| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

الخميس 3/12/ 2009



(المُنْتَظّرْ) للكاتب رشيد كرمه
تنقصها المعلومة عن "أحدهم"

هادي الخزاعي

قرأت قبل أيام كتابة الكاتب العزيز رشيد كرمه ( المُنْتَظرْ ) وقد شدتني المقالة لسياق السرد المترابط لِما اراد الوصول أليه في تلك الكتابة الجميله ، رغم الأنتقالات الكثيرة بالأفكار والموضوعات ، إلا انه اوصلني الى شاطئ كتابته تلك وأنا موضوع في كامل صورة ما كان يريده ، وهي ان السنوات التي تلت سقوط صدام ما كان يجب ان تنتج لنا كل تلك الصور والمشاهد الهزيلة لأدوات الدوله العراقية ، أبتداءا من قمتها الممثلة برئاساتها الثلاث ، مرورا بالعمامة والسدارة والكوفية والدشداشة والحجاب والنعال وصولا الى شخصية منتظر الزيدي ، الصحفي الذي أشارت له تلك الكتابة . والذي يبدو ان هذا الصحفي المغمور قد صنع له مجدا بقذفه فردتي حذاءه على الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أثناء مؤتمر صحفي عقده بحضور المالكي رئيس وزراء العراق ، بحيث تحدث عنه القاصي والداني ، وأستحال بفعل فردة الحذاء تلك الى فارس عربي تصهل له كل الخيول العربية ، وتقام له الولائم والجلسات من قبل العرب العاربة والعرب المستعربة أينما حل ، يتبركون به وبشجتاعة المقتدرة المجحفلة بحذاء قدمه .

الموضوع المكتوب لكرمه كفى وأوفى ، ولكن فقط كانت تنقصه المعلومة عن الشخص الذي رمى منتظر بالحذاء ، والذي سماه العزيز كرمه ب ( أحدهم ) فمن هذا الأحدهم الذي عكر صفو لقاء البعثيين في فرنسا بحذاءه البني ؟!

أن هذا ال ( أحدهم ) هو الصحفي والكاتب العراقي الشاب سيف الخياط ، غادر العراق عام 2006 عند استفحال العنف وفقدان الأمن في أرض العجائب والقوانين ، ارض الرافدين فأستقر في مصر مراسلا لعدة وكالات انباء من بينها وكالة الأنباء اليابانيه . ثم انتقل الى الشام في سوريا وهو مراسلا لوكالة الأنباء اليابانيه ، ولم يمض على وجوده زمن حتى اعتقلته السلطات السوريه بسبب نقله المعلومات المظلله عن سوريا وما يجري فيها - طبعا حسب ادعاءات السلطات السورية - ثم افرج عنه شريطة ان يغادر سوريا والى الأبد بعد ان تدخلت اليابان من اجل ذلك الأفراج ، فاستقر به المقام في باريس لغرض الدراسة وهي الحجة التي بها يستطيع الحصول على الأقامة في فرنسا .

ولسيف الخياط كتاب مطبوع (كيف حكموا العراق . أوراق من دهاليز مجلس الحكم ) طبع في شهر نيسان من عام 2005 . ويسرد سيف الخياط في هذا الكتاب كل خطوات مجلس الحكم ويتابع جلساته ومحاضر تلك الجلسات اولا بأول بذلك الكتاب الذي حوى قرابة المئتي صفحة . وأعتقد انه اجرأ ما كتب عن مجلس الحكم في وقته ، وما كان هذا الكتاب خاليا من الجرأة في تشخيص الأخطاء التي رافقت عمل مجلس الحكم والأخطاء الأفدح التي ارتكبها بول بريمر وهو يحكم العراق بعد ان وضع وهندس لسياسة طائفية قومية عرجاء ادخلت أبناء العراق في النفق الذي لا تزال نهايته غير واضحة المعالم ، فليس هنالك من أمل في نهاية نرى فيه النور .


في الأهداء الذي تصدر الكتاب يقول : -

" الى ارواح الأبرياء من أبناء وطني ..
الذين سقطوا في عهد صدام وما بعده
الى طارق أيوب وعلي الخطيب وخوسيه
وكل الصحفيين الذين قتلوا في العراق
إلى والديّ كما ربياني صغيرا .... "

ما يهمني من الأهداء هو الجزء الذي يتعلق بأصوله العائلية.

ان سيف الخياط هو حفيد المناضل الشيوعي الذي ساهم وقاد الحزب الشيوعي العراقي من قبل تأسيسه عام 1934. انه العامل الماركسي ، وأول قائد للحزب الشيوعي العراقي الراحل عاصم فليح الذي كان يمتهن الخياطه . فالناصرية التي انجبت الحزب الشوعي العراقي قد انجبت ايضا عاصم فليح وذريته وأحفاده وسيف الخياط أحدهم . ووالد سيف الخياط شيوعي مخضرم تتبع خطوات والده القائد الشيوعي عاصم فليح .

تبلورت قدرات سيف الخياط الأعلامية بعد السقوط عام 2003 فكتب للعديد من الصحف العراقية والعربية وقدم عدد من البرامج التلفزيونية في تلفزيون العراقية ، ثم أقصي عن العراقية لتناوله موضوعات لا ترمي الثمار في سلة أدارة العراقية الفضائية .

سيف الخياط كان يمكن ان يكون واجهة صحفية عراقية تهب بني العراق الكلمة الصادقه لو لا فقدان الأمن وضياع الحقوق في العراق وكذا ضياع المواهب وسط جوقات المطبلين وهتاف الرصاص وهو يحصد الأبناء دون تمييز .

أتمنى أني كنت مفيدا في تقديم هذا الأيضاح السريع .



 


 

free web counter