| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

الأثنين 12/1/ 2009



داوود فرحان وبرنامجه الغث
حوار الطرشان

هادي الخزاعي

عرفت وسائل الأتصال الجماهيري العراقية وغير العراقية ، ومنذ زمن بعيد , كثير من البرامج المرئية والمسموعة او الأعمدة الصحفية التي تتحدث بلغة الشارع وبروح وعقل المواطن وبطريقته البسيطة في استقراء المجريات لاسيما السياسية منها أو الأجتماعية ـ السياسية بحيث يفهمها القاصي والداني . وغالبا ما كان اصحاب هذه الأعمدة الصحفية او البرامج الأذاعية ـ ولا يزالون ـ يتناولون مفردات ما يقدمون بطريقة كاريكاتيرية يسهل هضمها.

وقد سجل تأريخ وسائل الأتصال بالجماهير العراقية ، اسماء كبيرة نحتت حروفها في الذاكرة العراقية كوشم لا يمحى ، كملا عبود الكرخي وشمران الياسري ( ابو كاطع ) وغيرهما الكثير . وبالمقابل فهناك اسماء لمعت في هذا المجال ولكنها سرعان ما خبت ، بسبب ، اما سطحيتها المفرطه ، او عدم مصداقيتها ، فطوتها الذاكرة العراقية واودعتها في سلة مهملاتها ، كعلي الأطرش وغيره مثلا .

الآن وبعد تراكم تجربة هذا النوع من الأبداع تطل علينا الفضائية البغدادية والتي لا تزال ترفل بعامها الرابع ـ متمنيا لها دوام عراقي مفيد ـ ببرنامج داوود فرحان ( حوار الطرشان ) الذي لا ادري كيف لفضائية محترفه كالبغدادية ان تسمح بمثل هذيانات هذا البرنامج الغث ، من ان يأخذ من وقت برامجها ذلك الزمن الثمين ، ألا اذا كانت فرحانة بما يقدم فرحان من هذيان .

لا عذر للبغدادية التي قدمت لنا الكثير مما نعتز بها من خلاله ، في أن تقدم لنا هذا البرنامج السطحي ، والذي يتعامل مع المتلقي العراقي وكأنه بلا ذاكره ، او بلا حس وطني .. يتعامل معه على انه متلقي معصوب العينين لا يعي ما يجري حوله ! فيأتي فرحان بعبقريته الكارتونيه ليقول للعراقي الذي صار مشروعا للموت من قبل من هب ودب ، " أنك يا عراقي أطرش ، ولا يعدو ان يكون حواري معك سوى حوار طرشان "

يا فرحان هل انت بلا صدقان ، يشيرون عليك بهذا الهذيان !

اني كمتلقي ايجابي انتظر من قناة البغدادية العزيزة ان تتواصل مع التصاعد الأيجابي لخطها البياني وان تقف عند هذا الحوارالأطرش فترمم تشوهه المفرط الذي لا يغري بالمشاهدة على الأطلاق.

وانت ايها العزيز داوود فرحان ، انت السياسي والأعلامي ، انتظر منك ان تقول للمتلقيين ، وانا واحد منهم ، ما يفيد ، وما يجعلني اخلع عن كاهلي عبء ان اقول عن برنامجك (حوار الطرشان ) انه برنامج سطحي ، فلم الحظ اي تقدم فيه مذ بدأت تقدم هذا البرنامج المفتعل . والمفارقه ان المشهد العراقي الذي تصب جام غضبك عليه بأسلوبك الذي لم ألمس فيه اية خفة للدم ، قد اخذ بالتحسن منذ فترة ، ورغم انها ليست طويله ، إلا انها ، وأقولها بملئ فمي ، قد أخذت تحظى بثقة المواطن. اقول هذا بعد ان لمست الكثير من المشاهد التي اقنعتني بثقة المواطن بمستجدات المشهد العراقي . رغم ان هذا لا يلغي وجود السلبيات التي تطفو على السطح بقوه فتنفجر فقاعاتها برائحة نتنه كالتي حدث اخيرا في مسألة اختيار رئيس جديد للبرلمان العراقي بعد استقالة المشهداني من منصبه ، والتي لا تزال رهن سجال مر، يتراوح بين الدفاع عن المحاصصة المقيته من الأطراف ذات العلاقة بمنصب رئيس مجلس النواب ، وبين الاصوات التي تتمنى بأضعف الأيمان ان ينتهي زمن التحاصص ، ويعود للشارع العراقي بهائه المعهود الذي انتج ابو كاطع وملا عبود الكرخي وعزيزعلي وعشرات من الأفذاذ الذين خاطبوا الشارع بلغته التي هي غاية بالسمو والنظافة ، فكانوا يصلون الى اهدافهم بأدواتهم التي استخلصوها من الشارع والزقاق والقرية والمقهى وباص المصلحه والتاكسي والمضيف والسوق والزورخانه ومن كل المدن .

اتمناك يا داوود يا فرحان ان لا تكون كصقر عويض . فقد ربى عويض صقرا ، وقد احسن تدريبه كي يصطاد له الطيور والأرانب كما تفعل صقور القريه ، لكن صقر عويض هذا ، عندما ينطلق للصيد ، كان لا يجلب لعويض سوى الأفاعي والسحالي .

يا داوود اطلب منك ، ولو مره واحده ، ان تصطاد للعراقي الأطرش عبر حوارك الأعرج ولو فختايه .





 


 

free web counter