| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

الأربعاء 9/6/ 2010

 

يمه بشري

حامد كعيد الجبوري

قبل أيام قليلة من الحملة الانتخابية للبرلمان العراقي الذي جرت أحداثه فجر يوم 7 / 3 / 2010 م ملأت ساحات محافظات الوسط والجنوب – طبعا – بملصقات (بوسترات) رفعت على أعمدة حديدية أو بواجهات المحلات التجارية ، والملصقات التي أتحدث عنها تمثل السيد رئيس وزراء العراق المنتهية صلاحياته نوري المالكي وهو يطأطئ لامرأة عراقية كبيرة بالسن ، وكتبت أعلى الملصق ( يمه بشري) ، وحدثت إثر ذلك اعتراضات كثيرة من الجهات السياسية الأخرى ، فمنهم من عدها دعاية انتخابية بدأت قبل موعد إطلاق الحملات الدعائية وهذا خرق برأيهم لا تقره مفوضية الانتخابات ، أجابتهم حينها أحزاب موالية لدولة رئيس الوزراء بأن ذلك لا يمكن عده دعاية انتخابية بسبب عدم ذكر القائمة ورقمها الانتخابي ، ومنهم من أتخذها وسيلة للسخرية للنيل من دولته ، أما نحن عباد الله فلنا آراء قد تكن مغايرة لآراء السياسيون ، وسوف لا أتحدث برأيي الشخصي بل لآراء مواطنون جمعتني معهم سيارات الأجرة العمومية -( الكيات) - التي أستخدمها برواحي وعودتي لمنزلي ، من هذه الآراء قولهم أن دولة رئيس الوزراء مقدم على تغيير جذري لصالح المواطن العراقي ، وسيبني دولة القانون المزعومة ، وسيوفر فرص التعيين لملايين العاطلين ، وسينعم المواطن بحريته وأمانه وأمان عائلته ، وسيتنقل بين محافظات الوسط والجنوب والشمال دون تأشيرة دخول ، وسيحصل المريض على فرصة للعلاج المجاني مع استيراد أدوية عالية الجودة من مصادر معتمدة عالميا ، وسيحارب بيد حديدية لطرفي الإرهاب والفساد الإداري ، وسوف يمنع منح الرتب العشوائية لفلان من حزبه وفلان من حزب قريب له بالرؤى ، وسيختار الفضلاء من العراقيين لأستيزارهم وحسب شهاداتهم الجامعية التي حصلوا عليها ، ولا للشهادات المزورة بعلم الجميع ، وسيحاول أن يهدم أسوار سوق أمريدي الشهير بوجه المتطفلين على الثقافات سواء علمية أو دينية أو ثقافية ، وسيعيد اعتبار الدولة العراقية التي فقدت اعتبارها من أمد بعيد ، وسينجز و سينجز و سينجز ، و لكم أن تتصوروا ما سيجلبه العراق من أبناءه المغتربين الذين ذاقوا الأمرين بسبب سياسات طائشة أعقبتها سياسات طائفية ، وسيتمنى جوار العراق من الدول العربية وغيرها ان تحذوا دولهم بما حظاه العراق الجديد ، وسيفخر كل عراقي بعراقيته ويصرخ بوجه الحاقدين والمتطفلين هذا هو عراقنا الجديد ، هذه وجهة نظر تفاؤلية مفعمة بالصدق وحب العراق ، ووجهة نظر متشائمة هي أقرب للواقع من سابقتها ، يقول أحد المواطنون أن دولة رئيس الوزراء يقول لهذه العجوز المسنة إستبشري يا أمي خيرا فسوف يزداد عدد المهاجرون أضعافا ، وسنزيد بذلك رقما جديدا للمهجرين ببلادهم ، وستكون التعينات حصرا لأحزابنا وموالينا ، وسوف نقلص الحصة التمونية التي كان يعطيها الطاغية المقبور لنجعلها أقل بكثير عما أعطاكم صدام الطاغية ، وسوف لا نجعل هذه الحصة التموينية تتفسخ بمطابخكم وتملى بالطفيليات اللعينة ، وسنقلل من ساعات التشغيل للكهرباء التي حاربنا النظام من أجلها ، لأنه كان يعطيكم منها الكثير مقارنة بما نزودكم به من طاقة الآن، ثم أن الملعون صدام كان يحتسب أجرا زهيدا للوحدة الكهربائية فما علينا إلا زيادتها مصلحة للوطن والمواطن ، وسنجعل ضريبة هذه الطاقة تصاعدية 20 و 40 و50 و صولا ل 150 دينار للوحدة الواحدة ، ثم لماذا يسبقنا العالم بهذه الضريبة بل علينا ان نسبقه نحن الذين حصلنا بجدارة متناهية على الرقم الثاني عالميا بالفساد الإداري ، ونحن مصصمون على أن نحرز الرقم الأول ونحن أهل له ، وتعلمين ياأمي أنا رفعنا سعر المحروقات من البنزين من خمسة دنانير كان يسرقها الطاغية المقبور لنجعلها 450 دينار للتر الواحد لنرفه أطفال العراق من إيراداته المالية ، صرخ عاليا احد جلاس الحافلة ، ( بوية كافي والله شكيت أكلوبنه) ، وأضيف لهذا السيد الواعي وأقول ما أشبه بل ما أتعس اليوم بالبارحة .


 


 

free web counter