| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حيدر قاسم الحجامي
Hah_qas@yahoo.com

 

 

 

                                                                                                      الأحد 25/12/ 2011

     

دعوة السعودية للاتحاد . ضد من ؟

حيدر قاسم الحجامي 
Hah_qas@yahoo.com 

يرى مراقبون للشأن الإقليمي أن الوضع السياسي المرتبك ألان في العراق أحد أسبابه المهمة ؛ التدخلات الخارجية التي تنفس أزماتها الداخلية فيه .

ويضرب المحللون مثلاً بإيران والسعودية وسوريا- قبل إن يضربها نسيم الربيع العربي – المثالان الأولان جديران بالاهتمام .

فإيران تتحكم عبر منظومة واسعة من المصالح والقوى ووسائل الإعلام في جزء كبير من المشهد السياسي العراقي وتدفع الى حيث ترى أن مصالحها هناك .

تتقن طهران اللعبة وتحترف اللعب على الرقعة العراقية أكثر من أي بلد مجاور للعراق؛ يخدمها التنوع الطائفي الذي أعتمد كحجر زاوية في رسم ملامح –العراق الأمريكي – كما يطلق عليه حسن العلوي .

أما المملكة فالورقة الوحيدة التي بيدها في العراق ؛ ممزقة مشتتة فاقدة في أحسن حالاتها لبوصلة تحديد المصالح – وسط "سني" منقسم موزع بين أصولية دينية يقودها – تيار ديني متشدد مثل القاعدة والحزب الإسلامي وإتباعه وحلفائه – وقوى قومية يقودها حزب البعث وما شابهه والاخيرون يضمرون حقداً ستراتيجياَ تجاه المملكة .

الدور السعودي في العراق أضعف بكثير مما تصوره وسائل أعلام عراقية - حكومية أو إيرانية الهوى - ؛ لكنه كان مؤثراً الى حد ما في حشد موقف عربي ضد العراق .

فالسعودية كانت قادرة على التحكم بما يسمى نظام الاعتدال العربي قبل إن تهب عواصف الربيع العربي الفجائية والتي فرطت عقد هذا النظام .

لتقف المملكة وحيدة بعد اختفاء حلفائها في مواجهة أخطار محدقة داخلية وخارجية تتمثل في الدرجة الأساس بالنفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة وتنمر قطر لقيادة المشروع الأمريكي في المنطقة .

حاولت المملكة الاستفادة من الثورة السورية والإمساك بخيط جديد للعبة "لتقليم أظافر النظام الإيراني " الذي اعتقدت أنه سيعيد توازن القوى في الإقليم ؛ وسيمنح السعودية فرصة اكبر لالتقاط الأنفاس .

بيد أن ظهور العراق كطرف في الساحة العربية جعل من الموقف السعودي في خضم مواجهة أخرى لم تكن تتوقعها المملكة .

السعودية في وضع لا تحسد عليه فهي غير قادرة على أعادة اصطفاف عربي ضد ايران وحليفها الأسد والعراق في آن واحد كما في السابق .

مبادرة المالكي التي يبدو أنها استطاعت تجاوز العقبات السعودية والقطرية والشروع بنزع فتيل أزمة ؛ مؤشر خطر دق في الرياض من احتمال انبعاث دور عراقي متصاعد في ظل عدم تكافؤ موازين القوى الإقليمية ، وتقلص حجج الاستمرار في عزل العراق عن محيطه العربي ومنعه من لعب دور يناسب حجمه وتأثيره في المنطقة العربية .

قد تكون دعوة الملك عبد الله الأخيرة دول مجلس التعاون الخليجي الى الاتحاد ضربة استباقية لأي دور عراقي محتمل في هذه المنطقة ، ولحماية النفوذ السعودي في هذه المنطقة الحيوية.

يمكن قراءة الدعوة السعودية بأنها رغبة متجددة في الاستمرار في عزل العراق "حليف ايران" عن أداء دوره ولعب أوراق تجعل السعودية حائرة أو على الأقل مرتبكة ، مثلما فعل العراق في الموقف من سوريا .

 



 

free web counter