| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

 

الأربعاء 14 / 2 / 2007

 

 

ربيع لا يبارح واحتك
ايها الشهيد الشيوعي صامد الزنبوري
أبو خلود


هادي الخزاعي

أي ذكر للربيع ، أنما يعني ذكرالحياة بتفاصيلها المتنوعة .. وأي ذكر لشهيدات وشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية، أنما يعني الحياة أيضا وبكل تفاصيلها الملونة أيضا.
واليوم الذي هو الرابع عشر من شباط ، والذي فيه كما في كل عام ينثرآلاف الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم الورود من القرنفل والياسمين المحاطة بالمحبة ورفيف القلب وصدق الوجدان على ذرى وتخوم الذاكرات، وهم يستحضرون أولئك الشهيدات والشهداء الذين لا يغربون أبدا.
اليوم وبهذه المناسبة أتشارك مع كل الطيبين وذوي الشيهدات والشهداء لأنثر على أضرحتهم باقات القداح ناصع البياض كقلوبهم والقرنفل الأحمر سمي دمائهم . ومن بين جحافلهم أنثر ذلك الأريج على ضريح الشهيد صامد الزنبوري ( ابو خلود ) الذي كان ولا يزال يزهر في وجداني وضميري كقداح اللوز في اول اشراقات الربيع ولا يباح حتى يكمل دورته.
صامد الزنبوري أيها الرفيق الذي لم يبارح ...
صامد ايها الرفيق الذي ما انفك دافقا في حكايات الأصدقاء كأنكيدو ..........
صامد يا رفيف العين وأقربها من الرمش سأعيد عليك ما كتبته فيك وهو ما يشبه الحزن المؤجل يوم تراصف أسمك مع بقية أسماء شهيدات وشهداء بشت آشان ، فوثبت كلمات ما كتبت من مكامن ذلك الأحتراق عليكم كصهيل لا يردع لذاكرة تنبض بكم جميعا . أقول كتبت تلك الهواجس المرتعشة تلك الى رفيقة عمري ومتراس عذاباتي التي لما تزل تحفط عنك نزاهتك ووداعتك، وأيضا ذلك الشريط ( الكاسيت ) من الأغاني اليمنية لبلفقيه الذي أبتعناه ثلاثتنا من عربة متربة وهي تزدحم بمئات من تلك الأشرطة في واحد من شوارع مدينة المكـــــلا حاضرة
حضرموت اليمن ، يوم جئت لزيارتنا من مدينتك السابحة فوق رمال الربع الخالي، التي كانت تسمى بالمحافظة الرابعة .. نتذكرك يا صامد كأنك بيننا لم تبرح، لذا سأعيد عليك ما كتبت من أحتراق أسميته رثاء ... أعرف أنك كثير التفكه، ولابد من انك ستبتسم وأنت تسمع ، فنضحك نحن لطراوة تعليقاتك غير السمجه .. اتذكر يا صامد حين كنا نتسامر في وحشة الظهيرة أوعتمة المساءات التي كانت تسود منذ اول مشاويرالظلمة ونحن في ذلك المعسكر القصي الذي كان يطرق باب المندب مع كل هفيف للريح .. اتذكر كم كنا نتمازح مع ابوعثمان ذلك الرفيق المجبول بما جبلت انت به ... اتذكر ابنة الظاهر، تلك الرفيقة التي دخلت بيت النار في بغداد المحرمة علينا ولم تعد الى الآن .. أتذكر الشهيد ابو فرات ذلك النقابي الكتوم، يوم كان يشاكسنا بالصحفي والقاص عبد جعفر وبالفنان التشكيلي قاسم الساعدي وبابي محمود ابن الدغارة المسجية على الفرات .. من بين هذا الفيض من التداعي الذي ينهض بي الى خارطات الأيام الصعبة ونحن نتخفى في درابين بغداد بلا معنى، لأننا كنا نتخفى كما تتخفي الشمس بالغربال .. صامد لا تتجمل كعادتك وانت تسمع، فمخول انت ان ترفس كلماتي أن كان فيها ما يخدش الذاكرة .. انها " تداعيات للصمت " و ليست بالقصيدة ولا مايشبه ذلك ، ولكنها كلمات كانت اقرب الى نفسي، وسوف أشرفها اليوم بيوم الشهيد الشيوعي العراقي الذي أنت واحد من ركبان قوافلهم غير المنقطعه .

صامد مع الراحلين...
صامد مع الراحلين.......
ص .. ا .. م .. د .. م .. ع ........
وتلاشى الصوت الحزين ذليلا منكسرالأنين
فأستفاقت في مآقي السواقي
وتقلبت في ذاكرتي البواقي
همت
شاردا مع الصدى الضنين
كساحر تلبسه الموت
تلبسه رجع السنين

***
هل تصدقين ؟!
يا أبنتي
يا زوجتي
صاح المنادي صامد مع الراحلين

***
راودني الحنين الى زوايا المقاهي
ولعبة النرد
ومكاتب السفر
راودني الحنين الى بقايا الليل
وأبتداءات السحر
نضحك من غلاسة زائر الفجر
ونجتر الهموم بلا ضجر

***
هل تصدقين ؟!
يا أبنتي
يا زوجتي
أن يسرق صامد منا
لقد اغوته نجمة بالسماء والعلا
فأبحر على محفة بيضاء مبارحا الفلا
بلا وداع
بلا ضجه