| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

الخميس 9/12/ 2010

 

لزكة مومن

حامد كعيد الجبوري

حدثني أحد أعضاء البرلمان الدورة السابقة ، أنه التقى أحد زملائه البرلمانيين في العاصمة الأردنية ، وصاحبي البرلماني شيعي ، وفي الفندق الذي ضيفهما سأل البرلماني السني صاحبنا الشيعي قائلا ، هل أنت من مدينة النجف ؟ ، أجابه صاحبنا كلنا من وصل لقبة البرلمان عن طريق القوائم الدينية ( نجفيون ) وإن سكنا محافظات أخرى ، أستغرب السني هذا الجواب وقال للشيعي ماذا تعني بذلك ، أجابه الشيعي قائلا ، صحيح نحن لا نسكن أرض النجف لكن توجهاتنا كما قلت لك ، بمعنى أننا نتصرف وكأننا نائب واحد ، وهذا رأي صاحبي البرلماني ، وقد يختلف معه آخرون برلمانيون ، وأردف صاحبي قائلا لزميله ، سأوضح لك الفكرة بشكل أفضل ، الكثير من النجفيين يعملون قريبا من مرقد الإمام علي ( ع ) ، يسمّون ( موامنه ) ومفردها ( مومن ) ، ولهؤلاء أكياسا خاصة لحفظ ما بجيوبهم من مال يسمى ( جيس ) ، فإن حصل على إي عملة ورقية أم حديدية تدخل ذلك الكيس سوف لن ترى النور والهواء ثانية ، هذا ما نقله صاحبي البرلماني الجديد ، ولكم أن تتصوروا بأي عقلية طائفية يتحدثون بها ، وحديثه لا يحتاج لنباهة ما لمعرفة ما أراد ، وخلاصة قوله أن السلطة دخلت الآن أكياسنا وسوف لن تخرج منه أبدا .

التغيير الذي حدث بالعراق غيّب جهة بعثية حاكمة ، ومن الطبيعي أن هذه الشراذم تحاول جاهدة الوصول والحصول على منجزاتهم المالية التي فقدوها ، وهي ليست بالقليلة ، وجهة أخرى كانت مشردة بل جائعة ومسكت زمام أمور البلد بيدها ، وعاثت هذه الفئة الجديدة بالمال العام خرابا واستئثارا وسرقة ، وهي متمسكة بهذا المكسب الذي حُلّم به كثيرا ، أما نحن المستضعفون فنكتوي بنار السابق واللاحق ، وهناك من يظن أن القادم الجديد سهل الانقياد لطواعيته ، وهذا خطا فادح ، فالقادم الجديد وصل لكرسيه عن طريق الديمقراطية التي لا يؤمن بها ، بل تنكر لها بعد وصوله البرلمان ، ناهيك عن التزوير وغيره ، وهو كذلك ( المومن ) الذي إن دخل لكيسه شئ من المال ، سوف لا يشم الهواء ، ولا يرى الضوء ، ولديه من الأساليب الدجلية ما لا يعرفها الآخرون ، أضف لذلك السياسات التي تمرنوا عليها كثيرا ، مستفيدين من الشواهد التاريخية الأكثر ، وهنا تحضرني طريفة ما أشبه وقعها اليوم ، وهي ، دعي مجموعة من الرجال لوليمة ما ، وكان بينهم ( مومن ) ، أتفق الرجال مع بعضهم لينالوا الحظ الأوفر من تلك الوليمة ، وحرمان ( المومن ) منها ، سأل أحد الرجال ( المومن ) قائلا له ، ( مولانا متكلنه شنو هاي قصة يوسف ) ، ومعلوم أن قصة نبي الله يوسف ( ع ) ، لها في القرآن الكريم كذا صفحة ، عرف ( المومن ) بخبث السؤال وأجاب على الفور ، دون أن يسحب يده عن المائدة المليئة بالأطايب من الطعام ، ( بويه يوسف فريخ ضاع ولكوه هله ) .
 

free web counter