| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي الخزاعي

 

 

 

 

الأحد 11 / 2 / 2007

 

 

 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق



هادي الخزاعي

ســلام على مـــثقل بالحـديد ويشــــــــمخ كالقـائد الظافر
                                            كـأن القــيود على معصميـــه مفاتيـح مستقبـــــل زاهــــر
ســــــــلام على جاعلين الحتوف جسرا الى الموكــب العابــر
                                            ســــلام على خالع من غد فخاراعلى امسه الدابر


بهذا الســـحر البلاغي ، صدح شاعــــــر العرب الأكبر، محمد مهدي الجواهــــري عام 1951وهو يرثي مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وســــكرتيره العام يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ الذي أعدمته السلطات الملكية الرجعية يوم 14شباط من العام 1949.
وفي مـــــثل اليوم من كل عام يحتفي شـيوعيوا العراق وأصدقاءهم بهذه المناسبه الحزينه.. يستذكرون شهيدات وشهداء الحزب.. يستذكرون السِـــــــفرالنضـــــالي لهولاء الذين رووا ســـــنديانة حزبهـــم بدمائهم الزكــــية.

شكل يوم 14 شباط من العام 1949اكبر تحد للحركة الشيوعية في العراق, وهي لما تزل في بداية نهوضها الجماهيري,عندما تم أعدام  قيادته, المتمثله بالشهداء يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ مؤسس وسكرتير الحزب الشيــــوعي العــــراقي, وفي اليوم التالي تم أعدام عضوي
المكتب السياسي للحزب, زكي بسيم ـ حازم ـ وحسين محمد الشبيبي ـ صارم ـ.
لقد كان خطبا جللا,لحركة سياسية, ترسـم أول خطواتها في طريــق نضالها الصعب والوعر.لقد واجه الشيوعيين العراقيين هذا الموقــف
بمستوى ذلك التحدي,فلم يثنهم الفقدان المبكر لقيادة حزبهم مــــن ان  يستمروا في تحريك الشارع العراقي ضـــــد كل ما كان يتعــــارض ومصلحة الجماهير العراقية الكادحة.
أن دواعي الشيوعيين العراقيين لأعتبار يوم 14 شباط من كل عـام, يوما للشهيد الشيوعي العراقي,تقوم على خلفية ذلك الخسران الكبير,
المتمثل بالحيثيات والمواقف الوطنية التي أبداها أولئك الشهداء أمام هيئة المحكمة التي شكلت لمحاكمتهم,بناءا على توجيهــات وتعليمات من التاج البريطاني مباشرة,ففي المحاكمة التي جرت يوم 13 تمــوز عام 1947سأل الحاكم فهد :
اين كانت تجري أجتماعاتكم؟وفي أي دار؟
أجاب فهد بكل شموخ الشيوعي :
بصفتي سكرتير الحزب فأولى بي أن أكون أول من يحافـــــظ على أسرار الحزب.
وممن تتكون قيادتكم؟
وبذات الثقة بالنفس رد فهد:
لا أستطيع أن أبوح بأي سر يكشف تشكيلات حزبنا.
أين مكان مطبعتكم؟
أنها في حوزة الرفاق أعضاء الحزب المسؤولين عنها.
من هم هؤلاء الأعضاء؟
لاأستطيع الأجابة عن ذلك.
وتستمر المساءلة من قبل هيئة المحكمة, ولما لم يجد الحاكم غير نفق مسدود,وأن أجابات فهد حاسمة وعنيده ولا تفضي لأية معلومة عــن
تنظيمات الحزب,فقد ذاق ذرعه بهذا الكبرياء الوطني,فلم يتوان عـن توجيه الأتهام لفهد ورفاقه بالهدم والخيانة الوطنية وبالفوضوية.
وفي لحظة ولا كل اللحظات أوقفت صرخة فهد سيل أدعاءات الحاكم قائلا : لقد أنغمرت في النضال الوطني قبل أن أكون شيوعيا,وبعد أن
صرت شيوعيا صرت أشعر بمسؤولية أكبر تجاه وطني.ولم يكتف بذلك,بل استمر يحاجج الحاكم وصولا لأتهامه بالتحيز,وعدم أحترام الأصول القانونية التي يجب أن يتحلى بها القاضي النزيه,بل طالــب بنقل الدعوى الى محكمة غير تلك المحكمة,ولم تجد المحكمة بدا مــن
نقل تلك القضية الى المحكمة الكبرى,التي باشرت جلساتها في تمـــوز من العام 1947. ولما لم يكن الخروج عما قرره التاج البريطاني في شـــأن قضية فهـــد,لم تجــد المحكمة غير ذات الأسلوب في مواجهة المتهمين فنسب ممثل الأدعاء العام للحزب الشـيوعي العراقي وفهــــد ورفاقه تهمة "الهدم" التي شكلت مصدر قلق للسلطة, أما تهمة الهدم التي نسبها المدعي العام فتتمثل,بأضرابات عمال السكك, وأضرابات الطلبة,وتظاهرات بغدادالهادرة,وأضرابات عمال النفط,كذلك الدعوة لألغاء معاهدة 1930.
هنا أنبرى الخالد فهد:أن حزبنا يفخر أن تنسب اليه هذه التهم,ولكـــن ينبغي قول الحقيقه.أن حزبنا لم يخلق الحركة الوطنية في العراق,وهو
ليس الوحيد في النضال الوطني.فهناك عناصر وطنيةوعمالية واعية تدرك مصالحها.وهذه الأضرابات والمظاهرات ما هي الا من صنع الجماهير لأنها تريد التحرر والأنعتاق من ربقة الأستعمار وممارسة حقوقها الديمقراطية,فماذا يكون موقف الحزب الشيوعي؟أن يقف الى
جانب العمال العراقيين أم يقف الىصف الأجانب الذين يستنزفــون دماء عمالنا بالأضافة الى أستنزاف خيرات شعبناوثروته الوطنية؟
رغم الضجه الكبيرة محليا وعربيا وعالمياعلى المحاكمة والأحكـــام القاضية بأعدام المتهمين,فهد وحازم وصارم وساسون شلومو دلال
ورغم تغيير الحكم من الأعدام الى المؤبد,الا أن حسابات الحكــــــام المأجورين وأسيادهم الأستعماريين,كانت تقضي بأسكات الصـــــوت الشيوعي في العراق,وذلك بأعدام أدوات ذلك الصوت,وقد تم لهم مــا أرادوا فأعتلى القائد الشيوعي الخالد فهد دكة المشنقة وهويودع رفـاق
الدرب بأن يصونوا حزبهم وهتف بكل ما يملك من جوارح ووجــدان, ذلك الهتاف الذي سيبقى يقرع في ضميركل الشيوعيين والوطنييـــن العراقيين.."الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق."
ففي يوم 14 شباط من العام 1949تم تنفيذ حكم الأعدام بســـــكرتير الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ـ فهــــــــد ـ من قبل السلطات الملكية في العراق,وقد خلد الشيوعيين العراقيين هذا اليوم الحزين,بأن يأبنوا شهداءهم الذين جادوا بحياتهم من اجل القيم الوطنيه ومن أجل وطن حر وشعب سعيد.
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية.
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي.