| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

                                                                                      الأحد 6/11/ 2011

 

إضاءة

عودة البعث

حامد كعيد الجبوري

بعد مضي ثمان سنوات على التغيير ، وها نحن في العام التاسع له وقد كثر الحديث عن عودة البعث الصدامي الى الواجهة مجددا ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، من الذي سمح للبعثيين العودة الى السلطة والمواقع الحساسة في عصب الدولة العراقية حاليا ؟ ، والإجابة عن هكذا تساؤل لا يخفى على أحد من الشعب العراقي ، وللتذكرة لمن نسى أو تناسى أيام الدكتاتورية الأخيرة ، التي أوعزت لأزلامها من البعثيين الانخراط والانتظام بصفوف الأحزاب والتيارات الجديدة التي شكلت أغلبها بعد التغيير ، فاستبدلت الملابس الزيتونية بإطلاق اللحى وحمل المسبحة وما الى ذلك من زي يلبس من قبل الزهاد والنساك ، وأصبحت مقرات الأحزاب الدينية السنية والشيعية والعلمانية مقرات بديلة للبعث المجتث من خلال تخللهم الأحزاب واستغلالهم الوضع السائد الذي أوجدته الأحزاب الجديدة لكسب الأصوات الانتخابية ، وقسم من المحافظات العراقية بدأت بالتصفية الجسدية للبعثيين ، رغم نداء مراجع الدين بعدم جواز قتلهم واللجوء الى المحاكم المختصة لأخذ القصاص العادل ممن أساء الى الشعب العراقي ، وأمتثل الناس لذلك رغم إصرار الحكومة على استقطاب هؤلاء الى مناصب يحلم بها الشرفاء من أبناء هذا الوطن ، فدخل البعث مجددا الى قبة البرلمان والى كافة الوزارات واستثناءا من قيود الاجتثاث بفعل فاعل ورغبات سياسية معينة ، علما أن غالبية ضباط الجيش العراقي والشرطة العراقية هم ممن انتمى للبعث رغبة أو رهبة أو طمعا بالمكاسب السخية التي يمنحها القائد الضرورة ، وليس بودي ذكر الأسماء المهمة في المشهد السياسي العراقي والعسكري والأمني حاليا ممن يحسب فكريا على البعث ، ولم يكن هناك أي أشكال لدى المتربعون على كراسي السلطة أي خوف أو توجس من هؤلاء البعثيين ، على اعتبار أنهم بنو سلطة قوية قادرة على إحباط أي رغبة بعثية للعودة الى السلطة مجددا ، متذرعين وأعني الساسة أن البعثيين قد قدموا براءة من حزبهم المجتث ، والتجربة تثبت أن الكثير من البعثيين سابقا أعلنوا براءتهم من حزبهم ولكنهم عادوا أليه معتبرين أن تلك البراءة وقعت تحت ظروف قسرية ، وعفلق والبكر مثالان لما أذهب أليه ، وحقيقة أن الصراع بين فاقد للسلطة وماسكها الجديد أوقع البلد بمتاهات كثيرة وخطيرة ، وكان من المفترض أن لا يترك الحبل على غاربة لتسول لمن يمني نفسه بالعودة مجددا للسلطة ، وبين هذا وذاك تحضرني طرفة جميلة ، بل درس حياتي ، يقال أن جارين أحدهما كانت له زوجة لا تعير أهمية لزوجها ، بل لا تحترمه وتصدر أوامرها له وهو صاغر مطيع ، أستاء الجار من تصرف زوجة جاره حيال زوجها وأخبر جاره عن ذلك وقال له ، لماذا زوجتك تعربد عليك ولا تقيم لك وزنا ؟ ، الظاهر أنك لم تذبح أمامها قطة لتخيفها ليلة عرسك ، علقت مسألة ذبح القطة بأذن ذلك الزوج المهزوز ، عاد لبيته مساءا وهو ممسك بقطة مسكينة ، وأخرج سكينة حادة ونادى زوجته بصوت عال ، لترى زوجها كيف يذبح هذه القطة ، وفعلا ذبحت القطة أمام أنظار الزوجة الجبارة ولم يهز لها طرف وخاطبت زوجها قائلة ، ( ..... يط هاي من أول يوم مو هسه ) ، والعاقل يفتهم  .

للإضاءة ....... فقط .   

    

   

 



 

free web counter