| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

الأثنين 7/6/ 2010



دوام الصحة للنصير الشيوعي ، المناضل الدكتور حكمت حكيم

هادي الخزاعي

في يوم أنصاري جميل ، أسرج فيه نور الشمس متون جبل متين المطل على مديتة سرسنك والداوودية وبامرني من جهة وعلى سهل برواري بالا وما يضم من قرى تآخى اهلوها منذ القدم ، مسكه ، كّلكه ، يك ماله ، كاني ، كاني بلاف ....

أطل علي هذا اليوم الأنصاري النابض بالحياة وانا اقلب في الذاكرة بعض من تفاصيل رحلة الأختيار التي ركبتها وغيري الكثير من الشيوعيات والشيوعيين ونحن نتقفز بين الجبال على السفوح والمنحدرات حاملين الأحلام بوطن حر وشعب سعيد .

كانت هذه القرى والمدن التي يطل عليها جبل متين في جزئية منه ، تشكل شريان تواصل الأنصار الشيوعيين مع الناس .

كان موقع أو مقر بعضا من أولئك الأنصار الشيوعيين المنذورين كأضحية من أضاحي الشمس ، هو مقر كّلي هسبه ( وادي الخيول ) . وكان هذا الجيب الجبلي السحيق ، يضم مقر الفوج الثالث لأنصار الحزب الشيوعي العراقي في بهدينان أبان فترة الثمانينات من القرن المنصرم ، التي رفع فيها الحزب الشيوعي العراقي ، راية الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري في العراق .

كان هؤلاء الأنصار ينتمون الى كل مكونات خريطة العراق ، مدينية ودينية وقومية ، ولم يكن بين أي من الأنصار هؤلاء أي حاجز يمنعهم لا من تناول الطعام في صحن واحد ولا من شرب السبيل من ذات القدح ، فلم يكن يحمل اي واحد منهم في دخيلته ، أي هواجس تبرر وجود ذلك الحاجز .

كانت تتعايش وسط هذا الخضم المتجانس نماذج من شرائح أجتماعية عراقية مختلفه قاسمهم المشترك الأعظم هو الدفاع عن حقوق الفقراء والكادحين الذي توطن في أتون حيواتهم الفقر والمرض والجهل والظلم الذي يسلطه الحاكم بأمره ، سواء أكان رب عمل او سلطة الدولة او ملاك الأرض أو سواهم ممن يمتلكون كل شيء . كان صراع ارادات بين من يملك كل شيء وبين من لا يملك أي شيء ، تماما مثلما يحدث الآن في العراق وكأن الأرض التي تدور التي اثبتها غاليو غاليلي ، أرض لا تدور.

في هذا التجانس المطلق تشكلت صداقات بين الأنصار الشيوعيين تفوق صفة الرفقة التي كانت تسود ، بل إنها ترتقى بأرتباطها الروحي الى مستوى ارتباط اولئك الأنصار الشيوعيين ببنادقهم التي ان فارقت أكتافهم لحظات ، فإنما لتنتقل من كتف الى آخر وحسب.

هذا السرد الذي نسجته بعض من تداعيات المكان والزمان في وادي الخيول الذي آخيته ، كان مفتاح الولوج الى استحضار النصير والرفيق والصديق الدكتور حكمت حكيم الذي يصارع المرض الآن .

حكمت حكيم .. ايها الصديق والرفيق قد فرشت ذاكرتي أمامي فوجدتك فارسها منذ أول اللقاءات بسكنك في عدن مذ ثلاثين حول ، ومنذ اول المراسلات أليك في عدن من حيث كنت اعيش أنا في حضرموت ، أسرك بالمجدي واللامجدي في حياتنا الحزبية هناك ....

كلما سرت بي خيول الذاكرة يا أبا بغداد حكمت ، أجدك أمامي واحة حب وأمان كنت اتفيأ وعائلتي تحت ظلها الوارف كلما احسست بوحشة ونحن نلج غربة لم نألفها ولم نتطبع تأويلاتها المربكة .

وحين رهونت فرس التداعيات وترجلت الذاكرة في حقول الزمان والمكان في كوردستان ونحن نقتحم أحلام المرتجى والمؤجل من سرابات ما كنا نريد ، كنا معا نخيط الأحلام للآخرين ولنا .. وكم من المرات  ، كنت أنت تدس في يدي ما يسد حاجتي من تطلب حينها ، لأنك كنت تعرف شراهتي بالتدخين .

كانت شيوعيتك ( ولا تزال ) عنوان لك ، وباب مفتوح على مصراعيه يلجه الرائح والغادي حين يحس بحاجة لأنيس .. كنت كأنك راية الأمل التي تخفق كلما ضاق قدر بأحد ... كثيرة هي التداعيات التي ترسمك بملامح ما كان يتلبسك من وجدان نادر نحو من تسربل بصداقتك ، حتى ولو من بعيد .. كنت يا أبا ديار دوما مرفأ للآخرين الذين كانت تعطب سفنهم وهم يخوضون نحو المرتجى وارض العجائب التي كنا نتخيل أو نحلم ...

لا أنسى يوم فارقتك وبقية الرفاق من ذلك المعتقل التركي المؤدب الذي كان يسمونه الترك بالملجأ .. يومها كانت حافظتك قد اتخمها زائر من أقاربك قدم اليك من امريكا فوهبت كل شيء كانت تحويه الحافظة للرفاق وعوائلهم ، وكان نصيبي منها ما قدرني على شراء هدية لعائلتي القاطنة بعيدا عني في عدن ...

حكمت ايها الرفيق والصديق .. حتى ارد لك شيئاً من جميل الرفقه لا يسعني إلا ان أتمنى لك الشفاء من سقمك ليرفل بنوك ورفيقة عمرك بحنانك وطيبتك التي زينت فصول حياتك وأضاءت قناديل دروبك ..........





 

free web counter