| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

                                                                                   السبت 5/3/ 2011



أحلم برئيس وزراء كعصام شرف

هادي الخزاعي

رغم أنه لم يمض سوى يوم واحد على تكليف السيد عصام شرف كرئيس للوزراء في مصر ، ورغم إنه لم يُمتحنْ أو يُختبرْ إختبارا ميدانيا ملموس يعكس مستوى درجة إرتباطه العضوي بثورة 25 يناير ، إلا ان إستجابته لطلب المحتفلين في ميدان التحرير بإستقالة رئيس الوزراء غير المرغوب فيه أحمد شفيق وتكليفه خلفا له ؛ بالحضور الى ذلك الميدان للتفاهم معهم . فحضر بطواعية وقناعة ، مؤكدا عدم تعاليه على المعتصمين ، قد وضع أمامي صورة مسؤول عربي من طراز جديد ، يعرف عن قرب ما تريده الجماهير . فألقى خطابا من بين حشودهم بعد إصرارهم عليه بأداء اليمين الدستورية من ساحة التحرير، وحتى لا ينئى عن هذا الأصرار قال : - " أحلف .. أحلف .. أني استمد العزم ، والإرادة ، والشرعية ، من ميدان التحرير ، ومن كل ميادين مصر ، التي شاركت في الثورة "

وأضاف في خطابه المميز ذاك ؛ إنه يعلن عن تبنيه وتعهده بتحقيق كافة مطالب ثوار 25 يناير، مؤكدا بإنه لو فشل ، أو عجز في تنفيذ تعهده ؛ فإنه سوف يرحل عن الحكومة فورا .

لقد أعلن شرف في ذلك الخطاب عن الخطوط العامة لعملية التغيير الأيجابي التي من أجلها ثار شباب مصر، وفرضوا على مبارك أول شروطهم الداعي الى وجوب تنحيه عن السلطة .

إن أول بشائر السيد عصام شرف في سعيه للتغيير ، هي قرعه لأجراس ذلك التغيير من ميدان التحرير نفسه ، فتجانست دعواته مع تطلبات أبناء التحرير من أجل التغيير، فدعى بناءا على مطلب أبناء الثورة بتحديث أجهزة الأمن " يجب أن يكون أمن المواطن في القمة ، وأن تكون اجهزة الأمن خادمة للمواطن "

إن أمام السيد عصام شرف مسافة الألف ميل كلها ، والتي ابتدأ خطوتها الأولى من ميدان التحرير ومن بين وسط الجماهير؛ لامن كواليس البنايات او مكاتب الحكومة ودهاليزها .

ان هذه الخطوة ، وهي فاتحة لخطوات تنفيذية مفترضة أخرى على المدى القريب ، جعلتني أقف أمامها منحنيا ، حتى أخذني الحلم الى أن يكون لي ولبلدي ولبلدان شقيقة وصديقة أخرى ، مسؤولون ورؤساء وزارات يعرفون طريقهم الى ساحات التحرير المكتضة بالجماهير التي تنادي بالعدالة الأجتماعية وهم يحملون أغصان الزيتون , ولا يعرفون ذلك الطريق كغزاة مدججين رجالهم بالأسلحة والهراوات والأقنعة ورشاشات الماء الساخن وهم يتلصصون من الشرفات بلا حياء .

ألست محقا في أن أحلم أن يكون لبلدي مسؤولون غير متعالين وغير عدائيين وهم يزورون ساحات التحرير .
لقد قال صناع الأمل " يجب أن نحلم "

 

 

 

free web counter