حامد كعيد الجبوري
الثلاثاء 7/9/ 2010
إضاءة
شر البلية ما يضحك
حامد كعيد الجبوري
إلتأم البرلمان المحلي لمحافظة بابل – مجلس المحافظة – بكامل أعضاءه ، لمناقشة مسألة غاية بالخطورة ، الحالية والمستقبلية ولربما الماضية ، وسبب هذا الاجتماع لمناقشة إيجاد باب أو قل أبواب لصرف مبلغ كبير ، يربو على مئات الملايين من الدنانير العراقية ، بعد الشرح والتقصي والتحقيق ومعرفة ملابسات ومماحكات ما دار ويدور ، تحدث العضو (أ) قائلا :
- لنبني مدارس لطلاب الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ؟، جاء الجواب من الجميع :
- أن لدينا الآن أكثر من مائة مدرسة منجزة ومجهزة بأحدث أجهزة التكييف ، وبأفضل مصاطب الدراسة ، ومن أجود أنواع السبورات ، وإن ظاهرة الدمج في المدارس ولت مع النظام الشمولي والقمعي والدكتاتوري ، أطرق الجميع ، إذن كيف سنصرف هذا المبلغ الكبير من الدنانير ؟ ، نهض العضو (ب) مبتسما ليخبر الجميع بما يلي :
- لننشئ حدائق ومتنزهات داخل وخارج مدينة الحلة ؟ ، وجاء الجواب :
- في أي بقعة سننشئ هذا المتنزه وواقع الحلة كما يقال أشبه ما تكون بمزهرية معلقة ، أو قل وكأنها غابة من الورود والأشجار الباسقة المثمرة وغير المثمرة ، ثم ألم تلاحظ معنا أن أغلب شوارع المحافظة لا تصلها الشمس بسبب تشابك أغصان أشجارها ، بل علينا أن نزيل قسما منها كي تصل الشمس للناس ويرونها حقيقة بأم أعينهم.
قال العضو (ج) :- أعتقد أننا بحاجة لتطوير نهر الحلة ؟ ، أسكته الجميع :
- ماذا تقول ؟ وماذا يحتاج نهر الحلة ؟ ، لقد أنجزنا مهمته قبل سنوات طوال ، أزلنا كافة المخلفات ، وبخاصة مخلفات السادة الأطباء ، الذين يرمون ما تبقى من المحاقن الطبية (الصرنجات) المستعملة ، ومخلفات التضميد في نهر الحلة الخرافي ، وجرفنا من قاع النهر رماله الإضافية التي يرميها كل عام وعمدنا لرصف جانبي النهر بالحجر لإعطاء الجمالية المنشودة للنهر ، إضافة لإنشاء ممرات لسير الراجلة على جانبي النهر ، وتشجيرها بالورود والأشجار أيضا ، ولا نريد منكم أن تتحدثوا عن نهر (اليهودية) ، لأن مشكلته حلت وتحول من مكب للقاذورات والمياه الآسنة الى نهر يروي آلاف الأمتار زراعيا ، نهض العضو (د) ليقول للجميع :
- لنبني شققا سكنية.
ضحك الجميع بوجهه قائلون :
- أن ما أنشئ من شقق سكنية وبخاصة على طريق حله – نجف لم تسكن لحد الآن ونحن ننتظر السنين القادمة لربما سيحتاجها المواطن .
قال آخر (هـ) :
- لنحسن من أداء الطاقة الكهربائية .
صرخ الجميع بوجهه قائلون له باللغة العامية :
- (عمي أنت أشتحجي ، مو خربتوه للمواطن علينه ، دننطيه ساعة كهرباء كل ست ساعات إطفاء ، والله عمي دللناه للمواطن وخرب علينه)
صرخ الجميع :
- ماذا سنفعل بهذا المال ؟
الشوارع معبدة ، الخدمات البلدية من نظافة وصبغ لواجهات الدوائر وغيرها لا يضاهيهِ شئ ، هل نعيد المبلغ لوزارة المالية لتدويره للسنة القادمة ؟ .قال العضو (و) :
- أن الحل لديّ .
قال له الجميع :
- أفتنا يرحمك الله .
بش بوجههم وقال :
- أن آثار بابل التراثية الحضارية سنصنع لها عربات - ربل - تراثية تجوب مدينة بابل وتنقل سواحها كما كنا بخمسينات القرن المنصرم داخل المدينة ، وقبل انتشار السيارات، وسنستورد خيلا أصيلة من الخارج لأن الخيل – الكدش – لا تصلح لهذه المهمه ، وسنخصص نصف المبلغ لذلك ، ولا يقل أحدكم أن بابل مترامية الأطراف ، ولا تقولوا أن الخيل لا تستطيع أن تتسلق الجبال التي أنشأها الطاغية ، وسنعزز هذه الخيل ببغال لهذه المهمة ، والنصف الآخر سنستورد به زوارق مائية -(يختات)- تنقل الزوار من مدينة الحلة الى مدينة بابل الآثارية عبر نهر الحلة ، وليس كما هو موجود بمدينة كربلاء المقدسة حيث ينقل كبار السن من الرجال والنساء ، بعربات تدفع بالأيدي وكأنهم بضاعة ما (ركي ، طماطه) ، وهذا ما لا يليق بمواطننا العراقي ، وفعلا تمت المصادقة على هذا المقترح الحقيقي جدا ، والذي سيبني مدينة الحلة الفيحاء ، (ومن هل المال حمل إجمال) .
للإضاءة ............ فقط .