حيدر قاسم الحجامي
Hah_qas@yahoo.com
عطايا السلطة ... طمع المثقفحيدر قاسم الحجامي
Hah_qas@yahoo.com
فضحت الثورات العربية الأخيرة وبشكل جلي موقف الكثير من النخب الثقافية التي كانت وما تزال تتهم مجتمعها بأقذع التهم وتنعته بالجهل والتخلف واللامبالاة ، ولكن الثورة الشبابية فضحت بؤس هذه الطبقة الطفيلية التي تقتات على موائد الدكتاتوريات العتيقة التي ما زالت تعيش كديناصورات في عصر الانترنت والفضائيات .!
أي سلطة بائسة تلك التي يحاول المثقف إن يرسمها لنفسه وهو يعيش على هامش السلطة الدكتاتورية ويسارع كأي "...." لالتهام قطعة اللحم التي تلوح بها له السلطة مقابل إن يعمل "......" حراسة من أي نقد شعبي قد يستهدفها منه أو من غيره او يرجع لسانه الطويل الى فمه .
في العراق مثلاً عاش المثقف - طبعاً ليس الكل - في كنف السلطة الدكتاتورية متنعماً بعطاياها التي مُنعت عن أبناء الشعب مقابل القيام بوظيفة تلميع صورة القائد وكتابة المطولات عن انجازاته المزعومة ، وعندما أدركت السلطة البعثية ضرورة شراء اكبر قدر من المثقفين فتحت الباب مشرعاً لمئات من الكتاب والأدباء والنقاد لدخول بورصة المدح التي لم تكلف المثقف العربي سوى الظهور في أي شاشة أو الكتابة على صفحات جريدة عربية عن بطل الأمة وحامل رايتها لينال حصة من كابونات النفط ولعل أشهر من تلقى هذه الهبات الفلسطيني المنافق عبد الباري عطوان ، وبعض مذيعي ومقدمي البرامج في قناة الجزيرة أبرزهم فيصل القاسم ، وقائمة طويلة عريضة من المرتزقة، كان هولاء يتمتعون ما تغدقه السلطة العراقية من أموال شعب يعيش الحرمان والفاقة .
وبعد زوال البعث ونظامه لم يقف هولاء المرتزقة من المثقفين ليعتذروا لضحاياهم الذين كانوا هم شركاء لصدام وحزبه في قمعهم وتجويعهم بل وقفوا بكل وقاحة ضد الشعب العراقي وما زالوا يملئون الدنيا ضجيجا في الدفاع عن قتلة الشعب العراقي ومحاولة الترحم على عصر الدكتاتورية .
في ليبيا يتكرر سيناريو العراق فثمة مثقفين عرب وحتى أجانب ظلوا يحتفظون بعلاقات عميقة مع العقيد المعتوه القذافي ولا يكفون عن التملق والتزلف له مقابل حفنات من الدولارات يغدقها عليهم وسفرات سياحية على نفقة العقيد العتيد و اشتركوا في نهب ثروات البلد بالجوائز والمنح والهدايا والعطايا والتكريم، انظموا وبكل وقاحة الى كتائب القذافي الثقافية ويحاولون الدفاع عنه .
لكن المعارضة الليبية لم تتوانى لحظة واحدة ولم تجامل كما فعلنا على حساب أموال الشعب وحقوقه التي ضيعها ديكتاتور ارعن ، فأصدرت المعارضة قائمة طويلة عريضة من الذين كانوا يتقاضون أموالا وهبات لتزيين وجه الأخ القائد (زنكه) ، وليس مستغرباً إن تتضمن القائمة مثقفين عراقيين ، وان هناك قائمة أخرى وعدت بنشرها المعارضة الليبية ولا أظنها ستخلو من أسماء إعلاميين ومثقفين ورجال دين عراقيين وقنوات وإذاعات وأحزاب عراقية تلقت وتتلقى دعم مستمر من العقيد.
ولكن أي عار يمكن إن نتصوره لهذا المثقف الذي فضل إن يكون ذيلاً لسلطة شخص اقل ما يقال عنه إن غبي ومجنون ومجرم في إن واحد .عجبي! .